|
كيف تصرفت ايران حيال اتهامات الوزيرالسعودي لها؟ صاحب مهدي الطاهر / هولندا
التصريحات الاخيرة التي ادلى بها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل حول التدخل الايراني في الشؤون العراقية قد تكون ما يبررها بناءا على معلومات هائلة ووقائع ثابتة تفرزها الساحة العراقية تدعم هذا الاعتقاد او هذه المخاوف سواء كانت اجتماعية او ميدانية تتجسد بانشطة ارهابية واجرامية خاصة تلك التي تحصل بين فينة واخرى في جنوب العراق ،الا ان المسؤولين الايرانيين ورغم انهم المعنيون بالدرجة الاولى بهذه التصريحات وبما عرف عنهم من حنكة سياسية متميزة يعترف بها العدو قبل الصديق قد اختاروا ان تكون طريقة ردهم عليها ضمن الاطر الدبلوماسية العقلانية الهادئة بيحث تكون نتائجها ايجابية عليها مهما افرزت من حيثيات وارهاصات ،فايران تدرك جيدا اهمية الدورالسعودي في المنطقة وثقله الكبير في التوازنات الحاصلة منذ امد بعيد ،فهي حليف موثوق به لامريكا وقد تكون علاقاتها الوثيقة معها ستدفع بالامور الى الايجاب بما يتعلق بها ان ارادت الادارة الامريكية فعل شي ما يخص الساحة الايرانية في المستقبل القريب، فايران لا تريد في هذه المرحلة ان تضع الجانب السعودي في خانة الاعداء لان ذلك لن يكون باي حال من الاحوال لصالحها لذلك اختارت الطرق الدبلوماسية باعتبارها الاكثر نجاعة للوصول الى التهدئة ونزع فتيل الازمة تكللت مؤخرا بالاتفاق على القيام بزيارة لوزير خارجية ايران الى السعودية في الاسبوع القادم لبحث الاوضاع في العراق والمنطقة ،وهكذا استطاعت الدبلوماسية الايرانية ان تثبت مرة اخرى انها تعرف جيدا فن السياسة والمراوغة ما دامت انها تشعر ان هناك خطر ما يداهمها في هذه المرحلة الحساسة ،لكن يبدو ان الطرف الاخر المعني من هذه التصريحات وهو الطرف العراقي ما زالت بعض رموزه وقياداته لم تفهم بعد لغة المصالح وفن السياسة بل انها راحت تزايد على الايرانيين انفسهم لتدافع عنهم مقابل الطرف السعودي مما ادى الى توتر في العلاقات بين العراق والسعودية بينما ازادات العلاقات الايرانية السعودية قوة وثبات،مع ان الجميع يعي جيدا اهمية الجانب السعودي حيال الساحة العراقية الحالية واوضاعها الملتهبة اصلا ومدى تاثيرها بما يفوق كثيرا ما تفرزه سوء العلاقات الايرانية السعودية من جهتة خطورتها لما تفرزه من ارهاصات وتاثيرات كبيرة في الساحتين العراقية والايرانية اذا ما وضعت تحت مبدا التقييم والمقارنة، فلو قررت السعودي مثلا ان تدعم فعلا الارهاب الذي يحصل في العراق الان بشكل واضح وسافر كما تدعمه سوريا الان بحيث تفتح معسكراتها لتدريب الارهابيين وتمدهم بالسلاح والمال وتسهل عبورهم عبر حدودها الطويلة الى العراق وتغذيهم بالافكار التكفيرية بحيث تكون مفتوحة على مصراعيها وتشجع السعوديين( مع علمنا المسبق بالخلفية والافكار المتزمته والمتخلفة الراسخة التي تقود اغلب الشارع السعودي) للذهاب الى العراق فانه في افضل الاحوال سيتدفق اكثر من الف عنصر من الارهابيين الى الساحة العراقية كل يوم و هذا من شانه ان يجعل الاعمال الارهابية تحصد من العراقيين الالاف كل يوم بحيث سيصبح العراق وخلال شهر واحد على ابعد تقدير بلدا يعمه الخراب والدمار اسوء بكثير من حال افغانستان ابان الاحتلال السوفيتي او الحرب الاهلية او حكم طالبان.ان التصريحات الحادة لوزير الداخلية بيان جبر والتي انتقد بها بشدة الحكومة السعودية اقل ما يقال عنها بانها غير مسؤولة وانها كانت غير موفقة بدرجة كبيرة كما وصفها وزير الخارجية هوشيار زيباري لانها لم تكن في مكانها او وقتها المناسبين فالعراق بامس الحاجة الى الدورالسعودي لتهدئة الساحة العراقية وحيلولة دون تفاقمها خاصة ان السعودية تبذل قصار جهدها للحيلولة دون تسلل الارهابيون السعوديون عبر حدودها المشتركة مع العراق الى الساحة العراقية ،اما وان يتبرع البعض للدفاع عن ايران والحكومة الايرانية بغض النظر عن المصالح العليا للعراق والعراقيين فهذه هي الخيانة بام عينها .ان الدرس الذي اعطته الحكومة الايرانية لبعض العراقيين الذين وقفوا معها في هذه المعمعة حينما ارسلت بوزير خارجيتها الى السعودية لغرض التحاور والتباحث بدلا من الشتائم والاتهامات اذ ضربت بهم بعرض الحائط سيكون درسا قاسيا عليهم ،وليعلم هؤلاء ان ايران تسعى الى تحقيق مصالحها القومية بشتى الوسائل وباقصر الطرق على حساب الغرباء بغض النظرعن كون هؤلاء تجمعهم معها وشائج الدين او المذهب او الجيرة .الخ .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |