المراة بين التطرف الديني والتطرف الليبرالي

 

الدكتور احمد القريشي

NOORALSERAT@HOTMAIL.COM

 

تعيش المراة  في عالمنا اليوم بين تيارين متطرفين ينازع احدهما الاخر على حساب الهوية الحقيقية للمراة, تلك هي الليبرالية المتطرفة التي تريد من المراة ان تنسلخ من عفتها وهويتها الانسانية, لتكون  سلعة بيد الرجل تحت عنوان الحرية فتستخدم المراة في الاعلان وترويج البضائع حتى ولو كان على حساب كرامتها وانسانيتها .

ألمراة تمثل الكرامة الانسانية فهي كالرجل في انسانيتها وكرامتها ,ولكن بعرف دعاة الحرية الاباحية ليس الا وسيلة لاستمتاع الرجال  وسلعة لتحقيق الثروات مطبقين عليها كل عناوين الميكافيلية من اجل الوصول الى اهدافهم الشيطانية. 

واما النموذج المتطرف الاخر ذلك النموذج الديني المنغلق الذي يفهم الاسلام بطريقة معوجة ما انزل الله به من سلطان ويحرفون الكلم عن مواضعه , فيحرم المراة من ابسط حقوقها الانسانية في الحياة كنموذج الوهابية وطالبان وامثالهم من هذه النماذج التي  صنعها وغذى افكارها الاخطبوط الاستكباري ليشوه بها الاسلام المحمدي الاصيل ويخلق حاجزا نفسيا بين الاسلام الاصيل وبين الناس.

 الاسلام الحقيقي هو اسلام الله ,هو اسلام كل الانبياء , هو اسلام الفطرة الانسانية السليمة  {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }الروم30,اسلام الحرية- اسلام الكرامة- اسلام الاصالة- اسلام الاختيار لا اسلام الاكراه- اسلام المحبة والسلام والتعاون والاخاء, الاسلام الذي علمنا اننا اخوة في الانسانية حتى مع اختلاف عقائدنا --فمن لم يكن لك اخا في الدين فهو اخوك في الانسانية يجب احترام انسانيته وعدم التجاوز على حقوقه مادام لم يتجاوز عليك.

ان مقياس التفاضل بين الناس هو بمجموع القييم الاخلاقية التي يحملونها ويقدمونها لمجتمهم واسرهم  وليس بالقوة او المناصب او المال او الذكورة او الانوثة

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13) .

 الاسلام اراد من المرءة ان تشق طريقها مع الرجل لتبحث عن النور الالهي الكبير الذي اكرمها به  باعتبارها انسانة -خليفة الله على هذه الارض لتعمرها مع الرجل سوية في تحمل كل المسؤوليات من دون استبداد ولاتجاوز  وانما من منطلق المودة والرحمة والنفس الواحدة-

ان الانسان الحر  الواعي المؤمن  الذي يحترم انسانيته وكرامته  يرفض كل عناوين التطرف لان الله تعالى يكره التطرف وارشدنا الى الشريعة السهلة السمحاء  -الجادة الوسط حتى ترفض التطرف بكل عناوينه  لان الله تعالى اراد منا ان نكون في دائرة الاعتدال وندعوا الى السلم –(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (البقرة:143)

(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) (المائدة:15)

  ان الفضاضة وغلضة القلب كلها عناوين للتطرف والله تعالى لايحب الا العدل  ولايحب الا السلام-؛

(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159)

 اننا مدعوون جميعا رجالا ونساء للوقوف بحزم اما هذين التطرفين والعودة الى النهج الرباني الذي يحفظ لنا كرامتنا,كما امرنا ان نسير عليه لامن خلال تفسير الاهواء بل من خلال تذويب الاهواء في خط طاعة الله  حتى نستحق بذلك رحمة من الله ورضوان

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (لأعراف:96)

 اما  الذين يعيشون التطرف بكل اتجاهاته فهم يعلنون الحرب على الله فهم ملعونون في الدنيا والاخرة وقد خسروا خسرانا مبينا  ورسول الله بريئ من كل هذه العناوين الدينية المتطرفة واهل العقل والدين والمرؤة بكل عناوينهم ينبذون التطرف الليبرالي الذي يريد ان ينفل المراة الى مرحلة جديدة من العبودية تحت غطاء الحرية  وكلا الصنفين يمثلون عناوين الظلم الاجتماعي التي يحاربها الله وكل الانبياء والصالحين بمختلف مشاربهم  العقائدية  والله تعالى الله تعالى العادل الرحمن حيم لايقبل بالظلم الاجتماعي مهما كان عنوانه

(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) (هود:101)

(وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (النحل:118)

(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) (الزخرف:76)

(أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ) (لأعراف:97)

(أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ) (لأعراف:98)

(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ) (يوسف:109)

(مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الحشر:7)

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com