محاكمة صدام .. محاكمة للدكتاتورية  

حمزة الشمخي

ha_al@hotmail.com

 

الجميع بإنتظار التاسع عشر من إكتوبر عام 2005 موعد البدء لمحاكمة طاغية العصر صدام ، وأن هذه المحاكمة ليست هي مجرد محاكمة لشخص الدكتاتور بحد ذاته فقط ، بل هي محاكمة لحقبة تأريخية دموية ومظلمة في تأريخ العراق الحديث ، والتي إمتدت من تأريخ  إنقلاب حزب البعث في السابع عشر من تموز عام 1968 الى يوم سقوط الدكتاتورية وهزيمتها في التاسع من نيسان عام 2003

هذه المحاكمة التي ستضاف الى إرشيف المحاكم الشهيرة للدكتاتوريين والفاشيين والعنصريين . الذين حاكمتهم شعوبهم بعد الإطاحة بهم بالقوة ، وكشفت كل ملفاتهم الإجرامية السرية بحق الإنسان والوطن ، ومنهم الجلاد صدام الذي سيقف أمام القضاء العراقي العادل . ليكشف ما يمكن كشفه من جرائم وحشية وذلك من خلال إعترافاته العلنية أمام الجميع.

ولكننا نريد من هذه المحاكمة أن تكون محاكمة عادلة وعلنية  لكشف كل جرائم وإرهاب وحروب وحماقات الدكتاتورية ، التي أوصلتنا الى هذه الحالة التي نحن فيها.

 حيث نكتشف بين الفترة والإخرى المزيد من المقابر الجماعية ، ونبحث عن المفقودين والمغيبين بين ما تبقى من إرشيف وملفات الدكتاتورية المجرمة ، إضافة الى تواصل العمليات الإرهابية ضد العراق والعراقيين والتي يقوم بها ما تبقى من أزلام النظام الدموي المنهار المتحالفة مع العصابات الإرهابية الدولية ، من أجل إيقاف وتخريب العملية السياسية العراقية وعودة العراق الى زمن الدكتاتورية والإرهاب والحروب.

أن صدام وزمرته لا يمثلان أشخاصهم فقط ، بل إنهما مؤسسة سياسية وحزبية وعسكرية أمنية قادت العراق كل هذه السنوات التي لا يمكن أن تنسى ، لأن آثارها المأساوية لا زالت باقية في كل بيت عراقي ، إضافة الى ذلك أن الدكتاتورية الصدامية تجاوزت العراق بإرهابها وحروبها العدوانية الى دول الجوار ومنها إيران ودولة الكويت الشقيقة التي تعرضت الى الغزو والعدوان وتشريد أهلها وتخريب وطنهم ، وأن هذه الدكتاتورية  التي كانت تقدم نفسها من المناصرين لفلسطين وتحريرها قد إغتالت الكثير من القادة الفلسطينيين وفي أماكن مختلفة من العالم  .

أن ما كشف لحد الآن هو القليل والقليل جدا ، من أعمال الدكتاتورية وجرائمها التي حولت كل العراق الى سجن ومقابر وساحات إعدام لكل من يرفض أو يعارض السياسات العدوانية الحمقاء للنظام الدموي المهزوم ، فلذلك نريد أن تكون هذه المحاكمة محاكمة لمؤسسة ونهج ، وليس لشخص المجرم صدام فقط وأعوانه الآخرين.

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com