جلال الطالباني: رجل الحروب الكثيرة – الجعفري هدف طازج

 

 

محسن صابط الجيلاوي

Mohsen_khashan@hotmail.com

من يقرأ تاريخ جلال لن يجد سوى سيرة رجل مغامر يضع القتل والحرب هدفا ووسيلة لتحقيق الإرادة السياسية التي يبتغيها، وهي في أكثر الأحيان حب الزعامة والثروة واصطياد الدافع الدسم...فحروب هذا الرجل لا تحصى فمنذ أن أسس الاتحاد الوطني متمثلا بجناحه الفاشي (كوملة) ودائرة القتل واختلاق الخصوم هي ديدن ومنهج وخطة صالحة لإيجاد من يهتم بمغامراته في وضع كردستاني – عراقي – إقليمي شائك...فأول المجازر في الحروب الكردية – الكردية بدأت نهاية السبعينات عندما قاتل القيادة المؤقتة وقبلها كان له تاريخ معروف بالغدر بالقائد الكردي العظيم ملا مصطفى البارزاني أعوام الستينات، بعدها أحترف مهنة خلق العداوات والخصوم، كونها في منطقة حساسة وفي واقع سياسي معقد تدر ذهبا...انها البيضة التي أمسك بها جلال جيدا وبرع فيها بامتياز يحسده عليها أصدقاءه وخصومه معا، فهو بزهم جميعا في قدرته على الإيحاء بالصداقات وفي نفس الوقت حشو البنادق، هو مستعد للمصافحة والطعن معا وتلك ميزة لا تستسيغها أخلاق وتقاليد منطقتنا، فهناك شرف في المواجهات وهناك معايير في استخدام السلاح وفي خلق الخصوم...

 قاتل غريمة الديمقراطي ليقبض من نظام صدام، ووقع اتفاق شامل مع الشيوعيين عام 1983 وفي نفس الوقت بل نفس اللحظات كان يفاوض النظام على تصفيتهم مقابل مبالغ طائلة لهذا تم تصفية الكثير من الوطنيين في مجزرة بشتاشان الأولى والثانية تحت شعار نظفوا كردستان من العرب، وساديته وأخلاق مقاتليه دعتهم إلى تقطيع أوصال القائد الكردي حسو ميرخان قطعة قطعة، متهما الجميع حينها بأنهم ( باسدران ) إيران، بعدها بأشهر انتقل إلى موقع آخر مع إيران وبز الحزب الديمقراطي في شكل تعاونه العسكري مع القوات الإيرانية وضرب عرض الحائط نصيحة وجهاء وأعيان حلبجة بعدم التقدم مع الإيرانيين ووضع المدينة بوضع الساقطة عسكريا مما يعني أن النظام الفاشي سيجد سببا كافيا لضربها بالسلاح الكيماوي، وبعد انتفاضة 1991 قاتل بشراسة الحزب الديمقراطي في قتال كان سببه الوحيد السيطرة على منافذ الموارد المالية، وأشاع حينها سياسة التهجير والقتل على الهوية لكل من يشك في انتمائه إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، كما قاتل (حدكا) الإيراني مقابل أموال إيرانية وقاتل وصفى خصومة من القوى الدينية الكردية في السليمانية بطريقة بشعة لا تحترم حرمة الإنسان الكردي وأشاع جرائم الاغتيالات في السليمانية والتي طالت المناضل محمد الحلاق والعشرات من رفاقه، كما قام بمجزرة بشعة بحق فقراء من جنود العراق وجدوا نفسهم أسرى بيد قواته عام 1991، ولازال يواصل نفس النفس المدمر تجاه أي تحرك شعبي وجماهيري مناوئ لسياسته في المناطق الخاضعة لسيطرته حيث جرى قمع تحركات جماهيرية حدثت مؤخرا ضد مافيا الفساد والنهب الرهيبة في مؤسسات سلطته على حساب تضحيات شعب كوردستان...، كما قام بتصفية ومحاربة أعضاء الحزب الشيوعي العمالي وبعض منظمات المجتمع المدني التي لا تواليه فكرا ونهجا... فهذا الرجل لا يحترم أي قانون وضعي أو أخلاقي أو ديني أو إنساني أو عشائري.. لقد دفع الشعب الكردي ثمنا باهظا لخصومات هذا (الزعيم) هي دماء عشرات الآلاف من الكرد المناضلين...الكثير من قادة الكرد يعرفون مغامرات هذا الرجل وأنا سمعت من بعضهم بشكل مباشر أو غير مباشر كلام عن دمويته وفاشيته لكن فن السياسة التافه جعل كل شيء يمر دون محاسبة أو تبصر...

وجلال بكل المنطق ورجاحة أي عقل لا يهمه العراق ولا منطقة الفرع الأول فقد كنت أسمع من قواعدهم وكوادرهم ( الاتحاد الوطني ) صنوف التسميات المشينة على الحزب الديمقراطي وجماهير منطقة ( بهدنان )..

الأكيد ما يهم هذا الرجل كرسي حتى ولو في قرية نائية في السليمانية يصلح مكانا لتحقيق ألألاعيب والغنى وإيجاد الخصوم وبالمقابل إيجاد الدافع المستفيد حتما فلازال هناك الكثير من مكاسب بانتظار تجار الحروب وهو أفضلهم حنكة وخبرة وعلاقات وقطعان من الوحوش المستعدة للقتل والعبث والتمثيل بجثث الضحايا حيث ثقافة السلب والنهب عادة مغروسة في الطبيعة العدوانية لهذه العصابة...

اليوم يوسع الدائرة ليجد عدوا جديدا طازجا هو الجعفري دون أن يتذكر أن سياسة المحاصصة السيئة هي التي أوصلته لكي يكون رئيسا..

رئيسا لا تتعدى دائرة نفوذه السليمانية، والجماهير العربية العراقية برمتها لم تضع صوت واحد لاستحقاقه رئيسا...انه رئيس الغفلة من تاريخ مريض وسياسة مريضة..لقد صدق انه رئيسنا وعلينا تذكيره انه مجرد فاشي جديد في تاريخ الطغاة الذين حكموا العراق، والتأريخ يقول أن هؤلاء راحلون عاجلا أم أجلا...

نصيحتي إلى السيد مسعود البارزاني أن لا ينجر لحروب ومغامرات هذا الرجل فهناك رصيد للعائلة البارزانية في الوسط العربي مستمدة من تاريخ البارزاني الخالد على أجيال العائلة الحالية أن لا تفرط بها لأنها هي رصيد ومكسب هام للشعب الكردي برمته...

نصيحتي للجعفري وكل هذه الطبقة السياسة أن تتخلص من أمراضها التي أصبحت معروفة وطافحة للعيان بمعالجات عراقية حقيقة تنفتح على الآخر وتحترم خيارات الناس وتدافع عنها، أعرف أن المهمة صعبة للسياسيين التقليدين لكن شعبنا على قدرة من الإتيان بقوى سياسية قادرة على تحقيق أهداف الناس بحياة حرة كريمة...!

كما أدعو الحكومة العراقية إلى الرصد والتقصي عن تلك الحركات المريبة التي تجري على المناطق الحدودية التي تخضع لسيطرة جلال الطالباني حيث تهريب البشر والسلاح والمخدرات والإرهاب وووو... وفي حال رفضه لمشاركة قوات عراقية هناك يعني أن التقارير والأخبار التي نستلمها فيها الكثير من الصحة والدقة والتي تتحدث كلها عن تمرير صفقات مشبوهة تستهدف أمن وحرمة البلاد...هذا الرجل بكل هذا التاريخ الأسود لا يمكن أبدا أن يسعى لعراق مستقر لان الاستقرار وحل الخلافات بطريقة حضارية تتنافى تماما مع سلوكيات بلطجي محترف...!

 
 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com