|
ما هي حقيقة التعاون الايراني مع تنظيم القاعدة؟ صاحب مهدي الطاهر / هولندا
الدوافع التي تقف وراء كل جريمة تختلف من حالة الى اخرى فمنها ماهو مادي ،اجتماعي ،عقائدي واخر سياسي وهي كذلك لا تنحصر في مجموعة او طائفة او فرد بل هي تشمل دول وامم وحضارات سواء كانت كبيرة او صغيرة عريقة او مستحدثة ،وقد يبني المحققون والمراقبون قناعاتهم حول تحديد المتورطين او الضالعين في الجريمة بعد اقترافها من استنتاجات او افكارعامة تشكل بدورها حلقة متكاملة قد توصلهم الى الحقيقة بمجرد الوصول الى خيط مادي يثبت او يعزز هذه الاستنتاجات او هذة الافكار حينها يقع المجرم في شباك العدالة لينال جزاءه العادل،لكن بعض المجرمين يتميزمون بذكاء حاد جدا اذ يستطيعون ان يموهوا عن جريمتهم باساليب عديدة وطرق ملتوية امام القانونيين والمشرعين والمحققين وحتى امام الراي العام الذي يحيط بهم من خلال محاولتهم ابعاد الشبهة عنهم اما عن طريق دحض الدوافع التي من المفترض انها تقف وراء جريمتهم على اعتبار انه ليس هناك من مصلحة موجبة لهم تستدعي ارتكاب هذه الاعمال الاجرامية او عن طريق احاطت انفسهم بجو من الورع والهيبة والاداب والانظباط الوهمي في محيهم الاجتماعي ،وقد اجد هنا خير مثل يمكن ان يضرب في هذه الحالة المجرم اللص الامريكي الذي استطاع ان يرتكب مئات العمليات الاجرامية في نيويورك دون ان يستطيع احدا من جيرانه ان يشك فيه رغم ثراءه السريع والسبب انه تزوج من امراة تعمل في سلك الشرطة ولها تاريخ حافل بالصدق ونزاهة ونكران الذات والتي خدعت كذلك هي الاخرى بزوجها اللص بعدما قبض عليه وهو متلبس في جريمة سطو مسلح على احدى الشقق السكنية الواقعة في احدى عمارات مدينة نيويورك ،ما اريد ان اصل اليه في مقدمتي هذه ان البعض يعتقد انه لا مجال بتاتا ان تكون هناك علاقة ما بين القيادات الايرانية وتنظيم القاعدة الارهابي مستندين في رؤيتهم هذه على اعتبارات عقائدية متعاكسة لا يمكن لها ان تتجسد في فكر واحد او رؤية واحدة او في مكان واحد ،لكنه غاب عن هؤلاء عامل مهم يمكن ان يلتقي عليه الطرفان وهم عامل المصلحة فايران والقاعدة لهما عدو مشترك الا وهو الولايات المتحدة الامريكية بغض النظر عن دوافع هذا العداء الذي يستند عليه هذا الطرف او ذاك وقد يكون هذا التقارب بين الطرفين مرحلي الا اني اجزم على انه موجود الان على ارض الواقع فكل الدلائل تشير الى ان هناك مثل هذا التعاون، اما مسالة الاختلاف العقائدي فيمكن دحضه بالتعاون الكبير الواضح والعلني بين ايران والمنظمات الفلسطينية وعلى راسها منظمة حماس والتي كل قياداتها هم من المتطرفين الاسلاميين الوهابيين السلفيين الناصبيين فاذا كان هناك ثمة ما يبرر هذا التقارب وهذا التعاون بين الطرفين على الساحة الفلسطينية فما المانع اذن ان يتبلور مثل هذا التعاون على الساحة العراقية باعتبار ان العدو المشترك هو نفسه سواء كان اسرائيليا اوامريكيا بسحب المنظور الايراني او الحماسي ؟ وقد تكون ما اوردته بعض المصادر الايرانية والتي تتولى مسؤوليات مهمة في القيادة الايرانية منذ زمن بعيد عن وجود المئات من اعضاء القاعدة داخل السجون الايرانية دون اعطاء ارقام محددة او اسماء او الشروع في مقاضاتهم ومحاكمتهم رغم مرور فترة طويلة على هذه التسريبات دليل اخرعلى هذا التعاون الايراني القاعدي اما عن سبب الاعلان عن هذه المعلومات من قبل الجانب الايراني فهو كان لسببين اولهما ان المخابرات الغربية قد اكتشفت مسبقا وبدلائل مادية عن طريق الشهود وصور الاقمار الاصطناعية ان هناك وجود لاعضاء من تنظيم القاعدة على الاراضي الايرانية فاصبح الخبر في هذه الحالة غير قابل للنفي فوجدت السلطات الايرانية ان المخرج الوحيد لها سيكون بهذا الاعلان الرسمي وذلك باضفاء نوع من التمويه والتشويش على الحقيقة الساطعة وثانيهما هو المساومة على هؤلاء الارهابيين مع الادارة الامريكية بغية الضغط عليها وذلك بتحجيم دورها اوتاجيله في ملفات متعددة تعتبر نقاط ضعف تعاني منها القيادة الايرانية.ان ما اوردته مؤخرا قناة العربية الفضائية من معلومات لوالد الارهابي المعروف بالقحطاني وهو يعرف بشاعر تنظيم القاعدة والذي فر مؤخرا من سجن باكرام الافغاني في العاصمة كابول حيث ذكر ان ابنه قد سافر من السعودية الى دبي في بداية الالفية الثانية ومن ثم توجه الى اسلام اباد على ان يلتحق بتنظيم القاعدة المتواجد على ارض افغانستان انذاك الا ان السلطات الباكستانية اعادته الى دبي للاسباب امنية الا انه عاود الكره مرة اخرى عن طريق طهران حيث نجح في الوصول الى هدفه المنشود دون ان تعترضه السلطات الايرانية والان وبعد فراره فقد اتصل به من ايران كذلك وطلب منه العودة الى المملكة عن طريق ايران، فهل ياترى ان ايران بهذه الدرجة من الانحلال والانفلات الامني بحيث يستطيع شخص عربي لا يتقن اللغة الفارسية ان يجوب ايران شرقا وغربا دون تعترضه السلطات الايرانية ؟! ان هذه الحالة هي واحدة من مئات الحالات التي لم يكشف النقاب عنها الى الان وهي تعطي دليلا لا لبس فيه عن تعاون السلطات الايرانية مع تنظيم القاعدة الارهابي ،وبالامس القريب اكدت المخابرات البريطانية (مصدر الخبر وكالة الانباء الكويتية) ان هناك اتصالات ايرانية مع تنظيمات ارهابية سنية تتواجد على الارضي العراقية وان الحرس الثوري الايراني يشكل منظومة متكاملة تدير هذه الجماعات وطرق حركتها وكيفية تسليحها وان حزب الله اللبناني واحد من هذه المنظومة التي تتولى استلام السلاح والمتفجرات من الحرس الثوري وانه بدوره يقوم بارسالها الى الجماعات الارهابية في العراق،وبهذا فان الصورة قد تكون مكتملة فالسلطات الايرانية قد وجدت انه لا فائدة تعول كثيرا على امكانية اقحام شيعة العراق بصراع مسلح مع قوات المتعددة الجنسيات الا في نطاق ضيق باعتبار ان الشيعة يرفضون جملة وتفصيلا مثل هذا الاسلوب في التعامل مع الوضع الحالي فدابت على تكثيف اعلامها بشتى انواعه على احداث نوع من عدم الثقة والريبة والخوف بين هذه القوات وشيعة العراق بغية الوصول الى بلورة راي عام واسع شيعي يرفض تواجدها على الارض العراقية (المتتبع لبرامج واخبار فضائية العالم الايرانية يلحظ ذلك دون عناء) فيما نسقت مع سوريا وحزب الله على دعم السنة والتكفيريين العراقيين على وجه الخصوص بالمال والسلاح وعلى تسهيل عبور الاخرين من الدول الاخرى الى الاراضي العراقية لانها وجدت لديهم الاستعداد الكامل لتبني هذا الخيار الشرير .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |