يود موقع سومريون.نت أن يتقدم بالشكر الجزيل إلى الأستاذ الدكتور محمد الأزرقي لمساهمته القيمة، في كتابة اثني عشرة حلقة مهمة وضافية من تأريخ الناصرية في النصف الثاني من القرن العشرين، وكان لذاكرته السومرية المعطاء عبر تلك الحلقات، إلمام طيب بتذكر تفاصيل دقيقة ومنسية من حياة المدينة، وأحزابها الوطنية وأحداثها وشخوصها : سواء من رحل منهم عن هذه الفانية، أومن بقي على قيد الحياة وأطال الله في عمره، ليشهد سقوط أعتى طغيان بعثي صدامي، بمساعدة العرب والعالم على شعب نبيل ومسالم ومسروق الثروات من كل الجهات!
 وكان الدكتور العزيز يتذكر بألم الأحداث المريرة التي عاشها، سواء التي دونها في الحلقات، أو خلال عدد من المكالمات التليفونية مع المحرر، وساهمت الحلقات (قامت باستنساخها على الورق في الناصرية عدد من الأحزاب والحركات الوطنية والشخصيات المهتمة بالاطلاع على تأريخ المدينة) في تدوين بطولات أبناء الناصرية، وهم يتمردون على الأنظمة الرجعية الفاسدة آنذاك، ثم ماأدت إليه تلك المواقف بعد ذلك، ليتوجهوا إلى أقبية التعذيب وكأنهم يتوجهون إلى أعراسهم!، وسجل الدكتور بقلمه الرشيق صرخات المناضلين وأنينهم وسخريتهم من (الصوندات) وبلاهة المجرمين البعثيين، متذكرا حتى لطخات الدم على ثياب المناضلين ولحاهم، بعد حفلات التعذيب الهمجية على أيدي الجلاد المقبور غازي سيف وغيره، ولاشك أن الدكتور بهذا العمل الرائد يساهم بإعادة تشكيل هوية الناصرية النضالية (قبل أن تطويها يد النسيان)، من خلال مواقف رجالها وأحزابها الوطنية، ممن وقفوا بوجه الجلاد البعثي في معتقل الخيالة أو بيت آمر الحامية، أو غيرها من السجون والمعتقلات.
شكرا مرة ثانية للدكتور العزيز ونتطلع إلى وصول المزيد من الاسهامات إلى موقعنا، لإعادة كتابة تأريخ الناصرية بطريقة منصفة وعادلة، في طريق تشكيل الهوية الوطنية والبناء الديمقراطي في العراق الجديد..