|
مجزرة الحلة الأخيرة صدى لتصريحات سعود الفيصل
كتبنا عن مدى حاجة شعبنا المظلوم الى السكينة في شهر اللة , هذا الشهر الذي أريد له ان نراجع فيه ذواتنا ونحاسبها أمام مرأة الحق والعدل وفق قيم القرآن الكريم , ان نتقرب اليه تعالى فيه من الأعمال الزاكية بما تطهرنا به من الذنوب وتعصمنا فيه مما نستأنف من العيوب. هذا هو الأسلام الذي عرفناه يأمرنا أن نحضر مؤونة شهر رمضان أن نبسط مائدة الخير والحق والعدل, وان نتعبأ في هذا الشهر تعبئة روحية, بحيث يرانا اللة في مواقع طاعته ولا يرانا في مواقع معصيته. لكن للقوم دين آخر وصوم آخر وأفطار لا يقوم الا على أشلاء الجثث وبرك الدماء وهذا حصل في الأمس في الحلة المنكوبة. انها وسيلة من يريد التقرب الى شياطينهم من خلال القيام بهذه العمليات الوحشية المثيرة للغثيان والتقزز , وكم ذكرنا سابقا ان تصريحات العربان مثل سعود الفيصل وطفيليي الجامعة العربية , ستؤديان الى تشجيع هؤلاء لأستئناف هذه الأعمال النازية. من الانتقام الأعمى من أناس أبرياء تقوم بها عصابات أجرامية , فقدت سلطتها بسبب جرائمها وجبنها وانهزاميتها , وهي تتحالف مع الوهابيين التكفيريين , و تستعين بهم لارتكاب مجازر جماعية واحدة بعد أخرى . كون البعثية "العلمانية" ألتقت من زمن مع الوهابية على قاعدة الأيديولوجيا الشمولية المطلقة و الظلامية الكالحة والخانقة . المشكلة تكمن في الأنهزامية المتأصلة في نفوس بعض القليل من العراقيين وهم يقفون بالضد من كل صوت يمثل المحرومين واهالي المقابر الجماعية والمهجرين والمغيبين أيذانا ببدء مرحلة جديدة تنتصر فيها لمصالح الشعب وتعيد للدولة كرامتها وهيبتها . هؤلاء الأقزام يعترضون على من هاجم بضمير شعبه حكام نجد والحجاز من الذين بعثوا لنا بشتى الأساليب , وحوش من تخوم الصحراء ليساعدوا وينقذوا من أستمر بطعن العراق أربعين عاما بدون توقف , يريدون وقد تمكنوا من ذلك . ان يستمر العراق ينزف بدون انقطاع , مثل ينبوع مثقوب من الدماء لحين نقول لهم تفضلوا ياطائفيين ويا شوفينيين , لتستعيدوا مجدكم الضائع , ولتواصوا ما أنقطع من سلسة هيمنتكم التاريخية بكل مظالمها وأنحرافاتها . لكن شعب الحسين (ع) يردد هيئات منا الذلة . ليرفع أصابع أدانة في وجوه الأنهزاميين من خاذلي الوطن الذين يقدمون عروضا مجانية لكسب , ربما, بعد حين سحتا حراما, ليعملوا مرتزقة قلم لأوباش الوهابية . نقول لهم ان كنتم أشباه رجال , وخاذلي الوطن. فهذا هو شأنكم , بل عاركم, ومرضكم المشخص لدينا جبنا وأنانية ولامبالات . مع انكم قتلتم الوطن بصفاتكم السلبية التي أضافت زخما الى سيوف وقنابل ومفخخات " مادية أو مؤامراتية " أعدائنا وجلادينا وسفاكي دماء شيعتنا . وهنا نتوجه الى مبعوث عمرو موسى الذي يحضر " لمصالحة " بل " لمؤتمر طائف جديد لتهميش الأغلبية الشيعية , نقول لهم لا نترجى خيرا منكم ومن أمثالكم لأن ضمائركم قضت حتفها فطسا , وتصدأت مشاعركم الى كتل سميكة من الصخر , عندما أعتبرتم أبعاد مجرمي البعث الصدامي مخالفا لديمقرطية مبارك وملوك النفط من الذين أسموا أراضي شاسعة بأسم عشيرتهم اين كنتم من جرائم القتل وسفك الدماء و المجازر الجماعية حينها ؟, فقد كانت حججكم هي عدم تدخل بشؤون صدام كونه حاكم دولة وان أرتكب من المجازر بحق شعبه مما تبيض بجسامتها وجوه عتاد ومجرمي التاريخ , وتضفي على ممارسات دولكم نوعا مزيفا من الشرعية كونكم لم تستخدموا الأسلحة الكيمائية ولم تقتلوا الملايين من شعوبكم , ومادون ذلك فهو مسموح بالمقارنة والقياس على ماهو أكثر تشوها وأجراما . أما الآن تتدخلون في شؤون دولة انتخبت ممثليها بشكل حر لاغبار علية . الا مما يكمن في نفوسكم الملوثة من حقد على قيم الأنسانية والأسلام الأصيل من حرية وديمقرطية تحقق مشاركة الجميع في صنع قرارها ورسم مستقبلها ومستقبل أجيالها .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |