|
وزير الإعلام السوري ورؤيته السياسية احسان طالب http://ehsantaleb.blogspot.com
في لقاء أجراه في دمشق محمود عبد الوهاب مع معالي وزير الإعلام السوري الدكتور مهدي دخل الله ونشر في العدد 43403 في 6\10\2005 اعتبر الوزير عوائق التحول الديمقراطي في سورية عائدة إلى توتر في المنطقة وتصاعده بالحرب على العراق إلى جانب التوتر المزمن المتمثل بالصراع العربي الإسرائيلي ولم يشر سيادته إلى أي من المعوقات الداخلية والمتمثلة أساسا ً في دستور يجعل حكم الحزب الواحد أساسا ً ومنطلقا ً للدولة السورية بل أكد سيادته على اعتبار حزب البعث صاحب الأغلبية وخفي عليه التساؤل عن أية أغلبية يتكلم في ظل جو سياسي ساد منذ ما يقرب من أربعين عاما ً غابت فيه الحريات وملأه الخوف والرعب الأمني وكم الأفواه والاعتقال لمجرد الشبهة بدون تحقيق تحت لائحة كبيرة من قوانين ومحاكم استثنائية لا تخضع لا لدستور ولا لقضاء. عن رؤية سورية السياسية لحملة الضغوط عليها وأسبابها وكيفية التعامل معها أجاب السيد الأستاذ الدكتور وزير الإعلام كما يلي " ملاحظة: الحوار جرى مع جريدة الأهرام المصرية الناطقة باللغة العربية وسيادة معاليه أجاب أيضا ً بالعربية أي أنه لم يطرأ أي تحريف وتغيير في الصياغة للإجابة الجامعة المانعة الشاملة الكاملة " وهاكم نص الجواب: _ سورية مع جميع دول الخليج ممتازة وكذلك مع دول المغرب العربي وليبيا والسودان .. ؟! _ علاقاتنا العربية من أفضل ما يمكن _ ولم تنقطع علاقاتنا مع الإخوة الفلسطينيين فالقضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية _ هناك تأكيد دائم على أهمية دور سورية في التضامن العربي _ سورية لا تدافع عن مصالحها الفريدة الضيقة بل عن مواقف قومية مشتركة " ملاحظة: ربما كان هناك خطأ في الترجمة والمقصود الفردية " ا.ه هذه رؤية سورية السياسية الراهنة في ظل الضغوط, ومع احترامي الشديد يا معالي الوزير فإن مدرسا ً لمادة القومية كان سيجيب بكلام ذو معنى أكثر من كلامك وبعبارات ربما تكون أكثر عصرنة وحداثة. فمنذ أكثر من أربعين عاما ً كان شعار فلسطين قضية العرب المركزية يتردد ولم يجن منه الفلسطينيون سوى الضياع وتأخير الحل وتشتيت الرأي ولعل الوضع في غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي يشير إلى بعض من هذا التشتت والضياع ولعل وضع المخيمات والمنظمات الفلسطينية في لبنان والحالة المتأزمة التي تعاني منها الفصائل الموالية للموقف القومي السوري تشير إلى بعض آخر من ذلك التفتت والانشقاق.
المواقف القومية المشتركة: بعد ثلاثين عاما ً من الموقف السوري في لبنان اضطر اللبنانيون للجوء إلى الشرعية الدولية من أجل نبذ هذا " الموقف القومي " والتمتع بالاستقلال الوطني الحقيقي. منذ ما يقرب من خمسين عاما ً أي منذ الوحدة بين سورية ومصر والخطاب القومي يعلو على الخطاب الوطني والهم القومي يأكل الهم الوطني والموقف القومي يذبح المواطن وتحل كل مشاكل الأمة على حساب أبناء سورية وشعب سورية الذي يأتي ثانيا ً قي الاهتمام وربما لا يأتي أبدا ً فالمشاكل القومية كالصراع مع إسرائيل والوحدة العربية والتحرير والعدالة الاشتراكية المزعومة ما زالت على حالها بل تزداد سوءا ً يوما ً بعد يوم. وها هو أهم بلد عربي كان يربأ بنفسه عن هموم الوطن لانشغاله بالهم القومي حتى اضطر إلى احتلال وطن عربي آخر ينام اليوم تحت سلطة تحالف أجنبي يبدو أنه لن يزول قبل عقد من الزمن أتعرف لماذا يا سيدي الوزير؟ لأن عراق صدام كان لا يدافع عن مصالح شعبه وبلده الفريدة " الفردية " بل عن مواقف قومية مشتركة كما قلت أنت بالضبط, يا سيدي الوزير لن تحققوا شيئا ً من تلكم المواقف " التي يجب مراجعتها وتقويمها " إلا إذا انطلقتم من مصلحة سورية الوطن ومصلحة سورية الشعب أولا ً. وليعذرني معاليه لأنني لم أفهم معنى سورية ممتازة مع جميع دول الخليج ربما لم تسعفه الآلة الإعلامية الضخمة في إيجاد عبارة دبلوماسية وسياسية وثقافية أوضح تنم عن فهم معرفي وبنيوي. يقول سيادته: لم أعد أستغرب أن هناك بعض الأشخاص مستعدين لاتهام سورية بإعصار تسونامي وكاترينا وربما اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي بل ربما الكسوف الحلقي الذي حدث للشمس منذ أيام " ا.ه كررت قراءة كلام معالي الوزير للتأكد من صحة فهمي لعباراته فلم أتوصل إلى تحديد المقصود وقلت ربما كانت مزحة على طريقة السياسيين في سرد النكت لتخفيف الدم وربما كانت تلميحا ً لفئة سياسية تحت الأرض وفي المريخ لم تختلف معها سورية. يا معالي السيد الوزير تسونامي ليس إعصارا ً على الإطلاق بل هو: " عبارة عن سلسلة من أمواج البحر السريعة والقوية التي تنتج عن الزلازل وثورات البراكين وسقوط الشهب من الفضاء الخارجي في البحار والمحيطات " والإعصار يا وزير الإعلام " الإعلام يشمل كل ما هو مقروء ومكتوب ومسموع ومبثوث ومدسوس " كما في كتاب الصف الأول الثانوي: " نتيجة لانخفاض كبير جدا ً في الضغط الجوي ينتج عنه اضطراب في النظام العام " فكما ترى يا منبع المعلومات ومصدرها كما هو مفروض لا يحق لطالب أول ثانوي أن يخلط بين المياه والرياح كما فعلت. هنا أتساءل هل الاضطراب في المعلومات فقط أم في الرؤية السياسية أم في المواقف وتحليلها؟ ربما كان في الثلاثة معا ً والله أعلم.
المستقلون أم المستغلون ؟! : يقول سيادته: " وفي الانتخابات النيابية التي جرت منذ ثلاث سنوات حصل البعثيون علي واحد وخمسين ونصف بالمئة من المقاعد بينما حصلت الأحزاب المؤتلفة مع حزب البعث علي أربعة عشر بالمئة وحصلت مجموعات المصالح التي نسميها المستغلون علي خمسة وثلاثون بالمئة. فليس هناك مصطلح سياسي اسمه المستقلون هناك مجموعات مصالح" ا.ه يا معالي الوزير 35% من أعضاء من المستغلين _بـ الغين_ في نظركم ورؤيتكم السياسية العبقرية لا يوجد مستقلون _بـ القاف_ هل هي نظرية فريدة ورؤية أبدعتها مسيرة التطوير والتحديث أم أنه اجتهاد شخصي منك فكما نعلم ليس هناك اجتهاد شخصي في ظل النظام الشمولي. ولا يحق لك أن تأتي بنظرية جديدة وفريدة تنفي فيها وجود جمعيات وهيئات وشخصيات اعتبارية وقادة تاريخيين لمجموعات وطنية لا تنتمي إلى الأحزاب خاصة في بلد مثل سورية حيث تم تجميد الحراك السياسي لكافة أبناء الشعب وحصر في حزب البعث وحلفائه ومواليه وأعوانه من قائمة الجبهة الوطنية التقدمية المؤتلفة معه. مستغلون يا سيادة الوزير! ومجموعات مصالح! بالرغم من أن مجلس الشعب السوري وفق الدستور لا يملك من الصلاحيات إلا القليل القليل وهو الحلقة الأضعف من بين السلطات الثلاث إلا أن هؤلاء المستغلين يبلغ عددهم ثلاثة وثمانون عضوا ً كتب إلى جانب كل واحد منهم بسبب عدم انتمائه لأي حزب صفة مستقل _بـ القاف_ فيا سيدي الوزير أليس معيبا ً أن تحكم على ثلاثة وثمانين شخصية اعتبارية أعضاء في مجلس الشعب السوري الذي يعبر عن السلطة التشريعية بصفة الاستغلال. اسمح لي أن أعترض على رؤيتك السياسية ومفاهيمك الخاصة فلا يجدر بك الحكم بالجملة بالاستغلال على 35% من ممثلي الشعب السوري وفقا ً لقوانين ودستور الجمهورية العربية السورية ولو كان الكلام جاء من الأعداء ومن المعارضة لكان فيه فساد وظلم كبير فكيف نصفه وقد صدر من رأس الهرم لوزارة تعد من أهم الوزارات وكانت الحكومة السورية دائما ً حريصة ً على أن يتولاها موالون ومتوافقون مع النظام على طول الخط. في مقابلة سابقة مع نفس الوزير مع نفس الصحيفة في تاريخ 18\11\2004 قال فيها: " في الحقيقة لا توجد في سورية رقابة مسبقة على المطبوعات والصحفي حر فيما يكتبه وهناك الآن نصوص نقدية في الصحف السورية وهناك صحفيون ينتفدون كل شيء بما فيه النظام السياسي ولا أحدا ً يعاقب منهم على ما كتبه "ا.ه ؟! و لا عزاء لمعتقلي الرأي الذين عوقبوا على آراءهم قبل ذلك التاريخ وبعده وإلى الآن. يفترض أن وزير الإعلام الذي ينتمي إلى السلطة التنفيذية أن يكون تحت سقف المحاسبة والمساءلة من قبل أعضاء مجلس الشعب الذين يشكلون السلطة التشريعية التي لها حق المراقبة والتدقيق.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |