|
نداء لسياسيينا المحترمين . . قليل من الصمود والحزم علي آل شفاف
بسم الله الرحمن الرحيم "وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
إنكم اليوم أمام خيار تأريخي خطير, وإنكم لمسؤولون عنه أمام الله والشعب والتأريخ والإنسانية. فقد آل إليكم أمر الأمة, بمضطهديها ومحروميها ومنكوبيها, الذين ترادفت عليهم الأسقام فأنهكتهم, وتواترت عليهم الأوجاع فأجهدتهم؛ وما إن تَنَشَّقَوا نسيم الحرية, وتَنَسَّمَوا عبير الكرامة, وسطع وهج العدل والانتصاف في عيونهم؛ حتى جاءت نذر البؤس والقهر والظلام لتتهددهم مرة أخرى. إنها هجمة طائفية محمومة, ومساع خبيثة مذمومة؛ من قتلة أبنائنا, ومصاصي دمائنا وثرواتنا. فعليكم أن تتحملوا مسؤولية مواجهتها وردها, بحكمة وحزم وشدة وصلابة. وليس لكم الحق في التنازل أو التفريط بحقوقنا, تحت أي ضغط أو تهديد أو مساومات أو ذرائع. لقد انتخبكم الشعب لتحموه ممن يتربص به السوء, وتحافظوا على كرامته وعرضه وأرضه ودمه وماله وثرواته, وهو ينظر إليكم بعين ملؤها الأمل, أن تكونوا نعم الأمناء على مصالحه. إعلموا! أن الدول العربية وجامعتها, ليسوا في موضع يسمح لهم بالتوسط. فقد دخلوا المعادلة السياسية الحالية كطرف, لا كوسيط, وتعاملوا معنا كطرف مقابل. فلا يغترن أحد بخداعهم. فقد أعلنوها (صلعاء شوهاء): إنهم يحاربون شيعة العرب, تحت ذريعة التدخل الإيراني, والخطر الإيراني الوهمي, الذي هو شأنهم ـ على كل حال ـ وليس شأننا. تلك هي ـ إذا ـ قسمتهم "الضيزى": يريدون العراق بقرة حلوبا. يستخرجون نفطنا من تحت أقدامنا, فينعمون هم به, ونشقى نحن. أبناؤنا للقتل, وأبناؤهم للفتل. أبناؤهم يأكلون الحصرم, وأبناؤنا يضرسون. أيها السادة: لم يأتي عمرو موسى إلى العراق عندما ذبح أطفالنا ونساؤنا وشيوخنا! ولم يأتي إلى العراق عندما أحرق شبابنا, ومثل بهم, واقتلعت عيونهم! ولم يأتي إلى العراق عندما استبيحت حرماتنا! ولم يأتي إلى العراق عندما أحرق نفطنا, وأهدرت ثرواتنا! ولم يأتي إلى العراق عندما فجرت مساجدنا وأحرقت منتدياتنا! لم يأتي عمرو موسى ليشاركنا همومنا! ولا ليقاسمنا عذاباتنا! فبأي وجه يأتي عمرو موسى إلى العراق؟ إن لديه شروط وإملاءات حملها إياه آل سعود, وينتظر تنازلاتكم! إنهم ـ هم ـ المستعمر (المستخرب) الحقيقي لبلدنا, وعلينا التحرر من احتلالهم. فشأن العرب والأمريكان والإيرانيين والأتراك واحد. كلهم يسحق الآخر من أجل مصالحه . . إلا أنتم!! ولا أدري: ألضعف فيكم؟ أم قصور؟ أم ورع في غير محله؟ أم طيبة زائدة؟ أم مثالية مفرطة؟ أم أمور أخرى؟!! اعلموا! أننا نفترق عن باقي العرب بأننا شيعة آل محمد (ص), ونفترق عن الإيرانيين بأننا عرب, ونفترق عن الآخرين بأننا عرب وشيعة. موطننا العراق عبر التأريخ. خلقنا له, وخلق لنا, مع من جاورنا فيه من العراقيين الآخرين. هذه هي هويتنا الجامعة المانعة, وعلى سياسيينا أن يستحضروها, ويحسنوا استثمارها في عالم المصالح, ويجيدوا استغلالها في عصر الإستقواء الذي نعيشه. لكن! لابد لنا من الاعتماد ـ بعد الله ـ على أنفسنا نحن (العرب الشيعة) وحسب. لقد جربنا الجميع, فما زادونا غير تخسير. فلا نأمل من العرب, ولا من الأمريكان, ولا من الإيرانيين, ولا من غيرهم خيرا. فعضوا بالنواجذ على حقوقنا. ولا تفرطوا بها. فإن ضعفتم عن ذلك, فقولوا بصراحة ودون تردد "لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده". ليقول لكم "الذين يظنون أنهم ملاقوا الله": "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين". . . الله الله فينا . . فإنكم بين خيارين لا ثالث لهما: أما الصمود والوقوف بقوة لمنع عودة الظلم والاضطهاد والقهر والحيف التأريخي, ومنع المؤامرات التي تريد إذلالنا واستعبادنا وزرع الأرض بجماجم أبنائنا؛ وأما الخضوع والخنوع والتفريط بحقوقنا وآمالنا وطموحاتنا. فإن كانت الأخرى فقد خسرتم رضا الله وشعبكم, وإن كانت الأولى فنعم الرجال أنتم. وستكون لكم أجفاننا وسائدا, وقلوبنا منازلا, وستخلدون في ضمائرنا. ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |