في العصب الملتهب
لأحوال العراق
السياسية اليوم، يقرأ
أي تصريح من الحكومة،
ضمن سياقات
استعداداتها للتفريط
بقسمها أمام
مواطنيها، أوعدمه!!،
من انها تعمل لمصلحة
الشعب والوطن، أوتغلب
سياسة دولة مجاورة
تدافع عنها بالنيابة
أمام شاشات العالم!!،
وفي رأيي الشخصي فإن
المعيار لفهم مبادىء
السيادة والوطنية هو
هذا، رغم ضعف العراق
الممزق بالسيارات
المفخخة وفتاوى
التكفيريين القادمين
من وراء الحدود!!
بإيجاز شديد : قرأت
في هذا الاسبوع
تصريحين لرئيس
الوزراء يبرىء فيهما
إيران، من عبثها
وإجرامها وعربدتها في
البصرة، فقد سئل خلال
حديث مع التلفزيون
الايراني، عن
الاتهامات الموجهة
الى (الجمهورية
الاسلامية)، بالتدخل
في الشؤون الداخلية
للعراق.. فقال :
علاقاتنا مع إيران
ودية وهذه الاتهامات
لا اساس لها من الصحة
ولا نتفق معها
تماما!!
يصرح رئيس الوزراء
بذلك وكأنه لايعيش في
العراق، بل في بلاد
الواق واق!، وكأن
مستشاريه السياسيين
والاعلاميين يحجبون
عنه، الحقائق المريعة
الجارية على الأرض في
جنوبي البلاد!!، رغم
أن الجميع يقرأ ويسمع
الكثير من النداءات
يوميا، تدين التدخل
الإيراني السافر في
البصرة، نسمع عن
تحالف الإسلام
السياسي فيها، مع
مصالح الحرس الثوري
والمخابرات الإيرانية
الي احتلت الطابق
الثالث من مبنى
محافظة البصرة!!،
بدعم إيراني طائفي
ومن الخامنئي نفسه!
وليس جديدا أن المجلس
الأعلى للثورة
الإسلامية، مرتبط
ارتباطا روحيا بولاية
الفقيه والحرس الثوري
الإيراني والمخابرات،
وتتطلع إيران إلى مد
نفوذها إلى أبعد من
البصرة، ونشر فكر
ولاية الفقيه في بقية
المحافظات ذات
الأغلبية الشيعية :
إلى الكوت والديوانية
والسماوة وغيرها، في
محاولة للتأثير على
السياسة العراقية
والانتخابات القادمة
وتجييرها لصالح طائفة
معينة..
كذلك هناك في البصرة
حركة للأموال غير
معهودة وتهريب مخدرات
وتشابك مصالح أحزاب،
وتقول الكثير من
التقارير بان إيران
تدعم جيش المهدي وحزب
الفضيلة ومجموعة
الفضلاء، وتشجعهم على
الأعمال العنفية في
البصرة!! فكثرت
الإغتيالات لاسيما
بين أوساط المثقفين
والأساتذة الجامعيين
والعلمانيين، وانتشرت
برعاية إيرانية
السجون السرية وأقبية
التعذيب وتنفيذ
(أمرالله) بغير
المرغوب فيهم!!،
واختنق صوت الثقافة
الأصيل بأيد إيرانية،
واختلطت في أجواء
البصرة الفيحاء :
الكبسلة بالبسملة
بالحوقلة!!
غريب أمر الحكومة :
بالأمس دافع وزير
النقل الفلتة عن
سوريا، قائلا أن
لاعلاقة للنظام
البعثي فيها بمايجري
في العراق من أعمال
عنف وتفجيرات!!،
وربما يخرج لنا غدا
وزير يدلي بتصريحات
مماثلة يدافع فيها،
عن أي نظام مجاور
للعراق!!، متناسيا -
لمصلحة طائفية أو
شخصية - من ساهموا
بذبح شعبنا، سواء في
عهد النظام البائد أو
بعد سقوطه!!
أي حكومة تمسك زمام
الأمور في عراقنا،
يجب أن لاتفرط
بسيادتنا لصالح حلفاء
الأمس ضد
الدكتاتورية، أما
تبرئة الجيران لأغراض
طائفية أو شخصية، فهي
سياسة فاشلة تضر
بمصلحة الشعب
العراقي!