فيصل الشيخ
محمد
وزيرة
المغتربين
السورية
بثينة شعبان
وجهٌ جديدٌ
يطلُّ من
النافذة
الإعلامية
السورية
الخشبية ،
تلك النافذة
الحافلة بجيش
من المطبّلين
والمزمّرين
الذين ابتليت
بهم سورية
كما ابتليت
بنظامها على
مدى أربعة
عقود عجاف .
فعلى قناة
الجزيرة ،
ومن خلال
برنامج " من
واشنطن "
أطلّت هذه
الوزيرة
لتحاور
المعارض
السوري "
محمد الجبيلي
" رئيس
التجمع من
أجل سورية .
كانت الوزيرة
غير موفّقة
في كل
المقاييس وهي
تحاول الدفاع
عن الزمرة
الحاكمة في
دمشق التي
ترتجف ساقها،
وتصطك
أسنانها ،
وترتعد
فرائصها ،
خوفاً من
القادم
المخيف . فقد
قالت عن عدم
سفر بشار
الأسد أو
وزير خارجيته
أو نائبه إلى
نيويورك
لحضور
اجتماعات
الجمعية
العمومية
للأمم
المتحدة
عائدٌ لأن (
الأجندة
السورية )
منشغلة بما
يهمّ سورية
وما تريد
سورية أن
تفعله ) .
إنَّ من يسمع
هذه الحجّة
كمبرّر لعدم
ذهاب بشار
إلى نيويورك
أو أحد أركان
حكمه ، لا
يمكنه أن
يضبط نفسه من
الضحك .
فالذي منع
بشار أو أحد
زمرته
الحاكمة من
الذهاب إلى
نيوريورك هو
خشية بشار
ممّا ينتظره
هناك ، والذي
أقلّه
مقاطعته
ومحاصرته كما
جرى لصنوه
الرئيس
اللبناني
إميل لحود ،
وأكثره
تجريمه
والإيقاع به
بشأن جريمة
اغتيال رفيق
الحريري التي
أكّدت معظم
المصادر عن
ميليس أنَّ
سورية مدانة
بشكلٍ مباشر
بعد الإمساك
بكل مفاصل
التحقيق
ومجرياته
واعترافات
الشهود ،
مدعّمة
بكثيرٍ من
الأدلّة
والبراهين
والشواهد
والإثباتات ،
وقد تقدم
واشنطن على
إضافة اتهام
آخر وهو دعم
سورية لما
تدعوه
بالإرهاب ،
وعدم ضبطها
لحدودها مع
العراق ،
ودعمها
المزعوم
للفصائل
الفلسطينية
المعارضة
لأوسلو ،
ولحزب الله
في لبنان ،
وهذه البنود
هي التي جعلت
بشار يمتنع
عن الذهاب
إلى نيويورك
وعدم تكليفه
أحد أعوانه
بالذهاب
أيضاً .
أمّا عن
ادّعائها
بأنَّ هذه
الزمرة
منشغلة بما
يهم سورية
وما تريد
سورية أن
تفعله ، فإن
الزمرة
الحاكمة في
دمشق ماذا
تريد أن تفعل
لسورية بعد
عجزها عن فعل
أي شيء على
مدى أربعة
عقود غير
الفساد
والإفساد
المنظّم
والمقنّن ضمن
أجندة تعجز
مفردات اللغة
عن وصفه ؟!!
قهر ، نهب ،
سفك دماء ،
سجون ،
معتقلات ،
إفقار ،
استبعاد ،
تكميم
الأفواه ....
والقائمة
طويلة وطويلة
.
ثمَّ أضافت
الوزيرة
الهمامة إنَّ
عدم سفر
الرئيس كان
لأنَّ لديه
ولدى حكومته
عمل ومهام في
عملية
الإصلاح .
خمسُ سنواتٍ
مرّت على
النظام
الوريث دون
أن نرى عقب
كلِّ جعجعةٍ
ولو ذرّة
طحينٍ واحدة
، اللهم إلا
زيادة
الإفقار ،
وكثرة
الاعتقال
والتغوّل على
الناس ونهب
جيوبهم ، ففي
كل يوم
يتناقل الناس
أخبار النهب
والسلب
المنظّم الذي
يقوم به كبار
المسؤولين ،
حتى أن أحدهم
خسر في إفلاس
شركة (
الديري )
أكثر من
مليارين من
الليرات
السورية .
كما قالت
الوزيرة
المصونة : إن
سورية سائرة
بخطى ممتازة
في طريق
الإصلاح ،
وما يعرقل
الإصلاح هو
الجوُّ في
المنطقة من
العنف
والحروب
والتهديد .
لقد أتقنت
الزمرة
الحاكمة في
دمشق على مدى
أربعة عقود
فنَّ التضليل
والكذب
والمواربة .
فكلّما شعرت
بالخطر
يتهدّدها
تعلن أنها
تريد الإصلاح
السياسي
والإداري
والاقتصادي
في البلد
وأنَّ كل ما
يمنعها من
فعل ذلك
الأوضاع التي
تحيط بالبلد
والهجمة
الامبريالية
التي يتعرض
لها .
نغمةٌ مججنا
سماعها على
مدى أربعة
عقود من حكم
هذه الزمرة
الجبانة
الفاسدة ؛
سورية
مستهدفة ،
سورية بلد
الصمود
والتصدّي ،
كلُّ صوتٍ
معارضٍ هو
عميلٌ
للإمبريالية
ومرتبط
بالصهيونية ،
ومعادٍ
للثورة
وقيادتها
التاريخية .
إن هذا
التكرار لهذا
النغم النشاز
قد أدمى قلوب
الجماهير
السورية ،
وقرفت هذه
الجماهير
سماعه إلى
درجة التقيّؤ
، فقد كانت
على نشاز هذه
النغمة
بساطير قطعان
رفعت الأسد
وعلي حيدر
ومحمد الخولي
وعلي دوبا
تدوس جباه
السوريين ،
وأنياب
ذئابها تنهش
لحومها .
والوثن
سيّدهم تملأ
الضحكة شدقيه
، متشبّهاً
بنيرون الذي
كان يداعب
أوتار آلته
الموسيقية
وروما تحترق
.
إنَّ الجوَّ
الذي
تخوِّفين –
يا معالي
الوزيرة
الصغيرة –
السوريين منه
لهو الجوُّ
الذي يحضُّ
على الإسراع
في عملية
الإصلاح
لتحرير
الإنسان
السوري الذي
يمكنه بعد
تحريره من
العبودية أن
يقاتل ويدافع
عن حمى وطنه
ويَذُبَّ عن
حياضه ...
ألم تمرَّ
مَعَكِ يا
معالي
الوزيرة قصّة
عنترة عندما
غُزيتْ قبيلة
بني عبس ،
نادى شداد
عنترة وقال
له : اغز يا
عنترة ،
أجابه عنترة
: العبد لا
يُحْسِنُ
الغزو .
وعندما قال
له : كرَّ يا
عنترة وأنت
حرّ كَرَّ
عنترة ( هذا
ما تريده
سورية يا
معالي
الوزيرة
فَكَّ أسراها
وتحرير
أبنائها ) .
وعندما قال
لها محاورها
المعارض
السوري (
محمد الجبيلي
) : أعتقد أن
الضغط يجب أن
يستمرَّ ليس
على سورية
كشعب وإنّما
على سورية
كمؤسسة
عسكرية
سياسية ،
معتبراً أن
حكومة دمشق "
غير شرعية لا
من الناحية
السياسية ولا
من الناحية
القانونية ".
لم تستطع
معدة الوزيرة
الهمامة أن
تهضم كلام
المعارض
السوري
الجبيلي
فراحت تتلفّظ
بكلامٍ لا
يليق بالسوقة
متهجّمةً على
الجبيلي
قائلة : إنني
أربأ بنفسي
أن أردَّ على
هذا الإنسان
، مؤكدةً –
كما تقول –
أنَّ الحكم
في سورية
حكمٌ مؤسساتي
.
نعم هي معالي
الوزيرة
ومحاورها
مواطن ، فكيف
تحاور ساكنةُ
القصر
العاجيّ ،
واحداً من
أبناء الشعب
... فالوزيرة
الهمامة هي
من علية
الطغمة
الفاسدة
الحاكمة في
دمشق ومن
حقّها
الاستعلاء
واحتقار
الآخرين ،
وهي بالفعل
تتحدث عن
دولة مؤسسات
من نوعٍ آخر
: مؤسسات
الفساد
والإفساد ،
مؤسسات القهر
والإذلال ،
مؤسسات
التجويع
والإفقار ،
مؤسسات
الهزيمة
والاندحار ،
مؤسسات ذبح
السوريين
واعتقالهم
ونفيهم
وتشريدهم ،
وتكميم
أفواههم على
مدى أربعة
عقود طويلة
سوداء كبهيم
الليل الدامس
.
مؤسسات أضاعت
كرامة
السوريين
وسحقتهم ،
وأفسدت
أبناءهم عبر
الكذب
والتغرير
والتضليل
والخداع
والغش
والرذيلة
والفاحشة .
ولم تكتف
بأبناء الشعب
السوري حتى
انقضت على
الشعب
اللبناني
والمقاومة
الفلسطينية
في عملية
مدفوعة الأجر
مسبقاً .
محمد الجبيلي
لا يستحقّ –
عند معالي
الوزيرة
الصغيرة
الناطقة باسم
الزمرة
الفاسدة
المفسدة في
دمشق –
الحوار معه
حتى لا ترفع
مكانته هو
وأمثاله من
رجال
المعارضة
السورية
الشرفاء
الذين لم
تتلوّث
أيديهم بقوت
السوريين
وعقولهم ،
مدّعيةً أنَّ
في سورية
برلمانات
ونقابات .
نعم إنَّ في
سورية
برلمانات
تزوّر
الحقائق
وتلوي عنق
الدستور
وتقلّم أظافر
القانون ،
والمثال
الصارخ على
ذلك موافقتها
وإقرارها
للقانون
الفاشي ( 49
) القاضي
بإعدام كلِّ
منتسبٍ
لجماعة
الإخوان
المسلمين ،
ذلك القانون
الهمجي الذي
يذكرنا بعهود
العبيد
ومحاكم
التفتيش ،
وإقرار
المادة
الثامنة من
الدستور التي
تجعل الزمرة
الفاسدة
الحاكمة في
دمشق (
القائدة
للدولة
والمجتمع ) ،
وإقرار
البرلمان
للمرسوم الذي
سنّه حافظ
الأسد والذي
يحمي بموجبه
كل من تلطّخت
يداه بدماء
السوريين من
أعوان الزمرة
الحاكمة
وحمايته من
الملاحقة ،
وتعديل فقرة
سنّ رئيس
الجمهورية من
( 40 ) سنة
إلى ( 34 )
سنة لتلائم
سنَّ وريث
أباه بشار
الأسد .
نعم في سورية
نقابات تضم
فقط الموالين
والمطبّلين
والمزمّرين
للزمرة
الحاكمة في
دمشق ليدفعوا
بهم عند وقوع
المدلهمّات
لمواجهة
الشرفاء من
السوريين
عندما يعلنون
تململهم مما
تفعله الزمرة
الحاكمة ،
التي لم تعد
وسائل السلطة
تتمكن من
حجبها أو
منعها ، وذلك
بعد أن حلّت
النقابات
المنتخبة
انتخاباً
شرعيّاً ..
مسكينة هذه
الوزيرة
الصغيرة ،
فهي أمام
الحقيقة
الدامغة التي
واجهها بها
أحد
المعارضين من
الشعب السوري
لم تجد سوى
الوسيلة
الوحيدة التي
يتّبعها
نظامها
دائماً
وأبداً في
مواجهة
المعارضين
المحاورين
.... وهي
الاتهام ومن
ثمَّ
الاعتقال –
إن كان داخل
سورية –
فالتعذيب
والقتل ....
فانظر واعتبر
أيها الإنسان
.... كيف
تخاطب وزيرة
سورية أحد
أبناء شعبها
، لمجرّد أنه
طرح رأياً
مغايراً لما
تهوى الزمرة
الحاكمة ،
والتي تؤمن
بها الغالبية
العظمى من
الشعب السوري
.
لكِ اللهُ يا
سورية ممّا
ابتُليتِ به
فلا تحزني
فإنَّ الفرجَ
قادم ....
إنَّ الفرجَ
قادمٌ بإذنِ
الله .