|
وهل تحجب الشمس بغربال.. ياسيادة رئيس الوزراء؟! صاحب مهدي الطاهر / هولندا
بالامس الاول طالعنا السيد رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري واثناء لقاء له مع التلفزيون الايراني بتصريح ينفي فيه جملة وتفصيلا اي تدخل ايراني في الشان العراقي ،على الرغم ان هذا التدخل قائم بشكل فعلي على ارض الواقع اذ اصبح اشهر من نار على علم يلحظه الجميع ويدركه كل من له شيء من لب سليم يستدل به ليميز الاشياء والافعال باشكالها العريضة الواضحة.وقد يكون السيد الجعفري قد استند في نفيه هذا على بعض المعطيات والشخوص الظاهرة بشكلها العلني الواضح من قبيل عدم التدخل الايراني المباشر من خلال مواطنيين ايرانيين يحملون الجنسية الايرانية يتجولون باعداد كبيرة في الساحة العراقية بكل سهولة وانسيابية ولا يمانعون ابدا في ابراز هويتهم الايرانية للاجهزة الامنية العراقية حين يطلب منهم ذلك ،في هذه الحالة نقول الى السيد الجعفري والى بعض اركان حكومته انكم على حق تماما في هذه الحالة فليس هناك من ايرانيين يتواجدون على الساحة العراقية باعداد كبيرة يقومون بادوار مختلفة سواء كانت استخباراتية او اجتماعية او لوجستية او ارهابية ،لان اسلوب كهذا لا يمكن ان يكون ابدا ضمن اجندة الحكومة الايرانية التي عرف عنها بمكرها وخداعها والقدرة على خلط الاوراق وتبادل الادوار ،فهذا الاسلوب يعتبر مغامرة خاسرة وغبية لا يقدم عليها الا عديمي الخبرة والتجربة لانها ستكون مكشوفة للجميع وسيجعل اثبات التورط الايراني في الشان العراقي سهل يسير من قبل القوات المتعددة الجنسيات وهذا قد يدفع بهم نحو المواجهة العلنية مع هذه القوات وهذا ما تخشاه الحكومة الايرانية اشد الخشية او سيعطي مبرر لتدخل الاجنبي في الشان الداخلي الايراني .ان ما نقصده في التدخل الايراني في الشان العراقي وعلى مختلف توجهاته وتنوعاته هو ان البعض من العراقيين استطاعت المخابرات الايرانية ان تجندهم لحسابها بغية الحفاظ على المصالح الايرانية عبر البوابة العراقية ،هؤلاء القلة من العراقيين المتارينين ينشطون بشكل فعال على الساحة العراقية ومن خلال سياسة الترغيب والترهيب للمواطن العراقي استطاعوا ان يبلوروا شريحة لا باس بها على الساحة الشيعية تخدم بشكل مباشر اوغير مباشر المصالح الايرانية وبنفس الوقت تضر اشد الضرر بالمصلحة الوطنية العراقية والمصلحة الشيعية بشكل خاص ،فهولاء يمارسون دورهم اعلامي بالدرجة الاولى سواء كان علني من خلال خطب الجمعة في المساجد والحسينيات ومن خلال المجالس الحسينية او سري من خلال الاشاعات التي تروجها استخباراتهم في اوساط المجتمع العراقي الشيعي هدفه زرع الشك والريبة والكراهية بين شيعة العراق والقوات الامريكية والبريطانية على وجه الخصوص وهذا بحد ذاته مدعاة لعدم الاستقرار وذلك كنتيجة لانعدام التنسيق والالفة بين الطرفين، وفي المقابل تقوم بسياسة التُقريب بشكل كبير بين شيعة العراق والقيادة الايرانية وبالتالي الدفع بالعراق الى الحضن الايراني النتن ،وهنا قد اكون موفقا اذا شخصت واحد من تلك الخطوط التي يشملها هذا المخطط الرهيب حيث داب بعض العراقيين على تسيير رحلات سياحية برية للعراقيين الى ايران وباثمان بخسة اذا ما حسبت تحت مبدا الخسارة والربح نجد ان هؤلاء المتعهدين يخسرون مبالغ طائلة جراء عملهم هذا الا انهم ومع ذلك يستمرون في عملهم وما يثير الدهشة اكثر ان بعضهم قد ازداد ثراءا او قد اصبح بين ليلة وضحاها يملك من الاموال الكثير الكثير وسؤال المطروح وبالحاح كيف ولماذا؟.ان السيد الجعفري ينفي اي تدخل في الشان العراقي الداخلي من قبل الجانب الايراني على الرغم من ان الجميع يلحظه فهو ظاهر للعيان بشكل جلي وواضح والسوال المطروح لماذا؟ هناك في تصوري ثلاثة اسباب تقف وراء هذا النفي ساطرحها بدءا من الاقل احتمالا الى ماهو اكثر احتمالا، الاحتمال الاول ان السيد الجعفري يتعاطف مع الايرانيين بشكل كبير ويساعدهم على بسط نفوذهم على العراق والتراب العراقي على حساب المصلحة العراقية العليا وهذا احتمال ضعيف جدا لان السيد الجعفري ومن وراءه حزبه حزب الدعوة الاسلامي قد عانى الكثير من الايرانيين ابان تواجدهم على التراب الايراني قبل سقوط نظام صدام حيث استخدمت ضده شتى اساليب البطش والحرمان والاذلال فضلا على انه شخص مخلص يعتز بوطنيته العراقية .اما الثاني ان السيد الجعفري كنتيجة لضغط العمل ومسؤولياته الكبيرة التي يطلع بها والتحديات الكبيرة التي يواجهها لا يستطيع ان يطلع بنفسه على ما يجري على الساحة العراقية الشيعية بل ان المعلومات الاستخباراتية الخاصة بهذا الشان يحصل عليها عبر قنوات ترتبط بشكل او باخر بالجانب الايراني وهي معلومات مخطوئة ومفبركه ليس لها اساس على رض الواقع.اما الثالث وهو الاكثر احتمالا ان السيد الجعفري يدرك جيدا مدى النفوذ الايراني على الساحة العراقية وهو بطبيعة الحال نفوذ واسع يمثل شريحة واسعة جدا من المجتمع الشيعي لذلك ولاسباب انتخابية ولمصلحة حزبية لا يريد ان يغامر بدخول في هذا المطب الذي قد يؤدي الى خسارته في الانتخابات المقبلة ان الاحتمال الثالث والاخير اذا صح فهو الاخطر على الاطلاق لانه يهادن ويجامل على حساب المصلحة العليا للعراق دون ان يدرك السيد الجعفري ابعاد هذا التوجه وهذا الاسلوب لانه اذا استطاعت ايران ان تمرر مخططها على الساحة العراقية عبر تستر الحكومة العراقية عليه اعلاميا وميدانيا لاسباب انتخابية فئوية ضيقة سوف يدفع بالولايات المتحدة الامريكية والتي لها اليد الطولى في العراق في الوقت الحالي الى تعديل خططها السابقة الرامية الى تبوء الشيعة مراكز مهمة في الهرم السياسي في العراق الجديد ضمن اطار عراق ديمقراطي تعددي فدرالي وبعبارة اخرى ان هذا الاسلوب سوف يدفع بالادارة الامريكية على التقرب اكثر الى السنة ومع تحالفهم الوثيق اصلا مع الاكراد يصبح لديهم دفع قوية ليقلبوا الطاولة على الطرف الشيعي فيخرجونهم من المعادلة السياسية برمتها وحينها لن تستطيع ايران ان تفعل شيء كعادتها الى الشيعة تحت ذريعة الخوف من الولايات المتحدة الامريكية كما هو الحال حينما ادعت انها لم تستطيع دعم الانتفاضة الشعبانية بسبب وجود القوات الامريكية وبالتالي سيكون الطرف الشيعي هو الخاسر الاكبر والوحيد بمختلف توجهاته وتنوعاته وطبقاته.ان على حكومة الجعفري والشيعة بشكل عام ان يبذلوا قصار جهدهم لثبتوا الى الامريكان انهم حلفاء لهم باعتبار ان ذلك هو السبيل الوحيد للنجاح وترسيخ نفوذهم وعليه فعليها ان تحشد الاعلام وان تبادر الى فضح المخطط الايراني بنفسها خدمة الى العراق اولا والى شيعة العراق ثانيا حتى لو اقتضى الامر هذه المرة ان تخسر شارعها ودعمها الجماهيري في هذه المرحلة ولكنها ستقطف ثمار تصرفها هذا ولو بعد حين عندما يكتشف الجميع صواب توجهاتها واطروحاتها الوطنية الاصيلة .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |