سبعة ايام تفصلنا عن
الاستفتاء على
الدستور، ستغلق
الحدود ويمنع حمل
السلاح عددا من
الأيام، قبل
الاستفتاء وبعده،
وواضح أن العراق يقف
على أعتاب مرحلة
بالغة الأهمية، سواء
في البناء أو تهدئة
النفوس، قبل الانتقال
إلى مرحلة انتخاب
حكومة شرعية للبلاد،
لكي يتصالح المواطن
العراقي مع مؤسساتها
الدستورية، حيثما
تضمن حقوقه وواجباته!
لكن إذا سقط الدستور
لاسمح الله بالضربة
القاضية الفنية، أو
بالضربة الغادرة
البعثية تحت الحزام!!
وهذا ليس غريبا على
أتباع الحزب الفاشي،
فسيكون البلد حتما
على شفا حرب أهلية!!
حفنة من بقايا البعث
يقودهم (الرفيق!)
صالح المطلك، لاينفك
يصرح في فضائية
الجزيرة الطائفية،
بأنه قادر على حشد 5
ملايين توقيع، لإفشال
الاستفتاء على
الدستور!!، ألا لعنة
الله على الظالمين،
المعممين بالسوء ممن
يعملون ليل نهار ضد
مصلحة بلدهم، لكن
الله أذهب ريحه يوم
أمس،، وفشل حتى مع
100 عضو، في اجتماع
حاشد في جامع أم
القرى ببغداد، فشلوا
في الوصول إلى نتيجة
إقناع العراقيين في
المنطقة الغربية،
بعدم خوض الاستفتاء!!
برأيي فإن هذه هي
أولى نجاحات
الدستور!!
لكن تبقى مشكلة
الاستفتاء في المنطقة
الغربية، المرتهنة
للارهاب عويصة فعلا،
أقصد آليات الاستفتاء
وحماية مراكزه، فليس
للدولة كما هومعروف
ذراع قوية هناك،
والعهدة على شيوخ
القبائل!!
الحكومة حسب تصريح
صولاغ وزير الداخلية
اليوم (تتباحث مع
زعماء القبائل للحصول
على مساعدتهم في
تأمين عملية التصويت
في الرمادي عاصمة
محافظة الأنبار غرب
بغداد والتي شهدت
أعمال عنف كثيرة من
جانب المسلحين
السنة.)
في تأريخ العراق
الحديث، معلوم أن
معظم شيوخ العشائر
العراقيون عاشوا تحت
كنف الحكومات
المتعاقبة، من
الملكية حتى الحكم
الساقط، وتخادموا مع
تلك الأنظمة،
وتبادلوا المصالح،
فلماذا لايقف شيوخ
المنطقة الغربية
اليوم، مع دستورهم في
العراق الجديد!!؟
من جهة ثانية لابد
للحكومة أن تنفتح على
هؤلاء الزعماء، وتغدق
عليهم الهبات وتكسبهم
إلى جانبها، اليوم
وغدا، لأنهم في
الحقيقة سند بعد ضعف
الحكومة وبديل، حتى
يشتد ساعدها بقوة
القانون، ومساندتهم
مطلوبة، ليس في آنية
حماية مراكز
الاستفتاء حسب، بل
أبعد من ذلك :
الانتخابات العامة
المقبلة في شهر
ديسمبر، والقضاء على
الإرهاب وتسليم
مجاميع المجرمين
التكفيريين، وحماية
الطريق السياحي بغداد
عمان وغيرها!!
حمت بريطانيا مصالحها
في الجهة الغربية من
العراق بطاقم أسنان
جديد، أوصت عليه المس
بيل من لندن، لفهد
إبن شيخ عنزه!!، وكان
الفرنسيون يحتلون
سوريا، والتهديد يأتي
من حلب خاصة!!
في السادس من شهر
تموز 1917 كتبت المس
بيل رسالة إلى والدها
: (أبرمنا معاهدة مع
صديقي الحميم فهد بك
بن هذال شيخ قبيلة
عنزة، وماأن يتم
الحصول على طاقم
أسنان صناعية، حتى
ينصرف إلى تنفيذ
المهمة التي أخذها
على عاتقه، وهي حراسة
الصحراء الغربية
بالنيابة عنا..جعل
الأتراك والألمان
يحرقون الأرم غيظا!!)
في الثالث عشر من
أيلول كتبت (الخاتون)
كما سماها العراقيون
في عشرينات القرن
الماضي، رسالة أخرى
إلى صديقها العزيز
السير فالنتاين
شيرول.. جاء فيها : (
إن صديقي فهد بك،
ليباركه الرب، يقوم
بنشاط رائع ومفيد،
لقد تمكن من منع
النشاط التجاري مع
العدو في المناطق
الصحراوية التي تقع
تحت سيطرته)).
لاأطلب من الحكومة
توزيع أطقم أسنان على
شيوخ الرمادي
وغيرها!!، لكن إذا
احتاج هؤلاء إليها،
في ظرف التحولات
الكبرى اليوم، فلابأس
بذلك ويمكن أن تزيد
الحكومة عليها
الأموال وعباءات
(الجاسبي) و(ومسابح
الكهرب والسندلوس)
إذا لزم الأمر!!، من
أجل خدمة برامج وطنية
ملحة، وعلى رأسها
حماية أمن المواطنين،
في مراكز الاستفتاء
على الدستور، وتفويت
الفرصة على
الارهابيين، في أصعب
ظرف يمر به العراق
الجديد.