تروي احدى
القصص إن
قرية كانت
تحيطها
الجبال
الشاهقة من
جميع جهاتها،
فحسبوا نا
قريتهم كل
العالم ،
وهذه الفكرة
توارثوها من
ألأسلاف
ولأنها قديمة
فهي مقدسة
،وليحفظوا
قدسيتها
كتبوها ،
فاصبح الكتاب
مقدسا بدوره
،وللكتاب
كهان وكبارا
عارفين
راسخين في
العلم
،يفسرون
ويشرعون
ويضعون خطوطا
و خطوطا
حمراء ومن
اشد الخطوط
الحمراء
خطورة هو
السؤال عما
وراء الجبال.
وبعد إن جفت
ألانهار
دفعهم الجوع
إلى إن
يعبروا
الجبال
ليكتشفوا إن
عالما اوسع
من عالمهم
واجمل كان
يقبع خلف
الجبال وخلف
عبارات
الكبار
العارفين .
بات من
الواضح إننا
ليس وحدنا في
هذا العالم
المترامي
ألأطراف، ولا
نعيش في قرية
تحيطها
الجبال
الشاهقة من
جميع الجهات
كي نتصور إن
قريتنا هي كل
العالم ،
ونمتلك قدرا
من الحرية
يكفينا
لنتسائل ماذا
خلف التلال
دون الخوف من
إن يصلبنا
كبارنا
العارفون
لِنكون عبرة
للآخرين .
لو اجرينا
دراسة مقارنة
بسيطة
لحضارتنا
ألأسلامية
التي اصبحج
عمرها ألان
أكثر من
1400سنة
،وبين
الحضارة
الغربية بعد
عصر التنوير
،سنجد إن
ألأخيرة
ينحصر
منتوجها
الحضاري
بزاواية تمتد
من سبر اغوار
الفضاء حيث
تمكنوا اخيرا
من الهبوط
بمركبات غير
مأهولة على
سطح المريخ
وتحليل
تربته، اضف
إلى ذلك
المسابير
التي تجوب
الكون الفسيح
محملة بألوان
الحضارة
ألأنسانية
وبكل اللغات
المتعارف
عليها، إلى
تحليل
الموروث
الجيني
للفايروس
الذي هو
مجهري داخل
مجهري ، أو
بعبارة اخرى
فان عطائهم
الحضاري
محصورة
بزاوية
منفرجة بين
اعظم ما في
الوجود سعة
(الفضاء)
وادق ما في
الوجود
(الجينات) ،
إن سرعة تطور
العالم أصبحت
مذهلة وشكل
العالم يتغير
بين الحين
وألأخر تغيرا
جذريا .
واستطيع ان
اقول مبالغا
في التشبيه
ان العالم
ينفجر في
سرعة
تطوره،اذ ان
ألأنفجار
يعني ان كتلة
صغير يتضاعف
حجمها آلآف
المرات في
اجزاء
الثانية ،
ان90% من
حياتنا هي من
انتاج الغرب
فلمبوسك الذي
تلبس قلمك
الذي تكتب به
وحاسوبك إن
لم يكن
مصنوعا في
الغرب فان
الآلة التي
صنعته لك
مصنوعة هناك
، وهذه كما
تعلمون حقائق
يومية وليس
مهاترات
واجترار لماض
سحيق، في حين
إن حضارتنا
لم تخلف سوى
اطنان الكتب
الفلسفية
التي لاتغني
ولا تذر، اضف
إلى ذلك
انتاجها
ألأخير
ألأرهاب
،الذي وسم
جبين ألأسلام
بالعار حتى
بدا الموت
والدمار
والعنف
وألأسلام
وجهان لعملة
واحدة . اذكر
إن احد
ألأصدقاء رد
علي وانا
اناقش معه
نفس الفكرة
أن الغرب
انتجوا
مُدنية ولم
ينتجوا حضارة
،لأنهم
لايملكون
مبدا ولا
فلسفةً ،
فقلت وما نفع
الفلسفة إذا
لم تطعم
الجياع ،هل
تعتقد إن
المسلمين
ألأوائل
تحملوا الوان
العذاب لأن
الرسول قدم
لهم فلسفة
وعرفانا ،أم
لأن نورا
لامس قلوبهم
،لا هذا ولا
ذاك ،تحملوا
الوان العذاب
لأن الأسلام
كان كما
هائلا من
المنافع
آنذاك، قدم
لهم نظام
اقتصادي
ونظام
ضريبي،ونظام
اجتماعي حرم
وؤد البنات
وساوى بين
العبد والسيد
وخفف من وطئة
التميز
العنصري
،وأخذ من
ألأغنياء ما
يسد به رمق
الجياع .
(اما الزبد
فيذهب جفاء
واما ما ينفع
الناس فيمكث
في ألأرض)
عبارة تهديد
ووعيد لكل من
يتوقف عن
العطاء ،
فالقوانين
التي حكم
الله بها
الوجود صارمة
لاتسمح لكل
من يتوقف عن
العطاء ويكف
عن المنفعة
بالبقاء ، خذ
الأنسان فما
دام روحا
وجسد ينبض
بالحياة فان
قوانين
الوجود تسمح
له بالبقاء
،وما ان
تنسلخ روحه
عن الجسد حتى
تُحشد قوى
الطبيعةجنودها
لتفكك هذا
الجسد الى
اجزاءه
البسيطة ،لأن
وجوده اصبح
غير نافع.
وهذا القانون
على اساسه
قامت حضارات
وأنهارت
أُخر. عجبت
لمن قرأ هذه
ألآية وآمن
بها كيف
لأيكون
ديموقراطيا
على اعتبار
فليطرح
ألأنسان ما
يشاء طالما
إن هناك
مصفاة الهية
تسبعد الزبد
بقوانين
صارمة لاتقبل
ألأستثناء ،
وليكن ما آل
اليه حال
الكنيسة
الكاثوليكية
عبرة لنا نحن
المسلمين فما
ان توقف
مفهوم الناس
للمسيحية عن
العطاء وأصبح
وجودها عائقا
امام مسيرة
ألأنسانية
حتى انحسر
وجودها في
مساحة
مقدارها (1كم
) كمحمية ،أو
كبقايا اثر
انساني لا
يفرق كثيرا
عن اية
مومياء، بعد
ان كانت تحتل
المساحات
الشاسعة
ناهيك عن
القلوب
،واستطيع ان
اتنبأ ان
ألأسلام
سيواجه نفس
المصير اذا
بقينا نجسده
على هذه
الشاكلة .
فالأنسان
مفطورعلى ان
يهجر القفار
الموحشة التي
لاتقدم له
سوى المعاناة
وألألم.