|
مدرسة التكافل الانساني في العراق دراسة بحاجة الى تطبيق احمد مهدي الياسري
ونحن نعيش هذه الايام المباركة ايام شهر رمضان شهر الصبر والعطاء الروحي شهر الرحمة والتراحم شهر الاحساس بجوع الاخرين من الفقراء والمحرومين والايتام والمساكين وكبار السن الذين لامعيل لهم ولا مورد رزق حري بنا ان نخجل من انفسنا امام الله سبحانه وتعالى وان نكون في موضع العامل المُفعل لمنضومة التكافل الانساني بين ابناء المجتمع العراقي الواحد لنصل الى مرحلة التكامل الاجتماعي والاقتصادي والانساني وان ننتهي بالانسان العراقي المحروم الى حيث يضع اقدامه على طريق السعادة والازدهار وان ينعم كما اخوته في باقي الوطن ممن اعطاهم الله من فضله الواسع واغدق عليهم من نعمة المال او المركز الاجتماعي الجيد,ولان الله سبحانه وتعالى انعم على العراقيين بنعم كثيرة ليس اولها الكرم وليس باخرها الأيثار وما بينهم من قيم الاصالة والعطف والحنان والرقي الانساني فحري بنا ان نفكر باي كيفية تؤدي الى اضفاء مصداقية لاي مبدأ او قيمة نعتز ونفاخر بها لكي نقدم من خلالها نموذج لهذا العراق والعراقي امام الله اولا والتاريخ والعالم اجمع . ومن خلال زياراتي المتعددة لوطني الحبيب بعد غربة الاضطرار تمعنت في مايجري على هذا الوطن من ويلات ومصائب ومحن وآهات وعلل وتفحصت الانسان والشارع والشجر والماء وكل شئ بعين التدقيق والبحث , والغاية هي لايجاد مكنونات واسرار جديدة قد استجدت هناك وقد اكون خلال ابتعادي عن هذا الوطن قد حصلت وترسخت, لان الذي تعرض له العراق من تاثيرات افرزتها الاحداث الماضية وعقود من الكبت والظلم والاضطهاد الدكتاتوري القاسي كان امرا غير مسبوق في قساوته ومرارته فمن الطبيعي ان تفرز هذه الحالة شوائب وتغييرات في النفس الانسانية وفي المنظومة الاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية وحتى الدينية , وبالتالي ادت الى خلق فجوات طبقية واسعة سواء بين المجتمع العراقي ذاته اوبين العراق ككل والمحيط العربي وايضا بين العراق والمحيط العالمي, ولن اخوض في هذا التفاوت بين العراق وغيره بل سابحث في امر التفاوت الطبقي بين ابناء العراق سواء من الناحية المادية الاقتصادية نتيجة فقدان المعيل الساند او عوقه او غيابه , وايضا من النواحي الاخرى, ولكي اختصر للوصول الى غاية ما اريد قوله سأأشر الى انواع التفاوت الحاصل في هذا المجتمع واسبابه باختصار مكثف وبعدها اتطرق الى مشروع التكافل الانساني الذي سينقل الكثير من احبتنا في هذا الوطن الى حيث الاستقرار النفسي والاقتصادي والاجتماعي مما سيؤدي به الى ان يتخلص من ثقل الهم والقهر الجاثم على صدره والقلق من ان يحقق لعياله واحبته او صغاره اي امنية مما كان يحلم بتحقيقها لهم. اهم ما رايته في هذا الوطن الحبيب من تفاوت بين فئات المجتمع العراقي هو: اولا: التفاوت العلمي واتساع ضاهرة الابتعاد عن مقاعد الدراسة ويعود سبب هذا الى ابتعاد الاب او المربي عن عائلته اما بالقتل او بالغياب في غياهب السجون او تحطم البيت بسبب الخلافات التي لاتبتعد كثيرا في اسبابها عن هذا النظام المقبور وسياساته القاتلة المدمرة لاي اسس صحية لهذا المجتمع وادخال المجتمع في متاهات القلق والخوف وضياع افق المستقبل وعدم الثقة بانه سيعيش يومه القادم من دون ان يطرق بابه لهيب الموت او الاعتقال او الجوع حتى, واضيف لهذه الاسباب ايضا العامل الاقتصادي وصعوبة العيش والتفرغ للاتيان بلقمة العيش حيث ان الانشغال بالدراسة سيعيق ذلك والوقت الذي يقضيه في المدرسة او المعهد او الجامعة قد يتسبب بجوع افراد اسرته. ثانيا:التفاوت الاجتماعي.. حيث افرزت السياسات الظالمة الى بروز هذه الظاهرة بالرغم من وجودها سابقا ولكن حدث توسع واتساع لهذه الفجوة بين افراد المجتمع وبصورة عكسية حيث رفع هذ النظام من كان وضيعا, وقمع الانسان العالم والعاقل والشاعر والاديب النبيل , وبسبب تسليم الكثير من العقول الساقطة لنفسها المريضة لكي تكون طوع امر الطغاة والجهلة ممن تسلطوا على امر العراق حلت في المجتمع ضواهر استغلال هؤلاء القذرين لهذه الامتيازات ليتسلطوا بالمال والسلطة على من كان بالامس ارفع منزلة منهم ولكن بالفضيلة والاخلاق وحسن السمعة ورفعة العلم والنسب, فحدث ان تسيد هؤلاء وسحبت من تحت هؤلاء الاشراف بسط العطاء وافقروا واذلو اذلالا شديدا مما جعلهم اما ان يهاجروا اذا لم يقتلوا او ينزووا بعيدا عن اعين هؤلاء وسحناتهم القذرة مما ادى بهم الى الوصول الى حالة كبيرة من التردي الاقتصادي والنفسي وافرزت هذه الحالة ايضا بعض الابتعاد عن صحيح المسار العلمي او الاقتصادي او الابداعي في مجال تخصصهم ولا اقول الاخلاقي وان حدث للبعض مجبرا لابطرا كنتيجة منطقية شخصها من قبل امامنا الخالد علي عليه السلام حيث قال كاد الفقر ان يكون كفرا فلم يكن هؤلاء بمعصومين من الانزلاق نتيجة تلك الضروف السيئة, وبالتالي ايضا ادت الى حدوث تفاوت اقتصادي بين ابناء هذا المجتمع. ثالثا: التفاوت العقائدي... حيث ادت تلك السياسات الرعناء الى انسلاخ البعض عن عقيدته ودينه او ضعف ايمانه وفقد صبره نتيجة حدوث شرخ في التطبيق العملي للقيم الانسانية فضلا عن تعطيل القيم الاسلامية او العقائد الاخرى لكل الاديان المختلفة والتي لاتختلف في مضمونها عن الاسلام من حيث النتيجة التي ارادها الخالق المنزل لكل الاديان والكتب السماوية , وبالتالي ادى هذا الخروج عن القيم العقائدية السوية المبنية والداعية الى ترسيخ العدالة ومساعدة الأخر وانتشال الضائعين والغارقين في وحول الفقروالفقر الخلاقي الى ان يحدث تمزق في المجتمع وبالتالي بروز ضاهرة الانا وبعدي الطوفان وبالتالي اللهث وراء الصعود لاي مرتقى سلطوي او مادي باي وسيلة كانت حيث انتفت الرحمة وحيث انتفت الغايات النبيلة برز الارتقاء المبني على حساب الاخر حيث لاتقف مسيرة السائرين اذا ما رات امامها اي مسحوق اخر لا بل تزيد من الم سحقه وهنا افرز هذا التفاوت الى بروز تحطم نفسي واجتماعي واقتصادي مزري لبعض شرائح المجتمع. رابعا:التفاوت الاخلاقي... ولاتختلف اسباب هذا التفاوت عن سابقاته لا بل نتيجة لتلك الاسباب وغيرها حدث ان سقط المجتمع في متاهات سقوط القيم وبالتالي حدث ان حصل شرخ كبير في القيم الاخلاقية لهذه الامة وحصل ان تمسك البعض بالقيم الاخلاقيةولكن نتيجة طغيان الفساد القيمي والاخلاقي ضاع الخير بين متاهات الشرور الكثيرة ونرى اليوم تلك الفضلات الساقطة ترتع وتنعق وتبيح الرذائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين ابناء المجتمع العراقي ولكن هيهات ان ينجحوا حيث يتواجد الخييرين والاصلاء وبقية الامل الذي نسال الله ان يحيل سواد ظلمة الطغيان الى نور المحبة والرحمة والاخلاق الراقية وبسبب هذا التفاوت في القيم الاخلاقية برزت ايضا ضاهرة التفاوت الاقتصادي وغيره من الفوارق التي هي نتيجة لسوء تسلط الراعي الغير مراعي لاصول الرعاية المنطقية لمن هو في مركزه. خامسا:التفاوت الاقتصادي... وهنا اجد نفسي تعتصر حيث رايت بعد العودة للوطن بروز ووجود هذه الظاهرة الاقتصادية المزرية لشرائح كبيرة في المجتمع العراقي فضلا عن ماسبق , وحينما تنظر الى النقاط اعلاه تجد ان القاسم المشترك بين الجميع هو نهاية كل الضواهر تلك الى بروز هذه الضاهرة من الفارق الشاسع من الناحية القتصادية وحصول فجوة بين ابناء المجتمع العراقي بين غنى فاحش الى فقر مدقع وعزيز قوم اذلته السلطة الغاشمة والشخوص المنحطة والانحلال الخلقي وشيوع شرعة الغاب واغراس الناب في اجساد وشرف الاطياب , ولكي نفسح المجال لشرعة العودة الى القيم الاخلاقية والانسانية واستعادة الثقة المنزوعة من عقول وافكار احبتنا في العراق بكل خير علينا ان لانبحث كثيرا في كلمات الوصف والسرد الكتابي او القصصي او البحثي البحت بل ان ننشط الفكر في ماهية الحلول الآنية لانتشال هذا المجتمع ووضعه على مسار الطريق المستقيم والسوي والذي يؤدي الى الوصول الى ردم هذه المطبات التراكمية من شوائب الطغيان وافرازات الظلم والبهتان ولكي لانبتعد عن الشواهد التاريخية لمثل هذه الحلول نستطيع ان نتذكر كيف آخى رسول الله محمد صل الله عليه وعلى اله وسلم بين المهاجرين والانصار وكيف تقاسموا لقمة العيش والسكن وتكافلوا اقتصديا لكي لاينزلق احدهم الى الفاقة والحاجة ولكي لايتلقفه العدو الغادر او الشيطان المتربص دوما وايضا اختار من التاريخ الحاضر كيف تعاون المجتمع الالماني بعد انتهاء الحرب العلمية الثانية وتدمير البنى التحتية لاغلب المدن الالمانية حتى وصل الدمار في بعضها الى درجة 100% وفي بعضها 80% حيث قام ابناء البلد صغار وكبار بالعمل الجماعي لرفع الانقاض والبدأ بالبناء على طريقة الكل يبني للعائلة الواحدة وحين ينتهي يبدأ الجميع بالآخر وهكذا حتى اعادوا بناء وطنهم ووصلوا الى ماوصلوا اليه الان من رقي اقتصادي وعلمي, وغيره ايضا من النواحي الخاصة بطموحاتهم , وبقيت هذه الضواهر التكافلية الى هذا الوقت حيث جاورت بعض الريفيين وعشت بينهم وشاهدت كيف يقوم الجميع بحصاد محصول من ينضج محصوله والانتقال للاخر وهكذا وايضا تقليب الارض وحراثتها حيث ينتهي كل شئ في يوم واحد لان كل ابناء المنطقة يشترك في هذا التعاون الانساني ولو كان هذا الفلاح لوحده لما انجز هذا بشهر, وغير ذلك نجد هذا التعاون في النظم الاقتصادية والقوانين التي تساعد من لايعمل واسكان من لاسكن لديه وايضا اعانة المعاق والمريض وووو الكثير مما لو بحثنا عنه بين ثنايا القرآن الكريم او اي كتب سماوية لوجدته فيه ولكن الفارق الوحيد هو في التطبيق العملي لتلك القيم التعاونية وبالتالي الوصول بالمجتمع الى درجة راقية من الرخاء وحفظ النفس من ان تنحرف الى اتون الرذيلة والسقوط الاخلاقي نتيجة للعوز والفاقة والحاجة. هذه الامور التي سردتها هي محصول زراعة طاغية جاهل وعملاء شاذين خلقيا ونفسيا ساعدوه واعانوه على الظلم والبهتان وايضا تدرج في سلسلة طويلة من هذه النماذج المنحطة توالت في التسلط على رقاب الابرياء ورسخت هذه الفجوة بين الحاكم والمحكوم وبين المحكوم الموالي للطاغية وبين المحكوم المتمرد على الطغيان مما خلق تلك الفوارق الدامية من فقر وقتل وتشريد وعزل واغتصاب واليوم العراقي شبيه بالامس الطاغي لافرق سوى في الشخوص , ولكي نُفعل القيم الانسانية النبيلة والاخلاقيةلاي دين من الاديان والاسلام طبعا دين الغالبية في العراق و اذا ما استنجدنا بالقرآن الكريم مثلا لكي ننتصح ونسترشد سوف لن نجد في اي سورة او كلمة او اية قرآنية سوى الدعوة للرحمة والعدل والحرية واحترام حق الانسان وما بين دفتي هذا القرآن خير مدرسة ولكن التطبيق هو الذي ينقصها وبالامس كان طاغية في سدة الحكم فيحق لنا ان نقول انه يمنعنا من فعل الخير ولكن الان وقد زال الطاغية فاين العذر؟؟ ولان العراق يمر الان بمرحلة حرجة وعصيبة من تاريخه ولكي نثبت نحن ابناء العراق في سفر التاريخ ملحمة للتكافل الانساني بين ابناء العراق علينا سبر اغوار التعاون والتكاتف والتكافل للوصول الى حالة التكامل والعدالة, ولاني اكتب هذه السطور وانا اجد نفسي غير محتاج وقد انعم الله على اطفالي بما يغنيهم عن يد الحاجة ولاني في شهر الفضيلة وشهر الصبر وشهر الاحساس بوجع بطون الفقراء واعتصارها وشهر فيه يتعلم الغني ان هناك من هو جائع ومحتاج وقد ياتي عليك ايها الغني يوما تكون انت في محل ذلك الذي نسيته فحق له ان ينساك او ينسيه الله اياك لانك نسيته سابقا,وتحضرني هنا قصة فيها عبرة كبيرة عشتها بنفسي في تلك الايام العصيبة التي مرت علينا في العراق ابان الانتفاضة الشعبانية الآذارية المجيدة حيث كنا محاصرين نحن كم عائلة في بيوتنا في احد الشوارع القريبة جدا من ضريح ابا الاحرار حيدر الكرار عليه السلام ولان المحنة كانت طويلة والقصف شديد والزاد قد نفذ عند الجميع حيث كنا ناخذ من بيوتنا لنسقي ونطعم الجرحى والمقاتلين الابطال وايضا من يمر بنا من الشيوخ والعجائز والفقراء والمساكين الهاربين من البطش الصدامي المجرم والقصف الشديد حيث كان كل بيت يساهم بما لديه من مؤنة باقية ليمد الاخر بوسيلة للحياة ليواصل مقاومة الظلم وانقاذ مايمكن انقاذه من ابناء هذا الوطن, والذي اعيه الان حقا هو ان الله جل في علاه كان يبارك بتلك المؤنة ولا ادري كلما كنت انظر اليها اقول بعد ساعة ستنتهي ولكن طالت الايام واشهر ووالله اقسم انها لم تنضب ولم تنتهي ولو عرفتم ماذا بقي عندنا وقتها ستستغربون ذلك ولاغرابة مع رحمة الله الواسعة ويربي الله الصدقات حيث ان الله حرم الربا وكانت تلك المؤنة الباقية هي كمية من التمر الذي ( يجبس) في العراق بطريقة يعرفها العراقيين لكي يستعمل ويؤكل في بقية السنة ورمضان خصوصا وهوقريب للسواد كانه العسل لمن لايعرف ذلك من اخوتنا العرب الذين قد يقرأون همومنا اذا وجدوا وقتا لذلك لانهم منشغلين في قتلنا هذه الايام فيجب ان نعذرهم على عدم الاهتمام وفي اشد اللحظات العصيبة والدامية قساوة , في تلك الساعات العصيبة مرت في الشارع عائلة بكاملها وهي تهم بالهروب ورب العائلة هذا هو احد تجار النجف الاغنياء جدا وهو صديق للوالد وابنائه اصدقائي واعزاء عندي وكانت تلك العائلة مكونة من ام واب واخوة واخوات وهم ليسوا بالقليل وقد حملوا معهم ماخف حمله وغلى ثمنه وتركوا الدار وما فيها نهبا لشذاذ الافاق وسقط المتاع وحين لمحتهم في الشارع بتلك الحال فمن المؤكد ان استقبلهم بالحفاوة وحمدت الله على سلامتهم وسالتهم عن الاحوال واين وجهتهم والى اين وصل الصداميون وبعد سرد قصير لما خلفهم قالوا انهم سيخرجون من النجف الى الارياف واذا زحف الجيش سيزحفون للحدود السعودية حيث الان احبتنا واهلنا في رفحاء الصابرين على الظلم المزدوج حيث الصحراء وال وهاب وظلم الطغاة القذرين ولهيب الحر , واول شئ رايته فيهم هو تيبس الشفاه من اثر الجوع والعطش فسالني ابا ضافر هل يستطيعون شراء اكل او بسكت او حليب للاطفال او اي شئ من البيوت فقلت له ياريت فاهلي يعانون ايضا والاطفال منذ ايام تاكل فقط تمر وماء البئر تشربه واصفيه لهم من الديدان بقماش الململ واسخنه على السعف والحطب وانزله لهم وهم في السرداب لان القصف شديد وخوفي من سقوط قذيفة هاون او نمساوي او طلقة قناص وهم يتصورون ان الماء صافي ويسال الوالد هل نفذ ماء الخزان فاكذب عليه واقول لا لانهم لو عرفوا كيف اصفي الماء لما شربوه ولكن علمي بان الله مع الصابرين يجعلني اثق بانهم يشربون ماءا زلالا وقال لي ابا ضافر باستحياء انهم لايملكون لقمة واحدة منذ ايام وقال لي انه يدفع اي مال او ذهب مقابل اي شئ اسمه طعام ولانه قالها لي ولكي لا اتكلم عن نفسي وما يحصل لها في تلك الساعات العصيبة قلت له انني لا املك سوى هذا التمر وتمرة واحدة تنشط الانسان نهارا كاملا ببركة الله في هذه الثمرة الصبورة ولان الوالد والعائلة لايستطيعون الخروج خارج النجف فانا ساعطيك كمية منه ولانه ستذهب الى الريف فحتما انه ستجد هناك مؤنة جيدة ولكن من يبقى في تلك المدينة المهدمة المنكوبة المتناثرة فيها الجثث اكثر من ذرات التراب فقد يكون بحاجة لطعام ولايجده فمن الضروري حساب ذلك واعطيته تلك الكمية القليلة من التمر والباقي انقل منه كميات قليلة للجرحى المكدسين في الجمعية الاستهلاكية التي حولناها الى مستوصف لمعالجة الجرحى وخزن الشهداء وهم بالمئات وقسما بالله لم ينتهي هذا التمر الغالي جدا, وبعد زوال الغمة وافتراق الاحبة واغتراب ومكابدة وسنين طويلة عدت وحين التقيت ابا ضافر وضافر ومحمد وتذكرنا تلك الايام العبرة قال لي انه لو كنت طلبت منه كل ماله مقابل تلك التميرات لاعطاني اياه ولو طلبت بيته لاعطاني اياه وفقلت مع نفسي وهو قال ايضا لاقيمة لمال لاينفق في سبيل الله والانسان والانسانية وتلك المحن والألام نداولها بين الناس وبشر الصابرين الباذلين ولو كان بهم خصاصة . هذه العبرة دعتني لكي اكتب ولاخير في عملي ان لم اكن اول الباذلين ولاني رايت ابن الشهيد بلا مستقبل ولاني رايت عوائل محرومة من ابسط وسائل العيش وبيوت مهدمة وانقاض يسكنها اكرم خلق الله وووووو ولاني ابن العراق وكلكم ابنائه ولانكم الكرماء الاصلاء اضع بين ايديكم هذه الفكرة علي اجد صداها عند من يمتلك ناصية منبر او عشيرة او قيادة حزب خلفه مجاميع من البشر ينتظرون منه فعلا لاقولا كثيرا , وهذه الفكرة هي عملية بسيطة لتحقيق التعاون والتكافل الانساني بين ابناء الوطن ولايكلف ذلك اي احد مبالغ طائلة وقد تستغربون ذلك وهو دولار واحد شهريا!!!!!! الفكرة مبنية على الآتي: اولا: يقوم او تقوم كل جهة او شخصية اجتماعية او دينية يحتشد تحت قيادها الكثير من ابناء هذا الوطن سواء عربه او كورده سنته او شيعته مسيحي او صابئي او ايزيدي وبعيدا عن الدولة وتحت غطاء التكافل الانساني العراقي وبتنظيم المجتمع المدني اسلامي كان او غيره بايضاح هذه العملية التي هي في اساسها تقوم على خدمة وانتشال ذوي الفاقة والحاجة واصحاب الحق المسلوب والعجزة والايتام والفقراء والمتسكعين في الشوارع من براثن السقوط في متاهات الانهيار التي سردت اثارها في بداية بحثي هذا. ثانيا: ان يساهم الفقير والغني بهذا المشروع وهو دولار واحد شهريا حيث يستطيع دفعه الفقير والغني وهو ملزم ومثابر على الدفع تحت الية معينة يتفق عليها, وهنا يتساوى الاثنين في العطاء ولان الغني غير محتاج في هذا الوقت فعليه تحمل ان يتنعم اخيه الفقير بما يغنيه عن الفقر والفاقة وقد ياتي يوما يكون هذا الغني فيه هو الفقير والايام دول يداولها الله بينناعند ذاك يكون اخاه في عونه. ثالثا: ان يدعم هذا المشروع ويبارك اعلاميا و من قبل كل المرجعيات الدينية الكريمة او الحزبية او الوجهاء وان تنتخب شخصيات امينة جدا وعلى شكل لجان وان تكتب كل اسماء من يشترك في هذا المشروع وكان تكون كل مدينة وابنائها فقيرهم وغنيهم وبواسطة صلوات الجمعة او الندوات الحزبية او الاجتماعية او الادبية لكي تُفعل هذه الضاهرة التعاونية خصوصا في هذه المرحلة المهمة من حياة العراقيين والغاية هي اولا انتشال الفقراء والمحرومين وايضا استعادة التوازن والثقة بالنفس لابناء العراق والعودة بهم الى حيث الاصل وهو انهم اخيار كرماء واصلاء متعاونون يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. تفاصل ومثال لهذه العملية واختار نموذج من شرائح المجتمع ولا اقصد به فقط هذه الشريحة ولكن يستطيع فعل ذلك الكوردي وابن الرمادي والبصرة والنجف وغيرها من احزاب وشخصيات مسموعة الكلمة فتتبنى مثل هكذا مشروع : مثلا اذا عددنا من يحضر صلاة الجمعة مثلا في كل المساجد ولكي لا ابتعد ااخذ صلاة الجمعة في النجف او في براثا مثلا بامامة المجاهد الشيخ جلال الدين الصغير او السيد القبنجي او او او ولو فرضنا ان المصلين هم في موقعين او مسجدين او من يستطع اي من اامة هذه المساجد ان يؤثر فيهم حتى من هم خارج المسجد عشرة آلاف شخص وطبعا هذا العدد كل واحد ورائه عائلة وبيت ولو قلنا ان العدد هو اربعة كمعدل متوسط فسيكون العدد هو اربعون الف شخص وطبعا هذا مثال وقد تكون الصلاة اكثر من هذا العدد بكثير كما وصلت في بعض الايام الى مئة الف او اكثر وحتى مليون في مسجد الكوفة بامامة الشهيد الصدر الثاني رضوان الله عليه او بامامة السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب او من حضر تشييع الشهيد السعيد حيث حضرت ذلك التشييع وكانت الجموع ملايين وايضا المواكب الحسينية في كربلاء وفي الوفيات او من دخل مع موكب سماحة المرجع الكبير السيد علي السستاني رعاه الله من ابناء المحافظات والذين تكدسوا في شوارع النجف رغم الحر والدمار والقصف الشديد حين عاد السيد لانقاذ النجف وابنائها من حريق كاد يودي بالاخضر واليابس وكل تلك الجموع هي مطيعة لاوامر مرجعيتها و اذا ما نوديت بوسائط الاعلام للمساهمة في هذا المشروع الانساني الكبير فلن تبخل بنفسها فضلا عن دولار واحد فقط ولو استطاعت كل محافظة او مدينة كبيرة تجنيد وتفعيل هذه الضاهرة او العملية فسنكون امام انتقالة كبيرة بهذه الشريحة التي تعاني اليوم والامس من شضف العيش وقسوة ذوي القربى وظلم ذوي القربى اشد مضاضة من ضرب الحسام المبرم. فلو جمعنا مثلا مئة الف اسم وكل واحد دفع دولار واحد شهريا فنكون قد جمعنا مئة الف دولار شهريا توظف هذه وبسرعة في مساعدة اي بيت محتاج لوسائل الحياة الاساسية مثل الثلاجة او الطباخ او ترميم غرفة مهدمة او زواج احد الابناء او مساعدة يتيم وعلاجه من مرض مستعصي حتى لو تطلب ذلك نقله خارج العراق للعلاج لان النفس الانسانية اغلى من كل كنوز الدنيا والله سبحانه وتعالى فضلها وعدها اكرم من الكعبة المشرفة وهناك الكثيرمن الموارد التي توضف فيها هذه الاموال لخدمة هذه الشرائح المحرومة وبيد امينة تختارها المرجعية المباركة او شخصيات مختارة مشهود لها بالنزاهة وايضا تكون مقننة بضوابط لايمكن التلاعب باي شئ من هذه الاموال خارج نطاق الهدف المرسوم وهو الانسان المحتاج وعن طريق مؤسسة ترعى وتنظم بدقة وتنشر الاسماء وكمية الاموال المستحصلة والارباح على شبكات الانترنيت والاعلام واي وسيلة اخرى لكي تكون الصورة واضحة للجميع , ومن هذه التوظيفات لهذه الاموال والذين يمكن ان يستفيدوا منها: اولا: الانسان امرأة او رجل المحتاج او المحتاجة وعن طريق الاولوية لمن هو احوج وعن طريق اختيار الاسماء وزيارة بيوتهم وملاحظة واقع حالهم عن كثب وشراء اي احتياج يحتاجوه وليت الذين اكرمهم الله يتطوعون لتلك الزيارات لكي يروا بام اعينهم كم هي هذه العوائل محتاجة ومنكوبة وكم من الاطفال تترك المدرسة لتعمل وتاتي المفخخة لتمزق جسده الطاهر فيذهب حتى هذا المعيل الصغير الى الله يشكوه ظلم الجميع للجميع. ثانيا: الفقراء المنتشرين في الشوارع والذين لايملكون مأوى او سقف يستضلون به من قيض الصيف وقرص الشتاء ويمكن بناء بيوت من غرف متعددة ويسكن فيها هؤلاء ويوظف لهم من هو منهم من هو نشط فييطبخ لهم الطعام ويتعاونون في تنظيف البيت او تشغيل اي شخص من المشتركين في هذا التكافل الانساني المحتاجين في هذا البيت ويعطى الراتب ايضا من هذه الاموال. ثالثا: انشاء مشاغل او معامل صغيرة في البدأ تتطور بعد ذلك يعمل بها هؤلاء المحتاجين والمحتاجات وايضا من الممكن شراء وسائل انتاج مثل ماكنة خياطة او غيرها يمكن من خلالها العمل في داخل بيوت هؤلاء لمن لايستطيع او لاتستطيع من النساء العمل خارج البيت, مثل معمل الخياطة او صالونات الحلاقة او معامل بلاستك وهي لاتكلف اموال طائلة بل قليلة جدا وايضا فتح مطاعم هنا وهناك يعمل فيها من يشترك في هذا المشروع ويعود ريعها لتنمة هذه العوائل وانشاء المستوصفات للعلاج في كل حي او عيادات يعمل فيها خريجي الطب ممن لايجدون عمل او انشاء ورش تصليح السيارات او مشروع شراء سيارات يعمل فيها الرجال كسواق تكسي كشركة واسعة يطلب التكسي فيها بالهاتف ويستطيع من يمتلك اشتراك في هذا المشروع اما تخفيض كبير او بدون ان يدفع اي اجرة وهكذا النقل بين المدن وكل هذه المشاريع تنتشل الشباب من البطالة وتنقذ الكثير من مد اليد والتسول وفقدان الكرامة وايضا تخليصهم من شرور الارهابيين والاشرار والسرقة والسقوط الاخلاقي. رابعا:شراء المولدات الكهربائية الكبيرة للاحياء واعطاء الخط المجاني لتلك العوائل المحتاج وتخليصها من براثن المالكين لمثل هذه المولدات وهم مافيات سلب ويقطعون التيار في احلك الضروف ولايفكروا بمحتاج او مريض يعاني من الحر او الظلام وتشغيل هذه المولدات بواسطة ابناء تلك العوائل مقابل اجر يغنيهم عن الحاجة. خامسا:تحقيق مشاريع الزواج للشباب والشابات الغير قادرين ودفع تكاليف شراء مالايستطيعون شرائه من احتياجات الزواج وايضا الطهور والهدايا لاسعاد الصغار . سادسا: انشاء مراكز رياضية خاصة واندية تدريب على اجهزة الحاسوب او تعليم اللغات وحتى لو كانت في غرفة واحدة او في المساجد او بالتنسيق مع بعض الجهات لتوفير مكان مناسب. سابعا: شراء مزارع صغيرة واشغال اوقات من له رغبة بتربية الحيوانات المنتجة والزراعة في تلك الارض وخصوصا ابناء الريف وحتى في المدن لتحسين البيئة وخلق فرصة عمل تشغل العاطلين. ثامنا:تخصيص ريع بعض الاموال في مجال رعاية المواهب الذكية والاهتمام بها وتنمية تلك المواهب وارسالها في بعثات دراسية خارج او داخل الوطن. تاسعا: تخصيص بعض المال في انشاء مراكز لتنمية هذا المشروع عن طريق الدراسات المناسبة ورفد هذا المشروع بما يحتاجه من علاقات وتنسيق واعلام وتعاون مع منظمات الخارج وطباعة الدعاية والاعلان عنه لكي يكون نموذج وقدوة وفخر نباهي به الامم ونعلمها كيف هو العراقي في وقت المحنة. عاشرا:اذا ما وصلت مراحل هذا المشروع الى غاياته في تحويل الابناء والافراد المشتركين فيه الى حال افضل مما كانوا عليه يمكن مواصلة هذا المشروع تحت اي مسميات كانشاء المعاهد او المصانع لتحسين دخل المشتركين وتوزيع ريع هذا المحصول من هذه المصانع على الجميع بالتساوي . ختاما قد اكون احلم حلما جميلا او قد يقول البعض اسمعت لو ناديت حيا او قد يقول لي بعضهم ماهذه الرومانسية في زمن الواقعية الدموية السادية ووووو ولكن اقولها لاخير في امة يعيش فيها الاغنياء وهم يقولون اننا الفضيلة والفضيلة نحن واخيهم جائع واليتيم ضائع , ويقول المصلين ويل للمكذبين وويل للسارق من جهنم ويهتف احدهم اننا ندعوا الى الحرية والرخاء وانقاذ العراق وشعبه من السراق والدمار والفقر وحين يجلس على كرسيه ينسى حتى عشائه ماهو واقول لاخير في حياة يستطيع الجميع انقاذ الجميع فيها بابسط الافكار ولكن لايفعلون ذلك , وتبا لامة تقول ولاتفعل وويل للذين يدعون الفضيلة ويبتعدون عن بناء قواعدها وترسيخ مضامينها فعلا لاقولا وويل للذين لايكونوا دعاة لأئمة هداهم بغير السنتهم وهو خير العمل وافضله واجوده بقوة الارادة وصلابة التصميم والشروع بالفعل بخير العمل واطيبه واجوده مهما كلف الامر مادام يصب في خير الانسانية . مشروع يستطع الجميع تطبيقه كل في موقعه ومدينته في كل انحاء العراق وهو فكرة قد اكون نسيت الكثير اتمنى التصويب من الاحبة واتمنى ان تتبناه كل الجهات الخيرة وانا اول متبرع واطفالي وحتى يشبع الجائع ويكتسي العريان ويأوي المتشرد الى سقف يقيه اكون قد اقررت عيني بان اتساوى مع المحرومين ان لم اكن اتمنى ان يكونوا بحال افضل مني والله الموفق.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |