|
عمرو موسى: زيارة للعراق أم لصدام؟ حمزة الشمخي
عندما سمعت أن السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية سيزور العاصمة العراقية بغداد، لحضور مؤتمر الوحدة الوطنية والذي يطلق عليه السيد موسى كما يحلو له بمؤتمر ( المصالحة الوطنية )، والذي من المفترض أن ينعقد في إكتوبر الجاري وبحضور ممثلي أحزاب ومنظمات وشخصيات عربية إخرى، إضافة الى ممثلي الإمم المتحدة، حينها سألت نفسي، هل أن حقا عمرو موسى سيزور العراق من أجل العراق ووحدته الوطنية أم ماذا؟ وأن من المعروف سيحضر هذا المؤتمر، الكثير من الأحزاب والقوى والمنظمات والفعاليات والشخصيات السياسية والإجتماعية والثقافية العراقية، من أجل لملمت الوضع العراقي بإتجاه تعزيز الوحدة الوطنية العراقية ومحاولة الخروج من الأزمة الراهنة التي يمر بها الوطن، والعمل على مساهمة وتفعيل الجميع في العملية السياسية العراقية ولكن على ما يبدو أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، كان قد وضع في أولويات جدول عمله لزيارة العراق، هي مقابلة صديقه الحميم السجين حاليا الدكتاتور صدام في سجنه في بغداد للتضامن معه وبإعتباره جزء من عملية ( المصالحة الوطنية ) التي يريدها عمرو موسى ومن أمثاله في هذه الأيام، من أجل تمرير مشاركة ما تبقى من البعثيين في مؤتمر الوحدة الوطنية، والتي بدونهم لا يمكن الحديث عن الوحدة الوطنية العراقية، كما يعتقد عمرو موسى وأزلام وأصدقاء الدكتاتورية المنهارة من العراقيين والعرب ومن هنا أريد أن أسأل الذين وجهوا الدعوة لعمرو موسى لحضور هذا المؤتمر من أجل الوحدة الوطنية العراقية، هل أن جامعة الدول العربية قد سجل لها التاريخ يوما ما، بأنها حلت مشكلة أو قضية عربية، حتى نريد منها اليوم أن تساهم في ترسيخ وحدتنا الوطنية العراقية؟، وهي التي وقفت مع الدكتاتورية بإرهابها وحروبها، وهي التي أيضا بقيت متفرجة على محنة العراق والعراقيين، و أن أمينها العام يطلق على العمليات الإرهابية في العراق ( بالمقاومة الوطنية ). أن هذه الزيارة غير مرحب بها في بلدنا، إذا كانت غايتها الإولى تسويق ما تبقى من البعثيين من جديد في العملية السياسية العراقية، وعدم وضوح الموقف من العمليات الإرهابية الإجرامية التي تستهدف الشعب والوطن، والتي يجب إدانتها بشكل علني من قبل الجامعة العربية وأمينها العام عمرو موسى، لأن السكوت عن الإرهاب أو التشجيع عليه يعتبر من الجرائم الكبرى بحق من يمارس هذا العمل أن العراقيين قادرون على حل مشاكلهم مهما كبرت، ولكن بنفس الوقت إذا جاءت المساعدة الأخوية المخلصة والنزيهة من الشقيق أو الصديق فلا يمكن ردها إلا بالمثل، ولكن إذا كانت المساعدة لا تخدم العراق وأهله، بل إنها من أجل مساعدة أو إنقاذ هذا الطرف أو ذاك، فأن شعبنا يرفضها سلفا ولا مساومة على ذلك أبدا
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |