|
وزير الداخلية نطق نيابة عن أهالي المقابر الجماعية ياسيادة الرئيس المحترم
اولا لم يخطر ببالي لحد قراءة تصريح الرئيس العراقي المناضل جلال الطالباني ان أثير هذا الموضوع لا لعدم أهميته وانما لثلاثة أسباب، سبب شخصي وهو انشغالي في سلسلة مقالات عن أحتمال تهميش الشيعة، وآخر موضوعي لأن تصريحات السيد وزير الداخلية قد أشبعت تحليلا، سلبيا من قبل العرب غير العراقيين، وبعض من الكتاب العراقيين، وقد أوضحنا سابقا دوافع هذا البعض بينما دافع أهل النخوة من الكتاب والسياسيين العراقيين عن تلك التصريحات بغض النظر عن أنتمائاتهم الحزبية، ولسبب ثالث يتعلق بعمق العلاقة الشيعية مع الكورد السنة وخاصة السيد رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني في أيام وشهور وسنين المحن، وكذلك في مشاركتهم السياسية آبان فترة مجلس الحكم عندها دعم الأعضاء الشيعة فيه وبالمطلق الرفض الكردي للمطلب الأمريكي بقدوم قوات تركية لتحل محل الجنود الأمريكان في المناطق الساخنة. وبالنظر لما ظهر من الشيعة من مرونة منقطعة النظير في موضوعة الدستور،حيث أبدوا انفتاحا كاد ان يلامس حد التفريط بحقوق الطائفة مراعاة للوحدة الوطنية. لكن في عراقنا الجديد الباب مفتوح للحوار الموضوعي والنقد الموضوعي الذي يراعي اللياقات وفي نفس الوقت يشخص سلبيات محتملة أنطلاقا من وجهة نظر الكاتب الشخصية. لندخل الى الخبر مباشرة وارجو ان يكون غير دقيقا لخطورته: " أعتبر الرئيس العراقي جلال طالباني، أن كلام وزير الداخلية باقر صولاغ، عن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل «هراءً»، مؤكداً ان تصريحاته، لا تمثل الحكومة العراقية. وأضاف في كلمة ألقاها في «معهد العلاقات الدولية الملكي» في العاصمة البريطانية: «نريد أن نتمتع بعلاقات جيدة مع السعودية، وأن نستضيف سفيراً لها في بغداد». وأوضح أنه ليس من حق وزير الداخلية، التعليق على علاقات العراق الخارجية، وإنما هي ضمن مسؤوليات وزير الخارجية. وتابع انه كان على صولاغ، أن يدع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري «أن يكمل زيارته الى المملكة العربية السعودية، فليس لأحد الحق أن يعلق على علاقات الدولتين، قبل أن ينهي عمله هناك». أنتهى لنعلق بموضوعية قدر المستطاع عليه. أ- ان المهندس باقر الزبيدي وزير الداخلية دافع عن الشيعة وعن الكورد السنة في آن واحد ضد تصريحات سعود الفيصل ومهاجمته مسودة الدستور العراقي الجديد بأنه سيعزز من مكانة الشيعة والكورد على حساب العرب السنة، وكانت هذه التصريحات هي " الهراء" ياسيادة الرئيس العراقي المحترم، حيث انها كانت تحريضية وتتجاوز كل الأعراف واللياقات الدبلوماسية، بل أجحاف بحقنا وكأن الشعب العراقي صاحب أول حضارة هو شعب قاصر يفتقد الى نصائح أجلاف البدو من الوهابية. ب- ان سعود الفيصل أعترف بتحريضه الأمريكان ليتركوا صدام ليقمع انتفاضة المحرومين الشعبانية، لتؤدي الى مئات من المقابر الجماعية العراقية، وتصور لو حدثت تصريحات مغايرة مثلا بأن تستبدل عبارة الأنتفاضة الشعبانية، بعبارة أخرى كأن تكون مجازر الأنفال أو حلبجة، أو مقابر البارزانيين الجماعية التي عثرت عليها في الأمس. هل كان يكون رد أي وزير كوردستاني " أكثر دبلوماسية" من رد السيد وزير الداخلية؟. ج- هل تكون أعادة السفير السعودي الى العراق، كمقابل لتدخل سعود الفيصل بالشأن العراقي، بقوله عن " مظلومية السنة العرب العراقيين " وهم أخواننا وأصدقائنا فيما عدا المتطرقيين والوهابيين والصداميين، وكأن العرب السنة يتعرضون الى أبادة جماعية، متناسيا قول المرجع الأعلى السيد علي السيستاني بأنهم أنفسنا ولا يجوز أبدا ألثأر حتى من المجرمين وترك كل ذلك للقانون العراقي. د- هل على وزير دفاع أميركا مثلا ان لا يبدي موقفا سياسيا، انتظارا لوزيرة خارجيته غير الموجودة في تلك اللحظة؟ ثم كيف كان موقف وزير الخارجية الأستاذ الزيباري بعدها؟ ألم يكن موقفا سلبيا منتقدا لصوت الضمير العراقي، لصوت الساحة العراقية التي شهدت ولازالت غليانا شعبيا عارما ضد مواقف حكام نجد والحجاز. هذا الصوت الذي يعبر عن الشعور بالعزة والكرامة الوطنية التي تطالب الكل في أعادة صياغة العلاقة مع دول الجوار الطائفية المضادة لتطلعات الشيعة في العيش على أرضهم والتمتع بخيراتهم بعد عشرات السنين من الحرمان والتقتيل والتهجير ضدهم. ليبرهن وزير خارجيتنا المحترم بعده عن كل ذلك، وليبدي أسفه هو "لا أسف الغالبية الشيعية " لصدور تلك التصريحات من وزير زميل له في الحكومة. ويقول "نحن نقدر بإحترام موقف وزير الخارجية السعوديإإإ". ليسمح لنا الزيباري بسؤاله من تقصد بنحن؟ وهل كانت لسعادتكم أية ردود على تحريضات الأمير السعودي لعزل الشيعة العراقيين من جديد، أم انك وزير خارجية العراق مطروحا منه الشيعة الذين يمثلون الغالبية العراقية؟ أذن انك تعرب عن رأي الأقلية السنية، وأسمح لنا بأن نستخدم الفرز الطائفي، لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، ونحن نرى أجساد أحبتنا تتناثر وأعراضهم تنتهك ولايحرك الآخرون ساكنا حتى على مستوى الأدانة اللفظية؟ ه- ليس عيبا ان ينحدر انسان من مجتمع البادية أو غيرها منذ مئآت السنين ليعيش في بيئة أخرى، لكن المشكلة تكمن بالذي لا يستطيع التفكير الا من خلال سيده البعير " فلينظروا الى الأبل كيف خلقت" المشكلة بالعقلية المنغلقة وان حصلت على شهادات من هذه الجامعة أو تلك " بطريقة أو أخرى " التي تنتج ثقافة الجمود وتعيش خارج القيم الأنسانية، هكذا حامل لهذه العقلية لا يستطيع الا ان يتحدث بلغة الأقصاء ويمارس القمع المعنوي ويحرض على القمع المادي والأرهاب. من أمثال القيصل لا يستطيعون ترك خيامهم الفكرية، مهما سكنوا من القصور أفخمها وامتطوا من السيارات أفخرها. وأخيرا ان هذه التناقضات لاتساعد على التأسيس لعراق ديمقراطي تعددي يحترم انسانه من زاخو الى الفاو ومن بدرة الى حصيبة. وانهي كلامي كما بدأته برجائي ان يكون هذا الخبر غير دقيقا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |