العراق في متاهات الارهابيين والجامعة العربية

 

 المهندس بهاء صبيح الفيلي

baha_amoriza@hotmail.com

 

 ان زيارة وفد الجامعة العربية للعراق يعطي انطباعاً على ان الجامعة تريد اصلاح الامور بين العراقيين، ولكن الحقيقة غير ذلك، فللجامعة اهداف اخرى غير معلنة، ويستطيع المرء ان يفهمها ويعرفها للتوقيت الذي هبوا لهذه الزيارة، ان الدستور قد كتب وصادق عليه المجلس الوطني بالاغلبية، والدستور معروض على الاستفتاء، واحتمالية تصويت الشعب للدستور مؤكدة من قبل الشيعة والاكراد ولكن كفة الرافضين من السنة متأرجحة لحد الان، فالدستور قد يوافق عليه السنة او انهم يرفضون ذلك، فموافقتهم تعني قبولهم العيش مع بقية اطياف الشعب ورفضهم قد يؤدي الى عزلهم نهائياً عن العراق وهذا ما ادركته الجامعة العربية ولو انها تأتي في الوقت الضائع، وبالتالي ستخسر الجامعة العربية خيرات العراق وسوف تعود هذه الخيرات لاصحابه الحقيقيين سكان العراق من الشيعة والاكراد والقوميات الاخرى في كلتا الحالتين وفي موافقة السنة على الدستور سيصيبهم نصيب من هذه الخيرات، والمشكلة ليست في الجامعة العربية وحدها ولكن المشكلة في العرب السنة العراقيين الذين لا يرضون الا بتسلمهم زمام قيادة البلاد مرة اخرى وهذه الاعمال الارهابية التي تشهدها البلاد خير دليل على ذلك، ولا اعتقد ان هناك تصريح قد صدر عن ادانة الارهاب من العرب السنة لحد الان بصورة واضحة وجلية، ولكن على العكس انهم يحاولون ان يضفوا على هذه العمليات الارهابية صفة المقاومة !! وقد تكون هذه العمليات في نظرهم مقاومة !!! ولكن مقاومة ضد من؟ ان مقاومتهم هذه ضد بقية ابناء الشعب العراقي وخصوصاً ضد الشيعة !! لتحقيق عودتهم للسلطة مرة اخرى .

 ان الاعراب فشلوا من خلال اعلامهم النتن واعمالهم الارهابية من تغير رأي الشعب ومحاولة زعزعة ما في نفوسهم من ايمان وشوق للحرية التي باتوا يتنفسون هوائها، والامور قد خرجت من ايديهم, فلذلك يحاولون للمرة الاخيرة وبضوء اخضر من امريكا الضغط بصورة ما على الشيعة والاكراد وان يرموا الكرة بملعبهم، وذلك بطلب التنازل على الكثير من المباديء التي لايمكن التنازل عنها ومن ضمنها الفدرالية واجتثاث البعث كفكر وكمجرمين مارسوا هذه الافكار ومطالب اخرى !! والسؤال هل هناك اختلاف ام صراع بين العرب السنة وبقية الشعب العراق؟ وما الدور الذي تريد الجامعة ان تلعبه؟ ان المشكلة ليست اختلاف في الاراء وانما صراع بين الجلادين والضحايا، فما زال الجلادين يريدون الحفاظ على وظائفهم والضحايا لايريدون ان يقتلوا مرة اخرى ويريدون ان يعيشوا كبقية الخلق امنين منعمين بخيراتهم، فهذه المعادلة لا تحل الا اذا تخلى الجلادين عن وظيفتهم وهذا ما لايريدون ان يفعلوه او يعزلوا عن بقية العراق وهذا حل اخير وهو المرجح مع الاسف لحد الان!! واما دور الجامعة فهو دور مخزي لا يشرف العراقيين، فالجامعة متورطة مع المجرمين والقتلة الصداميين في الجرائم التي ارتكبت بحق العراقيين بسكوتها عن هذه الجرائم والتبويق للنظام البائد من جهة اخرى، والان تريد ان تقوم بدور المصلح ولكن على حساب الشعب وانتصاراً للسنة فقط والتكلم عن الحيف الذي اصابهم ولا نعرف ما هو الحيف الذي اصاب العرب السنة؟ لماذا لا يضعون النقاط على الحروف ويقولون انهم فقدوا السلطة والى الابد؟ لماذا لايقبلون بالواقع ويختاروا طريق صناديق الاقتراع، وينسوا عنجهيتهم وتسلطهم ليعودوا الى صفوف الشعب، وينبذوا الافكار البالية من تكفيرية وبعثية ؟ فالنداء الى العرب السنة ان يقبلوا بالواقع ويقبلوا العيش كمواطنين وان يتخلوا عن الدرجات في المواطنة( حيث كان العرب السنة من الدرجة الاولى في العهد البائد) ونداء الى القيادة العراقية وخصوصاً الشيعية ان اي تنازل لحقوق الناس يضعكم في كفة الخاسرين وتفقدون مصداقيتكم عند الشعب.

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com