لنجعل من الأستفتاء يوما للوقوف ضد التكفيريين والصداميين

المهندس صارم الفيلي

ماجستير هندسة توليد طاقة
 sarimrs@hotmail.com

sarimrs@tele2.com

 غدا أن شاء اللة تعالى يذهب العراقيون الى صناديق الأقتراع ليقولوا نعم للدستور  الذي كتب بمحصلة أرادات ورغبات الجميع بالرغم من وجود أختلافات في تسلسل أولوياتهم ومواقفهم السياسية , وهذه هي التعددية التي أوجدت الديمقراطية في الأساس فلوكان الجميع بذوق مفاهيمي واحد , لأنتفت الحاجة اليها , ولكانت الديمقراطية , وآليات الديمقراطية من أستفتاءات , وأنتخابات مجرد ترف ومضيعة للجهد والوقت . كانت ولادة الدستور صعبة جدا لسببين أساسيين . الأول وبأختصار كان تباين الأولويات عند كل قائمة , أوضمنها .مع اتفاق الأغلبية الساحقة من العراقيين في الجمعية الوطنية على تبني المفردات الدستورية التي وردت . والأسس العامة التي تقع في دائرة الحصول على السيادة الكاملة غير المنقوصة , بأنهاء كل آثار وجود القوات الدولية بقدر ما تسمح به ظروفنا الداخلية , وتوقيتاتنا الوطنية , وتتضمن محيط هذه الدائرة أيضا رغبة الجميع في عدم السماح للتدخل الأقليمي أو الدولي في شؤون العراق الداخلية , بما يمس بسيادته, أو يضر بمصالحه, أو يربك أمنه واستقراره وسلامته أو يعرض وحدة أرضه وشعبه للتزعزع. وفي داخل هذه الدائرة كانت تقع مفردات توافق كتاب الدستور عليها , وهم في معظمهم منتخبون من قبل الشعب العراقي , فهو عقد التوكيل , الذي يلزم الموكل , بفتح الكاف على أطلاع ثم أخذ رأي موكله, بكسر الكاف, وبتعبير اليوم أستفتاءه . هذه
المفردات يمكن أستعراضها أجمالا كأسس عامة , مثل الفدراليةأو اللامركزية " تركت للمحافظات ان تقررها لاحقا وفق آلية واضحة , وأساس
الأسلام كهوية لغالبية الشعب العراقي يجب أحترامها , دون قيام دولة دينية , وهنا ظهر أحترام مبادئ الديمقراطية والعدالة وحقوق المواطنة كتأكيد وتطمين لغير الأسلاميين , بأن الأسلام كدين جاء لتحقيق أهدافا في الدنيا تتضمن هذه المتبنيات , بالأضافة الى أبعاده الأخرى . كل ذلك للوصول الى السلام الداخلي ومع دول الجوار وكل العالم . وادرك واضعوا الدستور عدم أمكانية تحقيق كل ما أشرنا له بدون وجود نص يفصل بين السلطات الثلاثة , التشريعية والتنفيذية والقضائية , فكان كذلك .ولا ننسى أساس وحدة شعب وأرض العراق . رغم كل ذلك خرج الجميع متوافقين , رغم تباين درجة التنازلات التي قدمت من هذا الطرف أو ذلك , فهي في النهاية تؤدي الى تعميق الثقة بين مختلف الأطراف لتتحول , الى مفهوم آخر يمكن ان نسمية أنصاف متباين بدرجتة, وقد ذكرت في مقالة سابقة ما قدمته قائمة الأئتلاف العراقي الموحد مما هو مميز في هذا الجانب ,لأنهم لم ينظروا الى الأمر كمكسب للكتلة البرلمانية التي يمثلونها , بقدر ما أعتبروا كل ذلك نجاحا للعراق, للعراقيين, للديمقراطية, للبناء, للمستقبل.

وبذلك فأن الذي يستهدف أفشال العملية, فحتى لو كان ذلك من قبيل التنافس مع الخصم السياسي، فلا يمكن تبرير خطة الأفشال أذا ثبتت بحسن النوايا .لأن ضرر فشل الأستفتاء سينتج عنه معادلة غير واضحة المعالم , وربما فشلا للعملية السياسية برمتها, أو تهديدا لوحدة العراق الفعلية , لأنها تتضمن تعميقا لشرخ نفسي أوجده الأرهاب والقتل على الهوية الطائفية . فعندها يفهم الرفض -لاسامح اللة- على أنه رفضا لبداية عهد جديد يتسم بالحرية والكرامة والتعايش بعيدا عن الأقصاء والأستبداد .
لأننا مشخصين لفئة التكفيريين والصداميين الذين يبيحون كل ما هو كيدي من أجل تحقيق هدف الأفشال هذا .
السبب الثاني لصعوبة هذه المرحلة , اننا وضعنا في أطار توقيتات قانون أدارة الدولة الموقت , الذي نريد أن ننتهي منه الى دستور عراقي , يعجل من رحيل قوات الأحتلال أو المتعددة الجنسية , لم يعد الفرق في التعريف مهما للعراقيين. ولهذا يقول لسان حال معظم العراقيين لأخوانهم في الوطن من المحافظات الثلاثة التي تبدو متأرجحة بين قول , نعم , وبين ضغوط من يريدهم مشروعا طائفيا , وربما غير عراقيا .أيها الأخوة اننا متعبون أمنيا وأقتصاديا ونفسيا , فلماذا نتعب أنفسنا أكثر ونزيد من طول معاناتنا ونعمق من شرخ وحدتنا . ياأخوان ان كل موقف تتخذونه سوف تتحملون مسؤوليته التاريخية أمام سواد العراقيين , وأمام اللة سبحاته وتعالى لأنكم , عندها تكونوا بعيدين عن صفات رسول اللة (ص) بتحمله وعيشه هم المجتمع (قد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) . لا تخطئوا ياأخوان كخطأ عدم مشاركة معظمكم في الأنتخابات السابقة , أخضعتم أنفسكم لمنطق من أبتز أغلبية الشعب العراقي , ليدعي بعدها انه غيب " بضم الغين" وأقصي عن الأنتخابات ,وهو كان مدعو للمشاركة فيها, وهم من أقصوا غالبية العراقيين لثمانيين عام " نبدأ من تكوين الدولة العراقية" . أن منهج سلخ الشرعية عن الأنتخابات وعن الدستور هو توأم للمنهج التكفيري .
لأننا سوف نكون في شك يقترب كثيرا من اليقين من معاييركم التي توزن بها أمور الوطن , وتعرفون بها الوطنية .
فكوا أرتباطكم مع البعث الصدامي والتكفيريين , أنتفضوا عليهم , أنتصارا للوطن .ولأنفسكم .أن الله سوف يحاسبنا فردا فردا سيقول لقد أعطينا كل واحد منكم عقلاً وحملت هذا العقل مسؤولية بناء الحياة فلماذا لم تستخدموه لغايته؟ أعطيت كل واحد قلباً ينتج في نبضاته المحبة فلماذا صنعتم منه الحقد,أعطيتكم طاقة من أجل أن تنتج العدل فلماذا صنعتم منه الظلم والهدم؟
أذا كنت تحب العراق وشعب العراق , فوافق على الدستور , كحلقة مهمة من سلسلة تقود بنا الى أنهاء كل أفرازات الأحتلال. وأذا أردتم ياأخوان ان نصنع لوطنا مستقبلا مشرفا , فعلينا أن نؤنسن الوطن وأن نؤنسن أنسانيتنا في دواخلنا , عليكم ان تكونوا أنفسكم لا أن تكونوا صدى للآخرين الأشرار المجرمين من الذين يستخدمون عنف الفكر ضد من يحمل فكرا آخر, وعنف الموقف ضد من يحمل موقفا آخر , من الذين لا يعتبرون الحوار قاعدة تتحرك عليها الحقيقة . بل القتل وسفك الدماء وهتك الأعراض هو الأساس عندهم .نرجوكم ايها الطيبين ان تمدوا ايديكم لأخوانكم من الأغلبية الساحقة التي تتطلع بفكرها ووجدانها للحياة الجديدة . لنحرص على بعضنا البعض, ولنتألم لآلام بعضنا البعض, ونحن في شدة على المستوى المحلي والأقليمي وعلينا ,أن لا نضيف شدة إلى شدائدنا، فكروا في الله قبل أن تفكروا في عصبياتكم وطائفياتكم وحزبياتكم ومناطقياتكم, لأن الكل سوف يقف أمام الله ليجادل كل واحد عن نفسه, فلتستغلوا هذه فرصة الأستفتاء كي تمدوا ايديكم لأخوانكم لننهي كلنا أيام المحن والمواقف الحرجة ونقف جميعا أمام التحدي الحضاري . لنجد اللة سبحانه وتعالى سيغدق علينا جميعا الرحمةوالمغفرة والرضوان .
 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com