الفضائيات الكوردستانية ، هل هي فضائيات كوردية أم عراقية؟؟

فينوس فائق / هولندا

venusfaiq@yahoo.co.uk

دار بيني و بين صديق كوردي حديث حول الدستور العراقي و هل أن الكورد مستفيدين من الدستور أم لا و على من تقع المسؤولية في حال عدم رضا الكورد من الدستور ، فألقى الصديق اللوم على العرب العراقيين و كيف أنهم يهضمون حق الكورد ، و تكلم بشيء من التعصب و التشنج ، علماً بأنني أوافقه في تعصبه شرط أن يكون في حدود إحترام الآخر و الإعتزاز بالأصل و القومية ، أما التشنج فلم أوافقه عليه .. لأن التشنج لا يأتي بأي نتيجة كما التساهل و التنازل لا يأتيان بأي نتيجة..

عندما يصل الحديث إلى حدود التوجه الكوردي نحو القضية الكوردية و التعصب القومي ، التوجه العراقي و الإنتماء العراقي ، يتهم الكل (العراقيون العرب غالبيتهم) يتهمون الكورد بالتعصب القومي الأعمى و أنهم يطالبون بالفيدرالية من أجل تحقيق غايتهم في تقسيم العراق ، و من أجل التمهيد لمشروع الإنفصال و إقامة الدولة الكوردية ، هذا هو التفسير التقليدي الدائر حالياً بين كواليس السياسة و حتى عامة الناس في العراق..

في حين أنني أرى العكس تماماً ، فلو قسنا المسألة من زاوية أخرى ، لوجدنا العكس تماماً ،

 لوجدنا أن الفضائيات الكوردستانية و التي هي (كوردستان TV ، و كوردسات و زاكروس (التآخي)) هذه القنوات تنشر الوعي العراقي بشكل منتظم بين الناس أكثر و هي تقوم بحملات إعلانية واسعة النطاق للدستور و التصويت له بنعم أكثر من القنوات العربية العراقية الأخرى ، فالقنوات الكوردستانية عندها بث تلفزيوني ثابت باللغة العربية يومياً و لساعات و برامج عربية و تبث أغاني عربية و تستضيف الوجوه العربية من كل المجالات الفكرية ، السياسية ، الثقافية و الدينية و غيرها من المجالات الأخرى ، في حين أن هذا التوجه يندعم تماماً في الفضائيات العراقية العربية و التي هي (الشرقية ، العراقية ، الفيحاء ، الديار ، البغدادية ، و لا أدري إن كانت هناك قنواة أخرى نسيت ذكرها) ، التي لم تذع لحد اليوم حتى أغنية كوردية و لا حتى عندهم بث كوردي و لو لدقائق ، و يقولون أننا نريد عراقاً موحداً للكورد و العرب و باقي القوميات الأخرى ، و هم لا يستضيفون سوى الشخصيات الكوردية الذين يتقلدون مراكز في الحكومة ، غير ذلك لم يحدث و لا مرة أن إستضافت ولا قناة أي شخصية أدبية أو ثقافية أو دينية أو من أي المجالات الأخرى ، ولو لذر الرماد في العيون ، و من أجل أن يثبتوا صحة كلامهم و إدعائهم أنهم يريدون العراق بكل قومياته ، أين اللغة الكوردية في الأجهزة الإعلامية العراقية ، تلفزيون ، إذاعة أو اي مجال آخر..

هذا يؤكد بطلان نظرية البعض في أن الكورد متعصبون ، بالعكس قائمة التحالف الكوردستاني اليوم لا يمثلون الحلم و المطامح الكوردية بقدر ما يمثلون المطلب العراقي و الداعين إلى عراق موحد ، و هذا ما يدعوا إلى القلق عند الكثيرين و أنا على رأسهم..

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com