من وحي البرلمان!

جواد كاظم خلف

kalafj@yahoo.fr

 

عندما كنا صغارآ ، لم نكن لنستطيع مشاهدة أفلام السينما المتجدده كل شهر بسبب نقص ,,التمويل،، أو بسبب المنع !.... كنا  نجمع ثمن التذكره,,40 فلس،، من المجموعه بمساهمات متفاوته، 5 فلوس من هذا وعشره من ذاك ....أحدنا يتقدم ,,للترشيح،، لمشاهدة الفلم وسرده متوعدآ جودة السرد  التي تتفوق على الفلم ذاته!! ,,حالفآ،، برأس أمه وأبوه إنه سليم السمع والنظر ولم يشكو ذلك إلى الطبيب أبدآ!! .... نحن ,, المقترعين!،،  تهمنا ذاكرة المرشح!ليسرد الفيلم بالتفاصيل الصغيره فضلآ عن الكبيره ، رغم إن مرشحنا ساقط في جميع الدروس إلا إنه يقسم بأغلظ ألأيمان إن ذلك محظ أختيار ولو أراد أن يكون ألأول على الصف لحصل على  مبغاه متى ماشاء!!

بعد قليل من إلحاحه يحصل على ثقة ,, المجلس،، ونرافقه إلى باب السينما مع وصايا ونصائح، لاتنام ...أحذر من الهروب بعد الفيلم ....الخ، ...  المشترك ب 5 فلوس مثل الحزب الصغير ليس من حقه توجيه ألأسئله الكثيره ,,للعضو المنتدب،، أما أبو ال20 فلس فأنه يسأل عن كل شارده ووارده ، شكل البطل، أسمه، سلاحه، من هم ألأعداء ، كيف بدأت  المشكله ؟.... الخ ....كان سلوك ممثلنا العتيد يختلف بعد خروجه من مشاهدة الفيلم !...شارد الذهن غالبآ ولابد من ,,جر ياخته قليلآ ،، ليروي لنا بالتقطير!كان يتحجج أنه لم يفهم القضيه لأن كل شيئ بالأنكليزي ولكنه يستدرك إن كل شيئ أنتهى على خير وإن بطل الفيلم كان يضحك في النهايه وعلى أتم الصحه!.... نعود أدراجنا حاقدين!! على  هذا الملعون الذي أدخلناه إلى السينما وبعدها يتحدث لنا بتثاقل ويدعي إن الموضوع لايستاهل الحديث!....كان ممكن له أن يهرب من باب آخر ك ,,حازم الشعلان،، ولكنه لم يفعل منتظرآ ثقتنا للمره القادمه ولكن ,,هيهات منه الذله!،،!

بطل الفيلم مؤخرآ كان ملك الوهابيه حيث أدلى مبتسمآ بحق المرأه السعوديه بسياقة السياره دون تفاصيل، هل السياره ستكون بماطور أم بدونه؟ كيف ستكون ألأشاره ،بغمزه أم بهمسه؟..هل تحتاج السائقه لكيس ينتفخ!عند وقوع حادث بأعتبارها ملفوفه أصلآ؟ ثم وهذا ألأهم هل يتركها أولاد ,,الحلال،، لتمر دون عوائق؟ وما هو تأثير كل ذلك على البيئه؟,,أقصد زيادة الهورنات!،،....وهل كان لتصريح وزير داخليتنا عن ,,بعران،، السعوديه ألأثر ألأيجابي في أصدار القرار؟؟.... كل هذه ألأسئله وأكثر ستكون محور أجتماع مجلس المطاوعه الثوري!! ...

سأل صدام  عزت الدوري عن سر نجاحه في أنتخابات أفتت للريس بنسبة 100%، أجاب ألأخير ، لم نحتسب ال ,,لا،، سيدي!!....في أستفتاء الدستور ألأخير كلمة ال,,لا،، ليست شرعيه!!....لم أكتب مقالآ واحدآ بمدح أو نقد الدستور وفضلت ألأنتظار إلى مابعد التصويت ..لماذا؟ أنا عراقي لدي عقده من ال,,نعم،،!!أولآ وثانيآ الدستور لايمثلني  ,,شخصيآ،، في محتواه.....على الجانب ألآخر  ، لابد من التصويت بال  ,نعم، بسبب  آلآف الضحايا ولابد من الوفاء لذكراهم ، لابد من طمأنة أراملهم وأطفالهم  وبقية أحبتهم.. ، لابد أيضآ من صفعه للأرهابيين  وأحلامهم المريضه بعدم ألأستقرار....لحسن حظي لم أكن مشمولآ بالتصويت ! ولذلك  لاأعتبر نفسي هاربآ!...هم ثقيل أزيح مني ، ال ,,نعم،، فيها وفاء للضحايا ولكنها تزييف لذاتي وال ,,لا،، تمثل حقيقة مآخذي على الدستور ولكنها مكافأه للمجرمين  وبين حانه ومانه خرجت سالم مسلح بفضل المفوضيه التي أعطت صوتي لصدام!!!

في ألأنتخابت القادمه الخيارات محدوده أيضآ ، لايحق لي أن أختار منافقآ أو مجرمآ أو سارقآ يهرب من الباب الخلفي,,للسينما!،، ولا متحالفآ مع القتله ...يجب أن يكون ذو نظر بعيد وسمع مرهف وذاكره جيده  ويروي كل شيئ بصدق ولا يدعي إن الفيلم بالجمعيه الوطنيه كان,,بالأنكليزي،، ، نريد برلمانآ  يبني دوله ولا يشبه ,,المطاوعه،، بشيئ،  ولابد هذه المره من أحتساب ال,,لا,, وال,,نعم،، وكلاهما شرعيتان..!


 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com