|
ثقافة الثأر الثأر من الضغط على الزناد ...الى القتل بالقلم محمد رشيد
ان مفردة (ثأر) تحيلنا الى المجتمعات القبلية وتحيلنا ايضا الى شخص (مغتصب) بفتح الصاد حقه في مجالات عدة منها (الشرف او المال او الارض )او اي شيء آخر من حقوقه الشرعية لذا عليه ان يسترد حقه لكي تتوازن كفتي الميزان وبما ان المجتمعات القبلية ينعدم فيعا الحوار والنقاشات التي تقودنا دائما الى بر الامان تطفو حالة الثأر على السطح لتنهي المشكلة في تصورهم وبذلك يجند المغتصب (بفتح الصاد) مالديه وعشيرته من طاقات لكي يتلذذ في نهاية المطاف بنشوة الانتقام (الثأر)فيحسب نفسه حينها منتصرا على عدوه بأسترداد حقه واكثر منه بمرات عديدة وفجأة يتحول الضحية الى قاتل و(مغتصب) بكسر الصاد حينما تضغط سبابته على الزناد وتستمر هذه الحالة ويتكرر هذا المشهد وتسيل دماء كثيرة وتذهب سدى ارواحا بريئة بسبب هذا التخلف وهذه العنجهية ...اما في مجال الثقافة ولظروف قاهرة مر بها بلدنا ابان تلك السنين العجاف التي مررنا بها بين مطرقة الحروب وسندان الحصار تسللت هذه الكارثة (الثأر الثقافي)خلسة في وسطنا والفرق كان بدلا من ان يضغط على زناد مسدسه راح يقتل زملائه بقلمه من خلال كتابة التقارير المضللة التي اودت برقاب الكثير من الابرياء والكل يعرف ان لفعل الكلمة في بعض الاوقات اقوى من حد السيف واشد فتكا من فعل الرصاصة وهذا ما فعله الكثير من الذين باعوا ضمائرهم واحتسبوا ظلما على وسطنا الثقافي وعلى الرغم من اننا نحن الشرقيون يقبع في دواخلنا شيء من نبل الاسد الذي يرفض النقاش يفترض من المثقف الحقيقي اينما كان ان يبتعد تماما على هذه الارض الملغومة والمهاترات يقول كونفوشيوس :(يجب على الفتيان ان يتعلموا البر في بيوتهم ,والاحترام في مجتمعهم ,وعليهم ان يكونوا ذوي ضمير وشرفاء ,وان يحبوا الناس,وان يتصلوا بالمهذبين من السادة ,واذا ظلت لديهم بقية من الحيوية بعد اداء كل هذه المهام كلها فعليهم ان يدأبوا على المطالعة)ومن المؤكد ان المثقف يجب ان يتصف بمميزات اكثر من الذي ذكره كونفوشيوس.اتسائل دائما كم واحدا في وسطنا الثقافي يحمل هذه الخصال..... ؟؟؟؟ الجواب :هو العدد قليل جدا اذا ما قارناه ب(حملة الهويات)التي وقعت دون ضوابط . ان تسلل (الهؤلاء) الى الوسط الثقافي هد البنية التحتية للثقافة ومزق نسيج المحبة لقد فعلوا ما فعلوا الى حد وصل البعض من المثقفين الاصلاء التنكر لانتماءه لتلك المؤسسات الثقافية وانا في يوم ما اطلقت على احدى المؤسسات (افتراق الادباء)بعدما كان الاغلبية في زمن ما يتباهون لانتمائهم لها.ان اخطر ما لمست في تلك السنين التي مرت هو ان هنالك اشخاص في وسطنا الثقافي تقمصوا شخصية المغتصب "بفتح الصاد" وصدقوا هذا الدور وهم في الحقيقة بعيدون كل البعد عن هذه المفردة ولكن لفشلهم (وهذا متوقع) في تحقيق ما وصل اليه بعض زملائهم من نجاحات (اعلنوا)فجأة بانهم مضطهدين ومهمشين و..و..ومغتصبين"بفتح الصاد" لكي يقنعوا انفسهم المريضة ومن حولهم ذوي العقد النفسية ليصبح عندهم الحق والشرعية التي تؤهلهم للنيل من الاقلام الشريفة التي كافحت وناضلت وحفرت في الصخر لكي يسطع نجمهم مثلا توقفت عند حالة فاز اح الشعراء بجائزة وشاعر آخر شارك في نفس المسابقة ولكنه لم يفز راح الثاني يحقد عليه ويتصور ويقنع نفسه قسرا بأن الشاعر الفائز اغتصب حقه حينما فاز بالجائزة واما تلك الجائزة فهي من حقه وعليه ان ينتزعها منه قسرا ولما لم يجد مخرجا قانونيا تراه شن عليه الحروب بأقبح صورها علما ان الشاعر الذي فاز لايعرف اي شيء عن هذا الذي حصل ولم يتعرف اصلا على هذا الذي شن ويشن حروبا عليه في السر وفي العلن . حالة اخرى كنت شاهدا عليها قاص حصل على تكريم من مؤسسة ثقافية معينة وآخر بعيد تمام البعد عن صديقنا الذي حضي بالتكريم راح الاخر يكتب التقارير ضده بأنه عميل لجهة مشبوهة ضد بلده وانه يقود مؤامرة كبيرة خطرة وبفعلته هذه كادت ان تطير رقبة الاديب المكرم لولا ارادة الله الحافظ وبعض المخلصين الذين مزقوا مئات التقارير المضللة . حالة اخرى ايضا كنت شاهدا على بعض جلساتها روائي من روائينا الشباب لديه طموحا بأن يكون روائي عالمي ومشهور وهذا حق من حقوقه طبعت اولى رواياته دار نشر اجنبية محترمة راح الفاشلون يشنون عليه حملة شعواء في السر والعلن بأنه وبأنه وبسبب هؤلاء الفاشلين الذين لم يتجاوز نشرهم الصفحات الثقافية الرديئة والتي كانت تنشر لهم بسبب مناصبهم (الحزبية)وقصائدهم (المداحة)تم تخريب جانب كبير ومهم من الثقافة في بلدنا لااريد ان اذهب بعيدا بتاريخ 25/3/2001 نشرت مجلة الصدى الاماراتية موضوعا تحت عنوان (دار القصة العراقية اصبحت محجا للادباء العراقيين) وفيه اشادة كبيرة لنشاطات الدار المتنوعة بأستضافتها وتكريمها الرموز الثقافية المهمة وانها الدار الاولى في العراق وان ميزتها ولدت في زمن الحصار وانها لاتمول من الحكومة وانما تمويلها يتم بشكل شخصي الى آخره علما ان دار القصة العراقية كانت المتنفس الثقافي الحقيقي والوحيد في مدينة العمارة المدينة التي همشت بقصدية في كل مجالات الحياة هذه الدار استقطبت ادباء وفنانين وكتاب مهمين جدا من المحافظات والعاصمة بغداد من خلال الملتقيات القطرية للسرديات والحلقات النقاشية والاستضافات التي حققت اجواء ثقافية حقيقية مفتقدة وبذلك حققت مكسبا ثقافيا كبيرا فبدلا من ان ادباء المحافظات كانوا ينشدون بغداد حيث الشهرة والاضواء الاعلامية و..و..راح اغلب الادباء المهمين من بغداد والمحافظات يحضرون الى دار القصة بمحبة ولهفة لعقد ندواتهم واماسيهم والحديث عن تجاربهم الابداعية وهذا الفضل يعود الى الثوابت التي وضعتها الدار ضمن سياقات عملها منذ ولادتها حيث اهتمت بشكل دقيق على احترام الوقت ودقة المواعيد في الحضور في وقت كانت حتى وزارة الثقافة والاعلام تفتقر لمثل هكذا تقليد حيث كانت تبدا الفعاليات مع قدوم المسؤولين .اذكر مرة تأخر القاص عبد الستار البيضاني على موعد بدء الاحتفالية بمناسبة صدور مجموعته القصصية "مآتم تنكرية"ثلاث دقائق فقط بسبب احتفاء احد اصدقاءه القدامى عند مروره بشارع التربية وهو متوجها الينا وعندما حضر فوجيء بأننا بدأنا الاحتفالية مما اشاد بأحترامنا للوقت والجمهور الذي حضر وتفاخر بالاعتذار عن تأخره غير المقصود وقال :انه لشيء رائع احضر تقليدا ثقافيا غيب عن قصد نحن بأمس الحاجة اليه .اضافة الى ذلك استقطبت دار القصة اسماءا مهمة احترمت ماضيها وانتمائها الحقيقي للثقافة مثل (القاص كاظم الاحمدي / الاديب محي الدين زنكنة / القاص فرج ياسين / الناقد سليمان البكري القاص جاسم عاصي)وغيرهم وكرمت ادباء وفنانين وكتاب ب(قلادة الابداع)وهو ارفع وسام منحته الدار الى المبدعين الذين تيمموا بتراب الوطن وتوضأوا بنور الحرف وصلوا بمحراب الكلمة وهذا التكريم لم تجرأ ان تمنحه حتى وزارة الثقافة والاعلام آنذاك خصوصا وان اغلب الادباء المهمين الذين اشادوا بنشاطاتها ومنهنم القاص محمد خضير والقاص احمد خلف والقاص جاسم عاصي والشاعر كاظم الحجاج والقاص محمود عبد الوهاب والدكتور حسين سرمك والروائي عبد الخالق الركابي كما ان هنالك اشادة وصلت لنا من خارج العراق من الروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي في تونس وكان عنوانها (تحية لدار القصة في ميسان العراقية)منشورة في جريدة الشروق التونسية يوم 13/1/2000 وبدل ان يتكاتف الادباء في ميسان في دعم هذه الدار ويتفيأوا بظلالها الثقافية الوارفة راح بعض المحسوبين على الوسط الثقافي يشنون هجوما على دار القصة ولم نجد مبررا واحدا لهذه الهجمة المنظمة سوى انهم اعلنوا الحرب عليها بسبب تكريم دار القصة (ابطال مسلسل مناوي باشا)وهل يعقل هذا؟؟الى حد وصل البعض ممن يحملون هوية اتحاد الادباء في ميسان ان ينشروا بيانا في جريدة الزوراء الذي كان يشرف عليها عدي صدام حسين يوم 5/9/2002 عنوانه (ادباء ميسان يعلنون برائتهم من دار القصة)موقع هذا البيان من تسعة اشخاص ولانريد ان نعلن اسمائهم لاننا سامحناهم علما ان ال(التسعة) ظللوا الرأي العام كون عدد الادباء في ميسان هو (43)اديب والشيء الاخر كل الذين وقعوا هذا الابيان ارتكبوا خطأ قانونيا صارخا سيحاسبون عليه مستقبلا بسبب انهم ليسوا اعضاءا في دار القصة ولم يحضروا يوما اي نشاط للدار سوى ان البعض منهم ارادوا من الدار ان تكرمهم ب(قلادة الابداع)ولكن ادارة الدار رفضت طلبهم بشكل مؤدب بسبب عدم توفر شروط التكريم بانجازهم فهل يحق للدار التي كرمت الروائي عبد الخالق الركابي والشاعر عيسى الياسري والقاص جليل القيسي والفنان عزيز خيون ان تسفه القلادة وتمنحها لشاب مشكوك في نتاجه ؟؟او تمنحها لشعراء (مداحين)؟؟ هذا لن يحصل ابدا طالما هنالك ضوابط ابداعية في منح هذه القلادة ونتيجة لنشر هذا البيان واشياء اخرى جرت خلف الكواليس اغلقت دار القصة العراقية وجمدت عضوية القاص محمد رشيد من اتحاد الادباء في العراق الى يومنا هذا حسب الكتاب المرقم (7) والمؤرخ في 28/8/2002 الصادر من اتحاد الادباء والكتاب واحيل الى مجلس تحقيقي في وزارة الداخلية مما احزن الوسط الثقافي كثيرا ولم يكتفوا بهذا القدر راح عرابهم يكتب تقريرا مرفق به ادة الجرم (جريدة الزمان ) الصادرة يوم 15-16/4/2000 التي كانت تصدر في لندن نشر في صفحاتها الثقافية موضوع (احتفاء بجديد جاسم عاصي)مساقط الضوء تحت الضوء بقلم محمد رشيد مما وضعوني في ورطة كبيرة وحده الله يعلم كم دفعت لكي انجو من هذا الفخ وللامانة التاريخية الى حد هذه اللحظة لا اعرف من الذي ارسله ونشره في جريدة الزمان لكنني ارسلته الى احدى الصحف المحلية آنذاك ولم ينشر حينها وجاءت النتيجة بأنني انشر في صحف مشبوهة معادية للنظام وحصل الذي حصل الذي اريد ان اقوله ان وسطنا الثقافي مليء بهذه النماذج واعتقد من المهم جدا ان نتوقف عند هذه الحالات المرضية لكي نشخصها عن كثب حتى يمكن معالجتها ,ان هذا الذي حدث (الثأر الثقافي)غير المبرر بالمرة والذي يحدث بأستمرار طالما لم يجدوا (الهؤلاء)رادعا قانونيا واخلاقيا يضعهم عند الخطوط الحمراء وان الكارثة العظمى ان (الهؤلاء)يتصوروا كل هذا الذي فعلوه لمهاجمة الادباء الذين نجحوا وحققوا حضورا مهما في خارطة الابداع على الرغم من المعوقات الحقيقية التي وضعتها سياسة الدولة والمصطنعة التي ابتكروها هؤلاء الفاشلون هو الصواب بعينه في حين الذي حصل هو كارثة ثقافية لاتغتفر بل هي اورام خبيثة ابتلى بها جسدنا الثقافي لسنين طوال لاسباب كثيرة لذلك نحتاج اليوم الى جراحين مهرة لكي يستأصلوا هذه الاورام السرطانية حتى لاتنتشر بشكل يأتي يوم نستأصل فيه جسدنا الثقافي كله .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |