سقيفة
محتملة لتهميش الشيعة (4)
في الجزء السابق انتهينا بالسؤال : ماهي خطط
وآليات سقيفة عمرو موسى , وما أعددنا لها من دفاعات لحماية حاضر ومستقبل
العراق؟
قبل الأجابة علينا ان نذكر بأن تحركات عمرو موسى هي نتيجة لمحصلة أرادات دول
عربية تمارس العداء المذهبي الصريح ضد شيعة العراق , في المجالات الفكرية
والسياسية وما لها من أبعاد أخرى كالبعد الأقتصادي . ثم ان هذه الدول تعتبر
محميات عسكرية أو أقتصادية أو الأثنتين معا لأمريكا التي أرادت وتريد لمشروعها
السياسي في العراق ان يتجة بالضد من تطلعات الشيعة أو على الأقل ان لاتكون هذه
الأغلبية تتصدر المشهد السياسي في العراق , لأن الحكام يسهل تطويعهم من قوى
الأستكبار العالمي , ان كانوا لايتوفرون على القاعدة الجماهيرية في داخل دولهم
, عندها يكونوا أدواتا في خدمة مشاريع ليست , على الأقل في أغلب الأحيان,
بالضرورة متفقة مع المصلحة الوطنية , هكذا حكام تسهل أزاحتهم من عروشهم أو
كراسي حكمهم ان حادوا عن ماهو مرسوم لهم . وهكذا نرى ان " الديمقراطية"
المقبولةأمريكيا أذا رغبت أن تكون هناك ديمقراطية في الدول العربية , هي تلك
التي ترسم خطوطها وتوازن تركيباتها ويتم التحكم بأتجاه مسارها من قبل القوة
العظمى وعن بعد بواسطة أحصنة طروادة من كبار ضباط الجيش والأجهزه الأمنية
والأستخباراتية , وهي تشبه الى حد كبير تلك الموجودة في تركيا حيث الخطوط
الحمراء التي تظهر على السطح بين الحين والآخر عند المنعطفات الكبيرة التي تنذر
بتحولات نوعية في الوجه السياسي للبلاد لاتنسجم مع ما مرسوم لها . وهنا يمكن في
الحالة العراقية أن تستعين أمريكا ببعثييها " وان كانوا ينتمون أجتماعيا للشيعة
ولنا وقفات ان شاء اللة مع هذا الأمر مجددا في ضوء تحرك الأحداث بسرعة " ,وفي
أسوء الأحوال ممكن لها أن تقبل بشيعة غير بعثيين من طالبي السلطة على حساب
المبادئ والثوابت الأسلامية " وان كانوا في الدائرة الأسلامية " . ممكن أن تجد
حينها من يمتلك من الصنف الأخير لصفات نفسية تنسجم مع تحقيق مصالح الذات
القميئة في سعيها للحصول على المناصب والأمتيازات أو البقاء فيها ,على حساب
الأغلبية المضطهدة بتجييرها لتضحياتها , وقد لم يضحي هوأو عائلته ولم يكتوي
بنار أفئدة مئآت الآلاف من الذين فقدوا أحبتهم ولم يجدوا حتى عظامهم في أرض
المقابر الجماعية.عندها لانستطيع أن نعذر هذا أو ذاك , بل سنشير اليهم بأصابع
الأتهام , حيث ستضعهم الأغلبية الشيعية في خانة الطبقة الطفيلية " رحم اللة
الشهيد محمد باقر الصدر" , مع من يرتدي جلد الحرباء ليكون مزايدا على الوطنية
واللبرالية كما كان مزايدا على الأسلام المحمدي العلوي الأصيل , لا لشئ الا أن
يكون في الطليعة مع كل تغيرات سياسية تحدث , فقد كان ناسكا مع الأسلاميين,
ليتحول الى درويش مع المتصوفة , وربما مطبلا مع الفاشيين من البعثيين القدماء
أو الجدد . كل ذلك متشدقا الى حد السخرية بالقيم العالية والدبلوماسيات الزائفة
في كل حين وبدون مناسبة, والأنسانيات ,واللبراليات وغيرها , أنه صياد المناسبات
, مستغل الفرص , يعرف من أين تؤكل الكتف , يتربص وينتظر على التل ثم يقفز سريعا
عند نضوج ثمرة جهاد المجاهدين وجهود الشجعان ,ليكون في قلب الحدث فجأة , يجامل
البعث , لم نسمع منه يوما موقفا حازما ضدهم حتى ولا تصريحا واضحا في الوقت نفسه
مستعد لترك كل شئ عند الشعور بخطر ما ليعود الى حيث تتواجد عائلته , حيث الأمان
,عندها يكون لكل حادث حديث .
لنعود الى عمرو موسى وطلباته , التي تتردد على لسان د. علاوي أيضا , ليس كل
البعثيين بمجرمين, لنجيبه ومن قال لكم ان الأجتثاث يشمل كل البعثيين ؟ للمرة
المليون تقول هيئة أجتثاث البعث انها تشمل مايقارب فقط عشرون ألفا من كبار
الدرجات الحزبية , أما مسألة أرتكاب الجريمة وتلطخ الأيادي بالدماء فهي تشمل كل
انسان مجرم ان كان بعثيا أو غير بعثي .لكن هؤلاء من ذوي الدرجات العليا في هذه
المنظمة الأجرامية , لم يصلوا الى ماوصلوا دون تقديمهم خدمات للنظام البائد. ان
صدام كان يدير بهم آلة بطشه المرعبه , استمرؤا العمل الحزبي وأصبحوا جزءا من
أنساقه القمعية , بدءا من تقتيل المشتبهين بمعارضتهم للنظام مرورا بالتربص
بالعراقيين واعتقال الهاربين وكتابة التقارير الحزبيه ليؤسسوا لأشاعة الخوف في
جمهورية الخوف , وأنتهاءا بحصولهم على أمتيازات البعثيين , من مراتب مهمه في
أجهزة الدوله , الترشح للبعثات والدورات خارج الوطن مؤسسين لبنية تحتيه متينه
للفساد وثقافته الذي أصبح الكذب فيها علما والخديعه فنا والنفاق منهجا . هذه
الثقافه أزكمت الأنوف وأغشت الأبصار وعطلت الوجدان مسببه لمرض العمى الأجتماعي
واعراضه من عدم التحسس والنفور من ما يتعارض مع الفطره وما يسئ الى الذوق العام
.البعث مدرسه نموذجيه للأرهاب , خرجت آلاف الممسوخين ذوي القلوب السوداء
الممتلئه حقدا التي لم تعرف الرحمه طريقا اليها أبدا . وحوش لذتها القتل
وراحتها أنتهاك الأعراض جبلوا على الخسه ورضعوا من ثدي الخيانه .ولهذا أستمروا
في جرائمهم بالتحالف مع الوهابية القادمين الى العراق أو المتوهبين خلال حملة
صدام "الأيمانية وقبلها" كونها مذهب يكفر الأغلبية العراقية الشيعية , والشيعة
بوجه عام . فما يقول ضميركم وجامعتكم الهرمة المتطفلة عن هذه الجرائم من قتل
وسفك الدماء ومجازر بحق شيعة العراق؟ أم انها لاتعنيكم ولا تحرك مشاعركم
مايرتكبه البعثيون الصداميون من جرائم مريعة ورهيبة , لأن تلك لاتحرك الا
الضمائر الحية والمشاعر الأنسانية السامية , ولكن أين انت وأمثالك من كل ذلك
إإإ؟ .
ثم البعث أقرب الى المنظمة الأرهابية منه الى الحزب , ومنذ البداية , حيث كان
متخبطا في دائرة هوية اللا هوية فضلا عن تخبطه بتقديم رؤية ثابته للبعد الشخصي
والمعرفي للفرد الراغب في الأنتماء اليه " انظر أيها القارئ الكريم الى مجالس
المحافظات وأجتثاث البعث" هذا قاد "الحزب "الى محاربة كل ما له صلة بالتفكير
والعلم والنقاش أو الجدال، ليؤسس نفسه على منطق العنف والمؤامرة، ويعتمد على
أفراد بمؤهلات ليس منها العلم والثقافة، منبوذين وابناء شوارع وفي احسن الأحوال
انصاف متعلمين، ليلبي صدام بجداره هذه الشروط، لحصوله على كامل درجات الشذوذ
والشراسة والأجرام تأهله لرآسة " الحزب" ودولته البوليسية المرعبة، صدام يكره
التدقيق، يعتبر التفكير تأويلا، يتوقف عند المعنى السطحي مسفها لأية محاولة
بأتجاه التعمق به، حيث يتطلب ذلك استعانة باهل الخبرة والعلماء، وبتعبير آخر
خروج الأمر من بين يديه . أنه تنظيم مليشياتي اكثر من ما هو حزب، لايفهم الا
لغة العنف، لايمكن الحوار معه مطلقا، فهو لايعترف بالمنافس السياسي أو الند
السياسي أو المخالف السياسي أو المعارض السياسي، بل كلهم اعداء وخونه " اللي مو
ويانه ضدنا " تجب تصفيتهم بلا محاكمات قانونية .ان اي اختلاف فكري أو سياسي مع
هذا الحزب يرتقي بخطورته الى حد محاولة قلبه بالقوة، كأنقلاب عسكري ضده، لماذا
؟ لانه لايمتلك من المرتكزات الفكرية والسياسية كي يدافع بها عن مقارباته
العشوائية على جميع الأصعدة أو يسوق بها اعماله الشاذة، فأمام هذا الخواء
الواضح والفاضح كانت التصفيات الجسدية للمفكرين المخالفين لهذا المنهج المشوه،
تجد تبريرها ومسوغها عندهم، فهي كانت ترتقي بأهميتها لتصل لمستوى حفظ
النفس والموقع . أمام هذا التشوه في البنى الأخلاقية الضرورية لقيام الأحزاب
والتنظيمات، ونظرا لتاريخهم الغارق في ممارسة الجريمة " التي اصبحت لفظة البعث
احدى مرادفاتها " لثلاثة عقود وأكثر، وهم في السلطة أو خارجها، ليكونوا أول
تنظيم في البلاد العربية يمارس الأرهاب وتصفيات الخصوم كمنهج ثابت للوصول الى
السلطة، لايمكن الحديث عن تأهيله كي يشارك في العملية السياسية فقد عاد لأسلوبه
السابق بكل همجية ووحشية، إلى استخدام كل أنواع الجريمة، ووسائل القتل البشعة
والمرعبة ، في قتل وابادة العراقيين الأبرياء ، و تلك التي لا توجد ، حتى
في مخيلة أرعب الشياطين ، و ذلك بهدف الثأر ، و الانتقام من أي عراقي كان ،
الذي يقوده حظه العاثر ، بالصدفة ليكون في مسرح جريمة الأبادة، ليصل الى تفخيخ
كل شئ، وفرض شرعية الأرهاب كطريق للأبتزاز السياسي ومحاولة لألتهام السلطة من
جديد، كل السلطة، لا عن طريق المشاركة السياسية في الأنتخابات، بل بواسطة احياء
منهجهم القديم، ذلك الذي لازمهم من بداية تاريخهم كلعنة أبدية .
كأني بهم مصاديق لأي شاذ، صعلوك ومجرم سرق شيئا ثم استرجع منه، فبدل ان يعتذر
للمجتمع ويتوارى عن الأنظار خجلا، نجده يستميت لأرجاع ما هو ليس حقه، باتبعاع
اساليب اخرى، أكثر خبثا ودناءة وخسة، مسوغا كل افعاله تلكبأنها بطولة ومقاومة
وشرف . متسترا بسواترطائفية هذه المرة، حماية مصالح المثلث المبشر بالجنة من
التهميش،ليجاهد " المجاهدون " لألغاء اجتثاث البعث، هذا القانون " الجريمة "
كما قال سفيرهم في بلاد الوهابية مثنى الضاري، نعم انها جريمة ان تشتث ابطال
المقابر الجماعية والأنفالات والتهجيرات، طبعا جريمة ان نشتث ابطال الأرهاب
والقمع الدموي وانتهاك الأعراض ونهب الأموال وخرق سائر المحرمات .الأمر الثاني
الذي سيطرحه عمر"و" موسى هو مؤتمر " المصالحة ", ترى ماذا يرمي أليها , وبين من
ومن ستكون ؟
انتهى الجزء الرابع
|