من أجل نتائج مثمره للتعليم العالي في العراق

جواد كاظم خلف

kalafj@yahoo.fr

كان مستوى التعليم العالي في العراق وحتى نهاية السبعينات من أعلى المستويات في العالم الثالث في الجزء العملي منه وكان يقف في مقدمة العالم في دروسه النظريه  ودليلنا على ذلك أختيار جامعة الموصل في عام 74 من أفضل ثمانية جامعات في العالم من  قبل اليونسكو....كانت هناك مكافآت مجزيه للأساتذه وقوانين لجذب أفضل الكفاءات...صحيح إن الفايروس البعثي لم يفعل أنتشاره وتأثيره وضرره بعد  ولكن أعراضه كانت قد بدأت بالظهور قبل أن تصيب الجسد الجامعي كله بالهزال في الثمانينات...

كان الطلبه يحصلون على مبلغ  10 دنانير قبل أن تصبح 15 دينار شهريآ ,, وهو مبلغ معقول في وقتها،،  بالأضافه إلى السكن المجاني الجيد النوعيه وكانت   تلك شروطآ دنيا ومعقوله جدآ لتمكين الطالب من أنجاز دراسته ورفع كاهل التكاليف عن عائلته عدا مالذلك من تأثير مهم في شعور الطالب بأستقلاله وأحترامه لذاته بفضل أستقلاليته وبالتالي تحفيز الرغبه العلميه للبحث لديه بدلآ من أشغاله بتفاصيل تدبير أموره وتحديد هدفه بالحصول على الشهاده فقط لأهداف فخريه لاعلاقة للعلوم بها وتحويله إلى معوق دون أن يدري!!!

أن مستقبل العراق يعتمد على تأمين حاجاته من التخصصات العلميه حصرآ كالأطباء والمهندسين والكيمياوين والبايولوجيين والفيزياويين ...الخ...أعتقد وهذا رأي شخصي إن أي بلد في العالم يبنى عمليآ أعتمادآ على العلوم وليس ألتخصصات ألأدبيه رغم حاجته إليها أيضآ....إن الشعر موهبه وليست  شهاده  رسميه ومعلومات ,, معلبه،، لابل إن الموهوب بهذا المجال ربما لايقرأ ولايكتب !هذا ليس تهجمآ بل أقرارآ بكون الشعر موهبه وألهام أما الكثير ممن  يكتبون الشعر فهم ناظمين له دون أن يكونوا موهوبين بالضروره..

لقد كانت هناك خمسة جامعات في العراق في السبعينات وكانت أمكانياتها العلميه محل تقدير في جامعات العالم، لقد بنيت جامعات في كل محافظات البلاد وبطريقه أدت بالأضافه إلى أسباب أخرى معروفه إلى تدني مستواها العلمي بشكل كارثي فالأطباء من الخريجين الجدد لايضاهون في معارفهم العلميه حتى مستوى التمريض في أوربا !!والحال ينسحب على بقية التخصصات لقد أدت  سياسات التوسع الكمي إلى نزول مستوى الجامعات العراقيه إلى مستويات ألأعداديات المتخصصه في ألعالم المتقدم وربما إلى أقل من ذلك بسبب نقص المختبرات وفرص التطبيق العملي ونقص الكفاءات ...الخ ، لذا لابد من أعادة النظر بطريقة أختيار الطلبه  وفق معدلاتهم في البكالوريا كعامل أوحد لوضع كل منهم في التخصص المناسب....بالأضافه إلى ذلك لابأس  لو نظرت الوزاره  إلى مجموعة خيارات لدراسة جدواها من أجل رفع المستوى العلمي وتحقيق النتائج المرجوه ،هذه الخيارات هي،

1ـ تخصيص مورد شهري لكل طالب لايقل عن 50 ألف دينار شهريآ ومنذ قبوله في الجامعه ولحين تخرجه، كما لابد من النظر بتهيئة السكن المجاني المناسب لكل طالب وطالبه يدرس بعيدآ عن أهله.

 2 ـ تخصيص الجامعات العراقيه قدر ألأمكان لتركيز ألأمكانيات ، لتكن تخصصات الفيزياء في ثلاث جامعات مثلآ وكذلك التخصص في   الجيولوجيا أو البايولوجيا  وهكذا ....  القصد من هذه الطريقه كما ذكرت تحقيق بناء عمودي أكثر ثراءآ علميآ وبأداره مناسبه متلائمه أكثر...

 3 ـ في مجال التدريب ، يستطيع العراق أن يبني مراكز تدريب خاصه بذلك تمول من أرباب العمل ..أو ..و ...التعاقد مع الشركات المورده ,,  كشرط ضمن التعاقد،،  للعراق لتدريب 50 طالب هندسه سنويآ في شركة فورد،تويوتا،أوبل، رينو،بيجو،...الخ...شركات تصنيع أو أنتاج الطاقه الكهربائيه ، شركات التصنيع المختلفه...وكذلك بالنسبه لكل التخصصات العلميه ألأخرى على أن تكون فترة الدوره  لستة أشهر ومبرمجه بالأتفاق بين الوزاره والشركه المعنيه لتحديد  دور المتدرب بالضبط وتطبيقاته أثناء فترة الدوره ومتابعه من قبل أستاذ أو أكثر من جامعته...إن هناك الشيئ الكثير المكن قوله في هذا المجال ولن أمضي بعيدآ فالنقاط  الثلاثه أعلاه تكفينا لفتح باب التفكير على ألأقل.

 


 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com