|
فوائد محاكمة صدام العلنية طارق حربي كتب هذا المقال(كلمات 38) بعد فترة قليلة من إلقاء القبض على المجرم صدام حسين، وأرى مناسبة لإعادة نشر المقال اليوم 19.10.2005 حيث تبدأ أولى جلسات محاكمة الطاغية 1- احسن بداية جادة مخلصة لنظام قضائي مستقل، في المجتمع المدني العراقي المنشود، هي محاكمة صدام العلنية، ستعيد إلى العراقيين الثقة بما حرمهم منها الطاغية طويلا : العدالة. 2- المحاكمة العلنية فترة نقاهة عراقية حقة، بعد مرض وطني عضال، ولايجب أن تمر دون تشخيص العاهة : أسبابها ونتائجها وكيف نتجاوزها. 3- من فم (أبو الفرسان!!!) مباشرة نطالب نحن العراقيين، بمشاهدة وسماع سرد أربعين عاما من الإنحطاط والدم والقمع والحروب والموت، وذلك من حقنا شعبا مظلوما ومنتهكا، لقد تطاول ابن المجاري على آدميتنا وأخفى علينا أسرار حياتنا، وسنوات شبابنا وزعها على أفواه الراجمات والمدافع، أما قائمة الخراب فطويلة عريضة، قد لاتختصرها كلمات عشتار في الأسطورة البابلية: آه ..لقد آلت إلى طين كل أيامنا الماضية!! 4- صورته في المحكمة مكبلا مهانا، إذا كانت لاتعدل صورته الأخيرة بعد إخراجه من حفرته، فهي على الأقل تكرسها لصالح بنية الشعب العراقي النفسية والمعنوية، ضعف له قوة لنا إلى أن تمحو صورة الذل، صورة أخرى أكثر ذلا ومهانة! خلال تلك الرحلة يكون العراقي شفي ولو بمقدار من عذاب كان مقيما. 5- تتيح المعلنة إمكانيات كثيرة من بينها إذلال (الرئيس) ببساطة من قبل أي عراقي!، بعدما كان العكس، ليصبح سُنَّةً نتسلح بها ضد أي طاغية جديد في عراق الغد، معلوم أن إذلال طاغية ليس هينا في عالمنا العربي، لكنه يصبح منهجا وعادة يومية، لاتتيحه إلا العلنية، وإذا صح أن إذلالنا له لايساوي إذلاله لنا عقودا، فإنه يصح أيضا أنه يجلو غما عراقيا عميقا، يدمل جروحا ويشفي صدور أمهات أثكلها عهد صدام الدموي. 6- محاكمة الطاغية العلنية درس عقلاني وطني في نهاية الأمر، تتطهر به الطبقة السياسية الجديدة في العراق، في معالجة حياتنا وقضايا المستقبل بروح المسؤولية والوطنية. 7- تتيح العلنية للعراقي طرح أسئلة على الماضي، كل الأجوبة المحتملة تخفف من معاناة شعبية واسعة، وستجد أفاعيلها في إعادة الاعمار والبناء والإنتاج. 8- لاتضع المحاكمة السرية فاصلا زمنيا وذهنيا لدى العراقيين، هذا الفاصل مهم وضروري، صحيح إنهم انتهوا ويريدون أن ينقضي الأمر بسرعة مع عصر الإنحطاط، لكن أيضا يريدون اجتيازه بالإعلان عنه، تفكيكه ومساءلته، تدميره في الذاكرة والنفس، وبالمناسبة فإن علم النفس الحديث يؤكد على تفكيك الأنساق المؤذية للنفس البشرية والتخلص منها عبر معالجتها لإزالتها ومحوها. 9- للعلنية بدلا من السرية حسنات منها أن مجلس الحكم ينصاع لإرادة الشعب العراقي ويحترمها، حيث لايجب أن يضيع حق العراقيين أيا كان، في خطوات لاحقة لن يجد المجلس من العراقيين إلا مساندة ودعما في طريق البناء، أو اتخاذ أي قرار وطني في المستقبل. 10- يريدونها منصفة والإنصاف بالعلنية أروح على النفس العراقية من السرية، ففي الأولى نكون وجها لوجه مع مدمر حياتنا ووطننا، بينما تبقى الثانية مفتوحة على احتمالات أن تتدخل إرادات دولية وصليب أحمر وعفو دولية، أرجو أن لايتدخلوا تحت أي عنوان لحماية طاغية، ويبقوا على سجلاتهم في الذاكرة الإنسانية نظيفا كما نعرفه.
11- بالعلنية ينتصر
العراقيون على قلاع
الرجعية العربية على
الأرض وفي الفضائيات
وغيرها، الإنتصارعلى
أمة القرضاوي أمر
متطلب وضروري، لأن
انتشار صور المحاكمة
على نطاق واسع، يجعل
الفضيحة -فضيحة صدام-
ونظامه مضاعفة، وهنا
يحدث أمران : الأمر الثاني لاتمنح العلنية بعدئذ (أي بعد إعدام صدام) أية فرصة من أي نوع لأن يتطاول عربي على عراقي مستقبلا، تلجمه لجما، سنقول لهم انتهى بطلكم إلى المزبلة دعونا نعيش حياتنا، هنا يصمت العربي في حضرة العراقي لأنه سيد في وطنه وقراره السياسي ومستقل. سيزيح الناس في كل مكان صورته النكراء لتعليق صور سياحية عن عراق حضارة الحق والعدل والقانون والحب والأساطير والموسيقى وغيرها.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |