|
صدام يقول للطغاة أحذروا وقف اليوم صدام أمام العراقيين ونقلت صور و مشاهد من المحاكمة الى العالم كله لشخص عطل محاكم العدل ليلحقها بثرامات المخابرات العسكرية حيث كان من يديرها في ذلك الزمان,ليصبح اليوم مستشارا لأمن الرئاسة , يحاكم من ألحق المحاكم بأديم المقابر الجماعية , حينها كانت الأحكام تصدر هناك بعد أيام أوشهور وربما سنين من أعدام عشرات ألوف من أحبتنا واهلنا واصدقاءنا . يقف اليوم الطاغية أعزلا من الجاه والمال والصالحات من الأعمال ليحشر بعد ذلك وحيدا في الجحيم بعونه تعالى . فالأمس كانت أيامه واعمالة الدنيئة واليوم يقف أعزلا من كل قواه المستعارة ومن أقنعته المصطنعة ليبدو بوجهه الحقيقي وقوته الحقيقية . وغدا حيث حساب ولا عمل ربما يلتقي صدفة بيزيد ليخبر الأول الثاني بأنك حمامة سلام بالنسبة لي " المتكلم صدام" لولا أرتكابك لأم الجرائم بقتل سبط الرسول(ص) الحسين (ع) , ليستدرك طاغية العصر ,مسئنفا كلامه , مع ذلك اني لم أفوت الفرصة تماما , فقد سرت على نهجك لأمعن في قتل وتهجيرأحفاد الحسين (ع) وشيعة الحسين (ع) , بل تجاوزت كل ذلك لأسطر مايبض وجهك , لا بل ان جرائم حفيدك,قد بيضت وجوه كل عتاة التاريخ , بأرتكابي لمجازر الأتفال ورشي سموم الموت على المسلمين الكورد . لنجعل من هذه المحاكمة أنتصارا للضعيف المظلوم الذي كان لا يملك أن ينتصر لنفسه من كل طيف الشعب العراقي. لنجعل من المحاكمة رفضا للطائفية وبعدا عن العنصرية والبعثية الدموية , لأن صدام كان تجسيدا حقيقا لكل ماذكرناه. اليوم تنتصر العقلانية والواقعية والتنوع والديمقراطية والفدرالية والأسلام الأصيل , لأن الطاغية كان عدوا لجميعها . أنها لحظة القصاص لأعراض كثيرة منذ مجئ البعث انتهكت, وأجساد قطّعت, ونساء لا عد لها ترملت, وأكثر منهن ثكلت, وأكثر من الاثنتين ايتام عاشت اليتم والخوف والعوز . بمحاكمة الطاغية ندين كل من حارب الشرفاء، وطارد الاوفياء,وأصم اذنيه عن صراخ هتك الاعراض, وبكاء المظلومين. ماذا نستفيد من هذا المشهد؟ الجواب : أولا كما بيننا أن صدام هو مجرم من نوع فريد في التاريخ , بمعنى صعوبة وجود صدام آخر في نفس ظروف العراق السابقة . لكن علينا اليوم وغدا وبعد بعد غد , أن نكون أو نوسع ونجذر وعي المسؤولية العامة , بحيث يعيش كل منا قلق مستمر لطرد كل ما في ذهنياتنا التي تحمل في طياتها قابلية الأستعباد , مع تفاوت الدرجة بين شخص وآخر,لأننا عندما نعيش هذه المسؤولية , بتقوية ذلك الوعي وتلك الأرادة وتحويلها الى أرادة أصرار نكون قد حققنا مصداق قول رسول اللة والأنسانية محمد(ص) :" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ". نقاوم سياسة الطغاة وملامحها الأستخفاف بالناس , وتغييبهم عن مايدور حولهم , لتعيمق الجهل والعمى فيهم والخوف , عندها لايرون الأحجام كما هي , ولا يرون الألوان واضحة جلية . نحن لاننكر العامل الخارجي الذي يساعد في نشوء أمثال صدام , وبدرجات جريمة أوطأ , لكن علينا أيضا ان نسكت الأصوات الجاهلة في مجتمعنا التي تضخم أصوات الظالمين المدعومين من المستكبر . ان نعمق في دواخلهم ملكة التمييز بين الأشخاص بما يحملوه من ألوان مفاهيمية متباينة وهي خلاصة لتاريخهم وسلوكهم القديم والحاضر, لا أن نتوقف على ظاهر قولهم المستعار من قاموس القيم السامية , ولا بكيدية وخبث أعمالهم , وجلود ومعاطف وقتية يرتدوها , ومصطلحات رنانة ينطقوها تكون كالفقاعة قي الهواء تتلاشى مباشرة . أنني على يقين ان كل الطغاة سيعيشون هذه الليلة بعد ان شاهدوا طاغية العصر في قفص الأتهام هاجس قهرهم للبلاد والعباد حيث يجدون دمعة كل مظلوم في كل ريشة من وسائدهم المحشوة بدموع المقهورين وآهات الثكالى , انها فرصة لهم ان يراجعوا انفسهم , وما أصعبها, للذين في السلطة في بلادهم ,ولمن يريد ان يرجع لها في عراقنا النازف دما وحبا .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |