هذا هو منطق التاريخ ،
وحركة الزمن التي تتوالى منذ بدء الخليقة . وتلك هي سنة
الكون ( فمن قتل يقتل بعد حين ) ، وقال تعالى ( وتلك
الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) . وهاهي هي الأيام
والسنين تدور ، ويجلس في هذا اليوم في قفص الإبهام من كان
يأخذ الناس من العراقيين بالضنة ، ومن أطلق عليهم غازاته
السامة ، ومن غيبهم تحت الثرى ليجرب عليهم مواده الكيماوية
، لا لذنب اقترفوه سوى إنه يحمل في داخله حقدا مبيتا ضد كل
ما هو إنساني وأخلاقي . وتتفاعل في داخله نيران حرب عنصرية
ضد كل الخيرين من العراقيين .
وسيكون يوم 19 تشرين أول / أكتوبر 2005 يوما تاريخيا
مشهودا انتصر فيه المظلوم من الظالم في عالم اسمه العالم
العربي الذي لم يجري فيه مثل هذا التصرف الحضاري مطلقا منذ
توقف العمل بشريعة حمورابي . وسيكون يوما مشئوما على كل
الحكام الدكتاتو – رجعيين ، ممن يضع البعض منهم قوائم كرسي
حكمه على جماجم الضحايا الأبرياء من أبناء جلدته مثله مثل
صدام حسين الذي سيمثل أمام محكمة التاريخ غدا مكبلا أمام
الشعب العراقي الذي انتصر عليه ووضعه في قفص الإبهام ،
ويتحكم آخرون بملايين العرب وثرواتهم ممن لا حول ولا قوة
له على البوح بكلمة إعراض واحدة جراء تصرفاتهم الرعناء .
سيكون يوما ليس ككل الأيام ، وحقا إن من قام بتأليف فيلم (
الأيام الطويلة ) قد أختار الاسم الصحيح للفيلم السابق
الذي فبرك عن حياة صدام حسين ، ووضعه زورا في مصاف
المناضلين ، فقد جاءته الأيام الطويلة منذ يوم سقوط نظامه
الفاشي المشين في 9 نيسان 2003 ، وحتى يومنا هذا . لأن
مجرم محترف للإجرام ، وساقط أخلاقيا بشهادة من عرفوه وهو
يعمل في صباه في كراج خانقين ، يستحق هذا المصير الذي آل
إليه صدام حسين .
أيها المأنفلون من ضحايا مجازر مجرم العوجه ، ويا ضحايا
حلبجة واهوار الجنوب وكل من وري َ ظلما في مقابر صدام
الجماعية طوبى لكم شهادتكم الكريمة ، فقد جلل شعبكم المجرم
صدام حسين بأكاليل الخزي والعار التي ستلحقه إلى أبد
الآبدين .
* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة
ثورة الزنج