فضيحة.. الحزب الإسلامي نكث العهد وصوّت بـ ( لا ) على الدستور..

أحمد الخفاف

Alkhafafahmad@yahoo.com

 

أفادت معلومات دقيقة وموثقة تسربت من دوائر الإحصاء وسجلات الاستفتاء وقوائم التعداد أن أنصار الحزب الإسلامي العراقي بقيادة أمينها العام طارق الهاشمي صوتوا جميعا بـ لا على مسودة الدستور.. وذكرت هذه المعلومات أن أوراق الاستفتاء التي تم تعدادها في المناطق التي تعتبر معاقل للحزب الإسلامي العراقي في مدن المنطقة الغربية كانت تحمل أغلبها علامة (لا) الأمر الذي فهم منه أن نسبة كبيرة من المصوتين المحسوبين على الحزب الإسلامي في الموصل أشّرت بـ (لا) على الدستور!!.. وذكرت أنباء متفرقة أخرى أن أوامر صدرت من الحزب لأنصاره عشية الاستفتاء بالتصويت السلبي على مسودة الدستور وذلك بهدف إسقاطه.. وذكرت هذه المعلومات أن الحزب الإسلامي أراد من هذا التحول المفاجئ في موقفه الداعم للدستور ابتداءً، وكذلك دعوة أنصاره بالتصويت السلبي على المسودة لاحقاً، عدم الخروج عن صف المنظمات السنية السياسية المسلحة وكذلك درء المخاطر التي قد تجلبها موافقة الحزب على مسودة الدستور على مستقبله السياسي من قبل العصابات الإرهابية في مدن المنطقة الغربية التي تعارض العملية السياسية الجديدة في العراق برمتها.

 إن الحزب الإسلامي في موقفه النفاقي هذا شأنه شأن الآخرين من أقرانه السياسيين في هيئة علماء الإرهابيين وجماعة صالح المطلق البعثية الذين يسيطرون على مصير الشارع السني في العراق بقوة الإرهاب.. فلا فرق بين هؤلاء وبين أولئك.. فالنفاق شيمتهم ونكث العهود ونقض المواثيق ديدنهم.. فهؤلاء ليسوا بمُستثنين عن أولئك الذين يسمون أنفسهم زورا وبهتانا بقادة "السنة العرب" في العراق وأبناء السنة العرب الخيرين منهم جميعا براء..

 إن الحزب الإسلامي أثبت بخطوته هذه بأنه يلعب بمصير الوطن والمواطن وأنه بات رهينة بيد عصابات الإرهاب البعثي التكفيري.. فلقد أبطن غير ما أظهر وهذا هو النفاق بعينه.. فبعد أن مارس الضغوط ودبر المؤامرات وكاد للنظام الجديد كيداً وأخذ ما يريد وتسلّم ما طلب حيث تم تعديل مسودة الدستور مرات ومرات في جولات مكوكية ومسابقات ماراثونية تخللها الزعل، والتهديد والوعيد وأعطيَ ما أراد وذلك حتى تلين قلوب قادته الأفضاض ولكي يُقبل أنصاره من الرفاق السابقين والإسلامويين اللاحقين على صناديق الاقتراع وليشاركوا بـ نعـم على الدستور لتستمر مسيرة العمل الديمقراطي السياسي لبناء العراق الجديد بعيدا عن ديكتاتورية البعث وأنظمة الفساد القمعية.. ولكنهم في نهاية المطاف غدروا بما عاهدوا عليه الشعب والوطن فملئوا أوراقهم بـ (لا) ورموها في صناديق الاقتراع غير آبهين بمحاسبتهم يوم الحساب.. وطعنوا شركائهم في الوطن من الخلف غيلة وأثبت بذلك الحزب بأنه على سيرة اليهود من ناقضي المواثيق والعهود..

 ومع كل ذلك.. ولتطمئن قلوب الذين آمنوا.. الذين تخفق أفئدتهم حبا للعراق الحر بأن الدستور حصل على  الأصوات الكافية لإقراره إن شاء الله.. وإذا كان الحزب الإسلامي ومن تبعه من أراذل القوم يكيدون ليطفئوا نور الله بلاآتـهم الكافرة، فأن الله يصون رسالته ويحفظ ذكره ويدبر أمره حتى وإن انقلب الإسلاميون على أعقابهم فإن ذلك لن يضر الله والوطن والشعب والائتلاف شيئا وهم من الخاسرين.. ومكروا مكرا كُبارا،  ومكر الله، والله خير الماكرين.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com