|
انعقد في بغداد يوم الاثنين المصادف 17/10/ 2005 مؤتمر ضم الكثير من الاحزاب والحركات والتجمعات والشخصيات العراقية التي فاق عددها على مئتي حزب وحركة وتجمع وشخصية، كما ساهمت في المؤتمر أطراف أخرى من الخارج العراق، كان من أبرزها ممثل عن جامعة الدول العربية، وآخر عن هيئة الأمم المتحدة. لقد عملت حركة الوفاق الوطني العراقي بقيادة زعيمها السيد أياد علاوي، رئيس الوزراء العراقي السابق، وبالتعاون مع فصائل عراقية كثيرة، ومنذ مدة ليس بالقصيرة، على عقد هذا المؤتمر في بغداد، وإنجاح أعماله، وذلك من أجل قيام تجمع ضخم يضم في صفوفه غالبية الطيف العراقي، أطلق عليه، فيما بعد، اسم: اتحاد القوى الوطنية العراقية، وذلك من اجل الدخول بقائمة وطنية موحدة في الانتخابات المقرر جراؤها في 15 من شهر كانون الأول / ديسمبر القادم. لقد أمضى الدكتور أياد علاوي الشهور المنصرمة في حركة دائبة بين الكثير من الدول العربية والدول الأجنبية، وكانت المملكة العربية السعودية ومصر من بين أهم الدول العربية التي زارها، مثلما كانت بريطانيا والاتحاد الأوربي من بين أهم الدول الأجنبية، وقد هدفت تلك الزيارات الى حشد أكبر تأييد عربي وأجنبي لعقد مثل هذا المؤتمر. وعلى هذا فقد باركت السيد علاوي أطراف عدة على تحركه هذا كان من أهم تلك الأطراف، هما: أمريكا وبريطانيا، وذلك بعد قناعة منهما بفشل سياستهما التي رمت العراق في أحضان الحركات الدينية التي صنعتها إيران، والتي أعادت العراق في كثير من وجوه الحياة فيه الى زمن العصور الوسطى، فصارت الديمقراطية التي بررت فيها أمريكا احتلالها للعراق لا تتحرك إلا بفتايا تلك العهود الغابرة، وصار قتل الناس في العراق يتم تنفيذه في شوراعه علانية، وأمام أنظار الناس فيه، بعد أن كان يتم في عهد صدام في الأقبية أو في الصحارى بعيدا عن أعين العراقيين، وتحولت أداة القتل في هذا الطاعون الأسود من طلقة أو حبل مشنقة في عهد المجرم صدام الى سيف بيد جند الزرقاوي، يقطعون فيه رؤوس البشر، أو الى مثقب كهربائي يسميه العراقيون ( الدريل ) بيد جند الولي الفقيه الإيراني، يثقبون هم فيه جماجم الناس في البصرة، ثم يلقون بجثثهم في شوارعها. هذا الفشل المريع للسياسة الأمريكية في تعاملها مع الوضع في العراق بعد احتلاله صاحبه فشل آخر لسياسة حكومة إبراهيم الإشيقر ( الجعفري ) على جميع الصعد، فهو بدلا من أن يخفف من معاناة العراقيين المستفحلة مثلا في فقدانهم للأمن، وفي سد رمق الجياع منهم، وفي توفير الكهرباء والماء والخدمات الأخرى، راح هو يوزع الرشى على شيوخ العشائر العراقية، وعلى طريقة صدام التي يعرفها العراقيون في شراء ذمم الناس، فقد قام هو، ومثلما جاء في الأخبار القادمة من العراق، بتقديم مبلغ ألفين وخمسمئة دولار أمريكي لكل شيخ من شيوخ عشائر محافظة الديوانية في زيارته الأخيرة لها، ومع هذا فقد رد عليها أبناء تلك المحافظة* بامتناع أغلبيتهم عن التصويت على الدستور الإيراني – الأمريكي، وعلى الرغم من فتوى السستاني التي حثتهم على أن يصوتوا بنعم لتلك الوثيقة الشوهاء، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن قائمة الائتلاف العراقي الموحد التي صنعها أحمد الجلبي، والتي حول بها الشيعة في العراق الى كيان طائفي مقيت، تحقيقا لرغباته ولمصالحه الشخصية هو في الوصول الى قمة السلطة، يدعمه جهاز المخابرات الإيرانية في آماله تلك، وتحف به بركات السستاني في فتواه التي انتصرت لتلك القائمة. أقول أن توجهات أصحاب هذه القائمة في الحكم قد تعرت من خلال حكومة الجعفري، وذلك حين أسندت المناصب المهمة، وغير المهمة في الدولة الى أبناء جلدتهم من ذوي الأصول الإيرانية، وحرمان أبناء الشيعة العراقيين العرب من تلك المناصب، رغم أنهم شعب كبير، يشكل الأغلبية من مكونات الشعب العراقي حسب نظام الحصص الذي قامت عليه حكومة الجعفري الفاشلة تلك. هذا الفشل الذي جعل السستاني نفسه أن يرفض مقابلة أي واحد من أعضاء تلك الحكومة، رغم أنه هو الذي منحهم بركاته في فتواه الشهيرة التي باركت ظهور قائمة الشمعة التي يطلق عليها العراقيون هذه الأيام فيقولون، وعلى المثل العراقي السائر: ( شمعة فقر )، يضاف الى ذلك أن وسيلة الفتايا التي انتفعت منها قائمة الإئتلاف العراقي الموحد في الانتخابات التي حملت الجعفري الى رئاسة الحكومة، لم تعد تجدي مثلما كان ذلك في السابق، والدليل على هذا هو أن الكثير من الشيعة العرب قد امتنعوا عن التصويت، أو صوتوا برفض الدستور رغم الفتوى التي أصدرها السستاني في وجوب التصويت بنعم له. لقد كانت نسبة الرافضين في النجف الأشرف التي يقطنها السستاني تقترب من الخمسين بالمئة، هذه النسبة التي افزعت جماعة المجلس الأعلى أو المجلس الأعمى كما يسميه العراقيون الآن، فراحوا يجمعون بعض الصبية هذه الأيام عند مقرات ذلك المجلس، ثم ينطلقون فيهم بعد تناول الفطور في مظاهرات بائسة تدور في الشوارع، والأزقة تهتف باسم السستاني. إن الحديث عن تفكك عرى التحالف بين أطراف قائمة الائتلاف المباركة من السستاني بسبب من تنافسهم على المناصب والمغانم، وبسبب من سحب دعم بريطانيا للجعفري حين زكته للامريكان من قبل، هذا السحب الذي تجسد في رفض توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا، لمقابلة الجعفري رغم طلبه لتلك المقابلة، يصب في صالح علاوي، وخططه الحثيثة من أجل العودة الى قمة السلطة في العراق، ولكن ليس على حصان الطائفية والقومية، وإنما على حصان الوطنية التي تحشدت تحت إئتلاف عراقي واسع وكبير، يضم العراقيين على اختلاف مسمياتهم،بعد أن نزل الخراب ببلدهم من جراء صدام وإجرامه، والزرقاويين وإرهابهم، والإيرانيين وتخريبهم **، والأمريكان ودمارهم. وعلى هذا فهل ستكون مبادرة الدكتور أياد علاوي هي العصا التي ستشق بحر الخراب العراقي المتلاطم، فيعبر العراقيون من ضفة الموت الى ضفة الحياة منه ! ؟ = = = = = = = = = = = = = * قاربت نسبة المقترعين على التصويت في محافظة الديوانية 30%، وبهذا تكون محافظة الديوانية من المحافظات العراقية الرافضة للدستور وفق المعيار الدولي الناجح في عملية الانتخابات. ** تطالب إيران هذه الايام العراق بوجوب دفع تعويضات الحرب التي شنها صدام عليها، وترى أن العراق، ومثلما جاء ذلك على صفحات موقع زياب الإيراني الحكومي بتاريخ 6/10/ 2005، يستطيع أن يدفع التعويضات تلك لإيران بالشكل الآتي: 1- التقسيط طويل الأجل لدفع الغرامة. 2- احتكار طويل الأجل لاستثمار ايران للاحتياطات النفطية العراقية والمعادن غير النفطية. 3- تولي ادارة العتبات المقدسة لارسال الزوار وكسب الفوائد المادية.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |