سقيفة محتملة لتهميش الشيعة (5)

المهندس صارم الفيلي

ماجستير هندسة توليد طاقة
 sarimrs@hotmail.com

sarimrs@tele2.com

 

 جاء ألينا عمرو موسى بعد ثلاثين شهرا من تركهم العراقي كما تركوه لعقود خلت وحيدا أعزلا يواجة أمواج الموت الجماعية.

 تركوا الضعفاء كالغنم المطيرة في ليلة شاتية بين وحوش بعثية وضباع وهابية، تفترس أمنه وحاضره المتحرك على أمتداد الزمن.

 جاء الآن ممثل الحكام الأقزام ليعرض مشروعا فاشلا للمصالحة وفق الرؤية الصدامية التي لاتخرج من دائرة تحليلاتنا السابقة والتي أوضحنا فيها مرات ومرات طبيعة البنى المعرفية والنفسية التي تحرك القوم.

 جائنا مدافعا، ولو بغير تصريح، عن الطاغية كشحص وكعقلية تتناسل لتنقل جينات الصلف والعنجهية جيلا بعد جيل، علينا أذن ان لانستغرب أبدا من منظر الدكتاتور وهو في قفص الأتهام يزعم انه الرئيس الشرعي، ولم لا؟ فقد حصل على نسبة المئة بالمئة، في أستفتاءات بيعاته السابقة وقوله هذا نابع من أحترامه لأرادة شعبه جميعهم، جمعا أستغراقيا.

 لو كانت كل هذه الأمور تجري خارج زماننا المشوه وعالمنا المكبل بتاريخ منحرف، لكان هذا وحده يدعو قاضي التحقيق ان يوقف المحاكمة ويحوله الى مصحة عقلية.

 لكن في عراقنا علينا عندئذ ان نحول كل الشعوب المجاورة المتعاطفة معه الى مصحة التاريخ، ومحاكمة العقل المشكل له.

 نحاكم من حول الحكم الى ملك عضوض، ليقول قائلهم بعدها، كانت فلته...

هنا لا نستغرب من عمر"و" موسى مجيئه المتأخر والمتفضل على العراق وأهله، عابرا على جسر شكل، بضم الشين, من كل ما يتجاوز على الحقيقة وعلى كونهم كجامعة أثبتوا فشلهم المرة تلو الأخرى في كافة الميادين والساحات والمقاطع الزمنية،جاء متجاوزا واقع عراقي رفضوه منذ سقوط الجرذ وقيام مجلس الحكم، ثم شككوا بما أفرزته الأنتخابات التشريعية في بداية العام الحالي، بعدما فشلوا في أفشالها، جاء وهو على يقين أن الشعب بغالبيته العظمى قد تجاوز الماضي بأقراره للدستور بعد أن فشلت كل الأرادات المضادة الداخلية والخارجية في أفشاله، جاء بعدما أنتصر شهداء العراق على ذباحيهم، وانتصرت أرادة الشعوب المحبة للحرية والسلام، على من يريدها ملكا عضوضا، هل يعيد عمرو موسى سقيفة ثانية بأسم المصالحة؟ فما هو مفهوم المصالحة لدى عمرو موسى،أضافة لما ذكرناه في الجزء السابق بخصوص دفاعه عن البعث الصدامي, ياترى؟:

آ- أن يعتذر الشيعة والكورد لجلاديهم وقتلتهم، وان يكتبوا تعهدا خطيا مختوم بختم المذلة بقبول العبودية الأبدية، لأجلاف الوهابية ومجرمي البعث، وان لا يعيدوا أي حديث عن المقابر الجماعية والأنفالات والتهجيرات القسرية وشبه القسرية.

 بأن يعتبروا كل تلك بمثابة قصص الأوليين، وان من قاموا بتنفيذها لهم أجران أن أصابوا وواحدة أن أخطأوا-لاسامح اللة-!!!

ب- يجب ان تضمن الأغلبية الشيعية المناصب السيادية للسنة كما يختارون, قبل أجراء الأنتخابات القادمة وبعدها وللأبد، وان تتناغم النفسية العراقية الجديدة التي بدأت تستنشق هواء التعددية النقي وتشهد صحو فجر جديد، لتشهد نكوصا عن كل هذا لتعود، وتتعايش مع واقع لازم معظم الشعوب العربية المشكلة لجامعة عمرو الهرمة وهو القبول بواقع عدم أستطاعة العيش بدون دكتاتور يقدسونه ويتغنون به ويتراقصون عند قدومه ليذكرهم بأيامهم الخوالي عندما كانوا يعبدون هبل وغيره.

 ومن يرفض هذا العرض أو الشرط فليذهب الى الجحيم أو يهاجر الى أصقاع الأرض والا فالمقابر الجماعية هي أسهل الحلول.

 ج- أن مافي ذهن عمرو موسى ومن على شاكلته عن المصالحة هو مفهوم حسي -يحدد نفسه بنفسه كما يقول الفلاسفة-وليس المصالحة بعينها، ببعدها الموضوعي.

 ان هذا الأنفصال بين ماهو ذهني منعكس وبين ماهو واقعي يشير بوضوح الى مشكلتنا التاريخية مع القوم.

 ترجمته الواقعية أننا نريد من يأتينا بلغة المحاور مع الآخر، لا محاورا لنفسه معنا.

 ان المشكلة ايضا انهم يريدون من الأغلبية الساحقة من العراقيين أن تتنازل لمن أختار الأرهاب وسيلة للتعبير عن موقفه.

بينما في كل الدنيا الأرهاب لا يحاور الا بلغته التي أختارها ليحصل من خلالها على مكاسب غير مشروعة.

 فوجئ موسى وظهر منه أرتباك واضح عندما سمعها مدوية ومختصرة من رأس قائمة الأئتلاف العراقي الموحد، معبرة عن ما في قلب كل أنسان، بما هو أنسان، وبالخصوص شيعة العراق وكورده المظلومين، والشرفاء من سنته، وبقية ألوان طيفه الزاهي.

 السؤال هل هناك مفهوم واقعي للمصالحة، وان وجد، فما هي شروط شيعة العراق المظلومين بخصوصها؟

 انتهى الجزء الخامس

 


 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com