إنه ضرب من ضروب الخيال أن يمتثل مجرم العصر وطاغية العراق وزمرة من أعوانه أمام المحكمة العراقية وأمام مرأى ومسمع الشعب العراقي وبشفافية المحكمة العراقية التي لم يسبق لها مثيل يقف مجرموا العصر أمام هذا الكم الهائل من التهم والمرادفات والوثائق الدامغة التي يمتلكها الشعب العراقي لإدانة هكذا مجرم وهكذا طاغوت ....

والجدير بالذكر أن صدام هو أول رئيس دولة عربية يمثل أمام محكمة في عصرنا الحاضر وبقانون عراقي وقضاة عراقيين وفي داخل العراق وفي ظل حكومة عراقية منتخبة من الشعب العراقي .

فثمة صمت خيم على مشاعر الشعب العراقي وأمتزجت الفرحة والبسمة معاً لمشاهدة صدام في قفص الإتهام فطالما أنتظر الشعب العراقي هذا اليوم لمثول الطاغية وهو يحاكم على ما أقترفه من جرائم وحشية بحق الشعب جرائم حروب – جرائم قتل—جرائم تعذيب—أنتهاك لحقوق الأنسان والحيوان – جرائم أنتهاك للبيئة وهناك مجموعة ليس لها آخر من الجرائم التي أقترفها صدام بحق الشعب العراقي وهو يقف في محكمة العصر..

والغريب في الأمر أن صدام مازال على عنجهيته وكبره حتى وهو في ساعات المحاكمة فقد أبتدع التمثيل على الآخرين بأنه يمتلك القوة والقدرة والعنفوان والشموخ المزيف .....

صدام يختلج البراءة من دواخل نفسه المريضه وحتى عندما وجه اليه سؤال هل أنت مجرم أم بريء ؟؟؟ أجاب بالبراءة. وهذا دليل واضح على أن صدام أعترف بالمحكمة التي تجري محاكمته بعد أن وجه أتهامه الى المحكمة بعدم الأعتراف بها والجهه التي خولتها، وعندما كان المدعي العام يتلُ على صدام لائحة أتهام قضية الدجيل ومقتل 148 شخص على يد صدام كان صدام يقول في نفسه ماهذا العدد الذي أحاكم عليه وهناك الملايين الذين أعدموا غيرهم وكان تصوره أن هذا العدد لايستحق المحاكمة حيث كانت نظراته تعبق بمجهولية المصير....

بأعتقادي أن محاكمة صدام بهذه الطريقة حيث كل يوم يقف في قفص الإتهام وتتلى عليه لائحة من الجرائم التي أقترفها وأمام الشعب العراقي ماهي الا مليون قتل وإعدام لصدام حيث لو كان صدام من أول جلسة يحكم عليه بالاعدام فليس هنالك أي طعم وراحة للشعب العراقي الذي تلوع على يد صدام فيكفي لصدام أن يمتثل كل يوم أمام الشعب ولكي يتمتع الشعب العراقي ويتلذذ بمشاهدة طاغوته داخل قفص الأتهام ولكي يعطي الصورة الحية والحقيقية لطغاة العرب لكي يتعضوا على ماهم مقترفوه .

أما صدور الحكم على صدام والذي ينتظره العراقيون ويطالبون بأعدامه فهذا لن يشفي غليل أهالي المقابر الجماعية ولا المناطق الكردية ولا المناطق الجنوبية بأن يحكم صدام لأول وهلة بالاعدام فالذي فقد عزيز له ماالفائدة من أعدام صدام لاول جلسة فيجب أن يتلوع صدام بالمحكمة كل يوم وتزال كل عنجهية وجبروت لهذا المجرم وبعدها مالذي يحكمه القاضي فاليحكمه المهم أن يتلوع صدام وبعدها يعدم 28 مليون مره.