باسم العروبة ...اطلقوا سراح صدام

 

علي بداي

albadai@msn.com


رايت امس فيما رايت من صور تعاطف امتنا العربية مع محنة العراقيين وتحسس جراحهم النازفة، احدهم قائلا ان صدام هو الكائن الوحيد الذي هدد اسرائيل ومن الظلم ان لايطلق سراحة، اخر افتى بان مايلاقية العراق الان هو بسبب تضحيته برئيسه، ومرة اخرى اكتشفت، اننا عدنا الى البدء في السجال مع امتنا العربية التي حرمها الله لحكمة اجهلها، من نعمة صدام حسين ليبتلينا به نحن الذين مافتأنا نصرخ منذ سنين خذوه ياعرب نحن نتنازل لكم عن ملكيتنا له على روؤس الاشهاد خذوه حرروا به الجولان وفلسطين وسبته ومليله والاسكندرونة .وخلصونا ! وانتم يامن تحاولون حرث البحر وغرس نبتة الديموقراطية في لهيب صحارينا المحرقة اطلقوا سراح صدام، فهو حاجة اساسية من حاجات الروح العربية لان نموذج صدام الذي يهدد بارواح غيره ويفر كالنعامة حين تندلع الخطوب هو اختزال للفكر العربي النائم على تخوم الخطابات ووسائد اللغة العربية الوثيرة التي توحدنا.
اطلقوا سراح صدام، فما لنا نحن الرعاع والمحاكم والعدالة؟ ان عدالتنا تصنعها القوة ، ونحن امة غاصت حتى اذنيها بالدم والغزوات والبسوس وداحس والغبراء، فمالها امتنا والادعاء العام وتسجيل المحاضر واحضار الشهود وتخرصات القضاة؟ امة تعودت من الحاكم ان يقول للشئ كن فيكون كيف تستسيغ ان يسال الحاكم( وان كان قد اخرج عنوة من جحر للجرذان) عن هويته واسمه؟ وقف تشاوتيسكو امام معتقليه يردد انا الرئيس الشرعي وانا لااعترف بمحكمتكم فردت عليه الرشاشات لتسكته الى الابد وقال صدام: انا الرئيس الشرعي وانا لااعترف بمحكمتكم فردت علية ابتسامة كاك رزكار ليس غير!
من اجل هذا اقول لكم ان تطلقوا سراحه، فما نفعله نحن في هذه المحكمة ينتمي الى ثقافة دخيلة على ثقافة امتناالتي لايسلم شرفها الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانبه الدم اطلقوا سراح صدام فهو الدواء الوحيد الملائم لداء الجرب الذي ينخر العقل العربي، وهو البلسم الشافي لامة تشكو تكالب قيم الديموقراطية وحقوق الانسان عليها من كل جانب، وهو خير حاكم يليق بامة تنام على اذنيها منذ الف عام، وتحن لوقع اقدام العسكري حنينها لنوقها وماضيها الزاهي المزين بالنياشين والاوسمة.
يالصبر الامة العربية علينا نحن اهل العراق كم خيبنا لها من امال؟ عملت الامة العربية المستحيل لكي توصل صدام للقدس عبر طهران محمولا على جسر من جثث مليون عراقي وخيبنا املها، وخرجت بقضها وقضيضها تهتف فادية بالروح والدم متوسلة اياة ان يرشق اسرائيل بقنبلة نووية او كيماوية، وليذهب العراق ومن فيه بعدها الى جنات عدن مع القديسين والاطهار فيما تنعم امتنا العربية بحلاوة غسلها لعارها وانعتاقها من عقدة الشعور بالدونية مع اسرائيل، وكنا هنا ايضا قساة قلوب اجلاف فحرمنا الامة فرحتها، وحين اراد المجاهد ان يوزع نفط الكويت على العرب بالتساوي لفقنا ضده التهم وادعينا انه وزع مخازن الكويت وبنوكها على ابناء عمه وابناءه
يالصبر الامة العربية واصراها على تنصيب صدام ملكا ابديا وملاك رحمة رغم المقابر الجماعية التي لاتطيق الامة سماع اخبارها ، يا لاصرار امة العرب على خلط الاوراق واطلاق صيحة علي وعلى اعدائي ويا لولع امة العرب بسرفانتس وبدون كيشوت وحروبة مع الطواحين ومع هواجسه وخيالاته ، سنون مضت تجر ايامها جرا، تغيرت خلالها ملامح الارض، فامطرت السماء ثلجا في الصومال وسقط جدار برلين وسارت عربة الفضاء على المريخ وسقط موبوتو وجاء جنون البقر ورحل جنون البقر، وصدقت امتنا العربية ماكان حتى الامس يدخل في باب الخيال ، لكننا اهل العراق ياالهي وقفنا بباب جامعتنا العربية عاجزين ، بملاييننا المقتولة، ومدننا المرتجفة رعبا واطفالنا المشوهين وانهارنا العطشى ان نقتطع\" آه\" صغيرة واحدة من قلب جامعتنا العربية الاصم!
لاضحايا الانفال الذين يملاون مدينة بكاملها ساعدتنا باقناع العرب بعدم آهلية صدام لان يكون ملاكا طاهرا منزلا من رب العالمين ، ولا اجساد الاطفال المتناثرة في حلبجة، ولا الاهوار التي جففت، ولا الموؤدة التي تسائلنا باي ذنب قتلت، بأي شئ سنقنع الجامعة العربية ان كانت هي لاتود جمعنا؟ وكيف سنقتنع بوحدة المصير ان كان العرب يرتضون التفخيخ والتفجير لنا مصيرا؟ اطلقوا سراح صدام،اذن باسم العروبة علنا نبرهن ان المحكمة هي المكان الوحيد الذي يمنع ملايين الارامل وملايين الايتام وملايين اشجارالنخيل المقتلعلة، واطنان القصب العطشى، وملايين صيحات الالم والرعب، وجراح الضحايا، وذوي الانوف المجدوعة، وذوي الاذان المصلومة، وذوي الايادي المبتورة من الزحف الى مكان المحكمة والفتك بصدام بالاضافر والارجل!
 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com