|
كوفية البعث وعقاله...!! حمزة الشمخي
في التاسع عشر من تشرين الأول كانت بداية محاكمة جلاد العراق صدام وبعض من أعوانه، حيث تأخرت المحاكمة لفترة من الزمن بسبب رفض الدكتاتور صدام تقديم نفسه للمحاكمة، وهذا من المتعارف عليه في كل المحاكم العراقية وغيرها، أن يقدم المتهم نفسه أمام كل أعضاء المحكمة ولكن إستمر التأخير لفترة أطول بعد ذلك، بسبب إنتزاع لبعض من المتهمين من البعثيين لكوفيتهم وعقالهم من قبل الشرطة القضائية قبل دخولهم لقاعة المحكمة. حيث إحتج أحدهم عندما سئل عن التعريف بنفسه، قائلا كيف أعرف بهويتي الشخصية وعقالي ليس فوق رأسي، وهذا الشخص هو المتهم عواد البندر رئيس ما يسمى بمحكمة الثورة في زمن الدكتاتورية الظالمة، وبعد ذلك أخذ الكثير من الوقت، لجلب الكوفيات والعقل لهؤلاء المتهمين المتمسكين اليوم بالزي العربي، وكأنهم حقا إنهم من الذين لهم صلة بالعرب الشرفاء والعروبة هؤلاء أنفسهم وليس غيرهم، عندما إنتفض الشعب العراقي في إنتفاضته المجيدة عام 1991 ضد نظامهم الدموي، هناك الكثير من الوثائق والأدلة المصورة وخاصة في محافظات الجنوب العراقي ومنها مدينة الناصرية، عندما دخلت قوات صدام هذه المدينة وأطرافها، بعد إستخدام كل أنواع الأسلحة بما فيها الطيران للقضاء على المنتفضين من أبناء المدينة الثائرة، حيث شاهدنا جميعا كيف تعذب وتجر عصابات صدام ومرتزقته بعض الثوار المنتفضين من عقالهم وكوفياتهم، أين كانت عروبتكم يا أصحاب إرتداء الزي العربي في المحكمة فقط؟. وإذا كانت كوفياتكم وعقلكم هي وحدها تمثل هويتكم، فأين شعارات الوطنية والعروبة والجهاد التي تنادون بها طيلة فترة حكمكم الدموي الأسود؟، والتي من خلالها عرضتم الشعب والوطن للمخاطر الكبيرة والدمار الشامل والحروب العدوانية بسبب سياساتكم العنجهية وأفعالكم الإرهابية وغزوكم للبلد العربي الشقيق دولة الكويت وتشريد أهلها وسجنهم وأسرهم وحتى قتلهم، هل هو هذا مفهوم العرب والعروبة في قاموسكم الحزبي والسياسي؟ متى كنتم ترتدون الزي العربي عندما كنتم تحكمون العراق والعراقيين بالقوة؟، كنتم ترتدون الزي العسكري المزين بالرتب والأنواط.. وأنتم الذي لا تعرفون شيئا بالعلم العسكري وفنونه بما فيكم ( القائد العام للقوات المسلحة العراقية ) !! الدكتاتور صدام الذي لم يخدم العسكرية في حياته واليوم نزعتم ملابس العسكرة والحروب بعد سقوط نظامكم وإعتقالكم، وإستبدلتموها بالزي العربي وغيره، مثلما تخليتم عن أفكاركم وحزبكم بعد هزيمتكم بساعات، وكان مثلكم وزعيمكم أول من هرب الى حفرته التأريخية المجهزة مسبقا لمثل هذا اليوم بعد إنهيار دكتاتورية الموت
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |