|
لنتكاتف جميعا من اجل بناء عراق جديد
أحمد حسيب الرفاعي
لعل المتتبع للإحداث التي جرت في الساحة العراقية بعد سقوط الصنم سيجد أحداث لم تكن في الحسبان ولم نكن نتصور ان يوما ما سوف يأتي على العراق وهو يمر بمثل هذه المرحلة والتي نستطيع ان نسميها مرحلة الانفلات وعدم ضبط النفس وان ما أفرزته تلك الإحداث أشياء كثيرة ولعل من أبرزها التهجم على المراجع العظام سواء كان هذا التهجم من قبل جماعات او افراد فمن كان قبل سقوط صدام يتجرأ بكلمة على أي عالم من العلماء الأفاضل سواء كانوا في العراق او خارجه وهذا يأتي من باب عدم التدخل في امور الدين خوفا من السلطات العفلقية الحاكمة انذاك وعدم التجاوز على المراجع العظام لانهم ورثة الانبياء ولانهم قارعوا الظلم والتعسف الدكتاتوري اكثر منا وهذه التصريحات ان دلت على شيء فإنما تدل على عدم الوعي وعدم المعرفة بالامور الدينية والأخلاقية او بالأحرى كسب اكبر طبقة من الناس الجهلة في مثل هكذا امور لان عادة ان مثل هذه التصريحات تأتي من أناس يريدون التمسك بالمناصب وهذا لايأتي من فراغ طبعا بل أن مثل هكذا تصريحات تستهدف النيل من العلماء للوصول الى مصالحهم ومأربهم الشخصية هؤلاء العلماء الذين نذروا أنفسهم وضحوا بالغالي والنفيس من اجل إعلاء كلمة الحق والدين فوق كل الاعتبارات فبعد عملية الاستفتاء على الدستور العراقي الجديد اطل علينا في بعض الصحف وفي بعض القنوات الفضائية المغرضة اناس بعيدين كل البعد عن هكذا امور والتصريح الأخير الذي صدر من قبل عضو الجمعية الوطنية عبد الفتاح الشيخ والذي نسبه الى التيار الصدري عامة بأن السيد علي السيستاني متهما اياه بأنه ورقة في يد الاحتلال وهذا الاتهام وجه الى سماحة السيد السيستاني لأنه كان له الدور البارز في عملية إنجاح عملية الاستفتاء على الدستور والتي ادت الى نجاح في هذه العملية الكبيرة التي حدد فيها العراق مصيره نحو بر الامان !! وهنا لابد لنا من الوقوف ولو قليلا على التصريحات التي صرح بها عبد الفتاح الشيخ وقد اسند هذه التصريحات الى التيار الصدري وانا متأكد بأن هذا التصريح بعيدا كل البعد عن التيار الصدري فمن يعقل ان التيار الصدري يصرح ويرمي باللائمة على المرجع الديني الاعلى في العراق ويتهمه باتهامات باطلة ليس دفاعا عن التيار الصدري بل ان التيار الصدري يضم في صفوفه اناس مثقفون بعيدين عن التعصب والمهاترات الدينية وتصريحه العاري عن الصحة بأن السيد السيستاني ورقة بيد الاحتلال وهنا لابد من توجيه السؤال الى عبد الفتاح الشيخ ماهي مصلحة السيد السيتستاني بأن ورقة بيد الاحتلال ومالذي يجنيه من إزاء هذا التعامل مع القوات المحتلة هل لأنه ساهم وبشكل فعال في استتباب الأمن في العراق من شماله الى جنوبه وانه كان الشخص الوحيد الذي تسبب بعدم إراقة الدماء في النجف الاشرف وبقية المحافظات العراقية في إحداث جيش المهدي الاخيرة . هل من المعقول والصحيح ان تصدر مثل هذه التصريحات من قبل شخص منتخب من قبل الشعب العراقي وعضو جمعية وطنية بحق رجل عظيم وعالم جليل مثل سماحته الم يعتبر هذا التصريح استخفافا وعدم احترام مشاعر مقلدي هذا المرجع الديني الكبير والذي لابد لجميع العراق ان يقف وقفة إجلال لهذا السيد الفضيل . نحن ألان نعيش في مرحلة صعبة وحرجة علينا التكاتف كشيعة جميعا لنتصدى لجميع المحاولات التي تستهدف النيل منا كعراقيين فمن الأفضل لنا نبتعد عن التصريحات والمهاترات بحق علماء الدين الأفاضل والتوجه الى التكاتف والوحدة من اجل مصلحة الشعب العراقي ان هذه الأفعال والإعمال لن يستفيد منها أي طرف آخر سوى الذين يقومون بحملات اغتيال وتصفيات أبناء الشيعة في أي مكان في العراق الم يكن الأفضل ان توجه تلك الاتهامات الى هيئة علماء الخاطفين وما كان لهم من دور بارز في القتل والتفجير وتهجير أبناء الشيعة بتهمة أنهم شيعة ومن السائرين على نهج أهل البيت ( عليهم السلام ) فكيف لنا ان نتصدى لمثل هكذا محاولات ونحن نتبادل التهم بيننا ونصبح فريسة لهؤلاء الكفرة المجرمين الذين يدعون الإسلام زورا . أنها دعوة لكل عراقي شريف الابتعاد عن مثل هكذا أمور لأننا لانريد ان نكون أداة او وسيلة للنيل من مراجعنا العظام . وفقنا الله وإياكم لكسب مرضاة الله عز وجل .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |