لنتكاتف جميعا من اجل بناء عراق جديد

 

أحمد حسيب الرفاعي

Wathig1978@yahoo.com

 

لعل المتتبع للإحداث التي جرت في الساحة العراقية بعد سقوط الصنم سيجد أحداث لم تكن في الحسبان ولم نكن نتصور ان يوما ما سوف يأتي على العراق وهو يمر بمثل هذه المرحلة والتي نستطيع ان نسميها مرحلة الانفلات وعدم ضبط النفس وان ما أفرزته تلك الإحداث أشياء كثيرة ولعل من أبرزها التهجم على المراجع العظام سواء كان هذا التهجم من قبل جماعات او افراد فمن كان قبل سقوط صدام يتجرأ بكلمة على أي عالم من العلماء الأفاضل سواء كانوا في العراق او خارجه وهذا يأتي من باب عدم التدخل في امور الدين خوفا من السلطات العفلقية الحاكمة انذاك وعدم التجاوز على المراجع العظام لانهم ورثة الانبياء ولانهم قارعوا الظلم والتعسف الدكتاتوري اكثر منا وهذه التصريحات ان دلت على شيء فإنما تدل على عدم الوعي وعدم المعرفة بالامور الدينية والأخلاقية او بالأحرى كسب اكبر طبقة من الناس الجهلة في مثل هكذا امور لان عادة ان مثل هذه التصريحات تأتي من أناس يريدون التمسك بالمناصب وهذا لايأتي من فراغ طبعا بل أن مثل هكذا تصريحات تستهدف النيل من العلماء للوصول الى مصالحهم ومأربهم الشخصية هؤلاء العلماء الذين نذروا أنفسهم وضحوا بالغالي والنفيس من اجل إعلاء كلمة الحق والدين فوق كل الاعتبارات فبعد عملية الاستفتاء على الدستور العراقي الجديد اطل علينا في بعض الصحف وفي بعض القنوات الفضائية المغرضة اناس بعيدين كل البعد عن هكذا امور والتصريح الأخير الذي صدر من قبل عضو الجمعية الوطنية عبد الفتاح الشيخ والذي نسبه الى التيار الصدري عامة بأن السيد علي السيستاني متهما اياه بأنه ورقة في يد الاحتلال وهذا الاتهام وجه الى سماحة السيد السيستاني لأنه كان له الدور البارز في عملية إنجاح عملية الاستفتاء على الدستور والتي ادت الى نجاح في هذه العملية الكبيرة التي حدد فيها العراق مصيره نحو بر الامان !!

وهنا لابد لنا من الوقوف ولو قليلا على التصريحات التي صرح بها عبد الفتاح الشيخ وقد اسند هذه التصريحات الى التيار الصدري وانا متأكد بأن هذا التصريح بعيدا كل البعد عن التيار الصدري فمن يعقل ان التيار الصدري يصرح ويرمي باللائمة على المرجع الديني الاعلى في العراق ويتهمه باتهامات باطلة ليس دفاعا عن التيار الصدري بل ان التيار الصدري يضم في صفوفه اناس مثقفون بعيدين عن التعصب والمهاترات الدينية وتصريحه العاري عن الصحة بأن السيد السيستاني ورقة بيد الاحتلال وهنا لابد من توجيه السؤال الى عبد الفتاح الشيخ ماهي مصلحة السيد السيتستاني بأن ورقة بيد الاحتلال ومالذي يجنيه من إزاء هذا التعامل مع القوات المحتلة هل لأنه ساهم وبشكل فعال في استتباب الأمن في العراق من شماله الى جنوبه وانه كان الشخص الوحيد الذي تسبب بعدم إراقة الدماء في النجف الاشرف وبقية المحافظات العراقية في إحداث جيش المهدي الاخيرة .

هل من المعقول والصحيح ان تصدر مثل هذه التصريحات من قبل شخص منتخب من قبل الشعب العراقي وعضو جمعية وطنية بحق رجل عظيم وعالم جليل مثل سماحته الم يعتبر هذا التصريح استخفافا وعدم احترام مشاعر مقلدي هذا المرجع الديني الكبير والذي لابد لجميع العراق ان يقف وقفة إجلال لهذا السيد الفضيل .

نحن ألان نعيش في مرحلة صعبة وحرجة علينا التكاتف كشيعة جميعا لنتصدى لجميع المحاولات التي تستهدف النيل منا كعراقيين فمن الأفضل لنا نبتعد عن التصريحات والمهاترات بحق علماء الدين الأفاضل والتوجه الى التكاتف والوحدة من اجل مصلحة الشعب العراقي ان هذه الأفعال والإعمال لن يستفيد منها أي طرف آخر سوى الذين يقومون بحملات اغتيال وتصفيات أبناء الشيعة في أي مكان في العراق الم يكن الأفضل ان توجه تلك الاتهامات الى هيئة علماء الخاطفين وما كان لهم من دور بارز في القتل والتفجير وتهجير أبناء الشيعة بتهمة أنهم شيعة ومن السائرين على نهج أهل البيت ( عليهم السلام ) فكيف لنا ان نتصدى لمثل هكذا محاولات ونحن نتبادل التهم بيننا ونصبح فريسة لهؤلاء الكفرة المجرمين الذين يدعون الإسلام زورا .

أنها دعوة لكل عراقي شريف الابتعاد عن مثل هكذا أمور لأننا لانريد ان نكون أداة او وسيلة للنيل من مراجعنا العظام . وفقنا الله وإياكم لكسب مرضاة الله عز وجل .

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com