هوامش فوق سياسات الجنون (7)

 

نضال القادري

nidalkadri@gmail.com

بطاقة نعوة:
ليس دفاعا عن الأسد.. لكن ما فرط به اليهودي "بيريز" بقولته ردا على تقرير ميليس يثير قرفا واستغرابا:"إذا صح ما ورد في التقرير حول تورط الحكومة السورية في عملية الاغتيال، فإنه يتوجب تغيير التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد"، مضيفا على ما سبق أيضا:"من غير الطبيعي ولا يمكن القبول بأن تحكم سورية عائلة تنتمي إلى أقلية". من الواجب ان نسأل: هل ينطوي كلامه على غيرة تجاه مستقبل سوريا والسوريين؟ أم أن ذلك خوفا محببا على مسيرة الديمقراطية الشعبية من بطش الديكتاتوريين؟ وبعد السؤال وجب القول: لا نريد ديمقراطية الفلاشا والشتيرن والأرغون، لا نريد ديمقراطية الفصل العنصري، لا نريد ديمقراطية التلمود والوصايا، عندنا ما يكفي من المأسي إذ أن "حرية وتحرير" الشعب العراقي لم يكتمل هلاللها المبين. هذه التصريحات ليست إلا إيذانا ببدء عناقيد الحقد وعلى السوريين، قبل غيرهم، أن يجيبوا دون خوف أو حذر. وللذين يرقصون فرحا على قبر الحريري وبالتسمية:" تيار المستقبل" أو ما تبقى من المستقبل،"القوات اللبنانية" وما بقي من لبنانهم،"حزب الكتائب" وضمنا من مع كريم بقردوني ورشاد سلامة، "حركة التجدد الديمقراطي" وما تبقى من الديمقراطيين،"الكتلة الوطنية" وما بقي من الوطنيين،"الحزب التقدمي الاشتراكي" وما بقي من كمال جنبلاط، ولكل الزاحفين إلى ساحة "الحرية"، وللمعاهدين على البقاء والاستمرار باحتفالات النصر من أجل الوصول الى الحقيقة غداة صدور التقرير نقول بأننا "نحن" أيضا نريد الحقيقة، حقيقة ما تضمرون تجاهنا.. كل هذا ليس دفاعا عن الأسد، ولكن حتى لا يأكلنا أسد الخوف الذي يهز نومنا منذ حين!!! وأسأل، لماذا لا يطرح "بيريز" غيرته على الأكثرية في أرض لبنان ألـ 10452؟! فقط نريد ذلك ولمرة واحدة فقط... "بيريز"، الخط الوطني مشغول، حاول مرة أخرى!!!

إيلاف والقميص:
يبقى على وسائل الإعلام أن تتوخى الدقة والحذر في نقل أخبارها بموضوعية ومناقبية وتجرد. ويبقى على الإعلام الممسوك أن ينفلت من قيوده حتى لا تتكسر أهدافه تحت نعال المضللين والحاقدين. ويبقى على كل من ساهم في تغيب الواقع أن يعود إلى رشده ولزاما علينا أن نعيد له الحقيقة حتى يفيق من سكراته، وأن نستفضح في وضح النهار كل من مول وحرض ودبر وقود أقلام الكتبة والزاحفين والمرتشين تمهيدا لإعلان موتهم العبثي. وبعد الموت الأمن لكم من بعد الإعلام الحر دوام البقاء، أو طول الشقاء متى أضحت الحرية في ميدان العبودية سيفا صدءا يحمله تاجر فسدت تجارته وأخلاقه بين المحاربين. لماذا أقول كل هذا؟ إن بعض هذا الكلام، لأنه أصبح لزاما على عثمان العمير أن يمسح أثر كتابه والمراسلين المنتحرين بإرادة غيرهم في نشرة إعلامه "إيلاف" الإلكترونية. نعم بكل بساطة، وعلى إيلاف أن تعتذر عن حقارتها للذين طالهم سوء تغطيتها المراهقة.. مثلا كأن يعتذر الصحفي المراهق "بلال خبيز" عن تقاريره الممسوخة والكاذبة، وكأن تعتذر العارضة الصحفية الجميلة "ريما الزهار" عن ذات الموضوع لإتقانها فن الغباء اللامتناهي والمراهقة التحليلية العمياء خصوصا فيما يتعلق بعملية زج إسم الحزب السوري القومي الإجتماعي، صاحب المراس النهضوي العلماني العريق، بمقتل رفيق الحريري تحت تأثير الإشاعات والجعجعات والأقاويل، ذلك لانك في ميدان الحرية ستسأل عن نوع المطاط المستخدم بصنعها،وستجادل بأهمية أبعادها بإختلاف الزمان والمكان وبطينة صانعيها ومستخدميها، وستختبر "الأكاذيب" التي تدس كرأس النعامة من حولك بالطريقة المناسبة السفيهة. نعم، هكذا كان وبعد الأن نرجو ألا يكون!! السيد عثمان العمير، أتمنى ألا تغرق "إيلاف" أكثر وأكثر في الخطاب الذي يستغفل شعور القراء ويجرح التاريخ في العمق والصميم. المراجعة مطلوبة، وبتر أقلام المبتدئين والمراهقين رحمة بإله إسمه الجهل ضربة موفقة في محلها، إذ إن ذلك ليس كفرا.. وإلا سنقول لك ولحقيقتك، بكل أمانة، كما قال المثل الحكيم لمن وقع في شر أعماله: يداك أوكتا وفوك نفخ".

البعبع والحقيقة:
يبدو أن الحقيقة التي يفتش عنها الشيخ "سعد" قد وجدت خببها في جزر النخل والأرانب اللبنانية (جزر لبنانية صرف وغير متنازع عليها مع سوريا، فقط للتذكير)، والحقيقة تشبه في سردها حكاية جدتي عن "ليلى والذئب" والبعبع الذي كنا نخاف منه دون أن نراه مرة في حياتنا، إذ لاحقا أيقن السامعون لجدتي أنه من علم غيبها، وبئس العلم!!! وعلى هوامش الرذيلة في الهلال السوري الخصيب، أو على هوامش سياسات الجنون، أقر اليوم وأعترف يا شعبي بأنني عاتب على ميليس كثيرا، ليس لأي شيء إستراتيجي، فقط على بعض التفاصيل الصغيرة المهمة، فمثلا لماذا لم يستعن بخبرة المتهم ناصر قنديل في حبك القصص المثيرة وفبركة العامل البوليسي في تقريره الأخير، إذا أن ذلك ليس عيبا على قاعدة:"أعطوا الخباز للخباز..."، وفي ذات الموضوع أنا من القائلين أن "أنسي الحاج" هو أكثر دراية في أدب المحاورة والملاطفة من السيد "بول شاوول" الذي قد لا أزعم أنه شارك في أدبيات التقرير الميليسيوي وحوار الشخصيات المتقطع المبعثر كطحين الشعب المسكين الذي أوصل "سعد" إلى زعامة الخبز المر. واستكمالا أنا عاتب على ميليس حتى الرمق الأخير، إذ أنه لم يذكر إسمي في تقريره، فبرأيه أنا لست فلسطينيا من "جماعة" أحمد جبريل، ولست "ديمقراطيا" من أجل تحرير فلسطين وأعطيه الحق بذلك، ولست شهيدا مثل جهاد أحمد جبريل الذي اغتاله صمت رفيق الحريري وكتلة بيروت النيابية بجنون مدقع، لكنني فوق كل الإحتمالات أقر وأعترف بأنني أنتمي إلى النهر الذي يشرب منه أحمد جبريل والبحر الذي يسرح فيه نظراته الخائبة بقرف من منظمة أبو مازن "منظمة التحرير" الإرهابية حتى الأمس القريب، حتى الأمس الذي أعلن عقمه ولم يجعل من زيتون يبوس (القدس) وتفاح الجليل وليمون يافا في متناول الجميع. أنا عاتب!! أنا عاتب!! فقط أنا عاتب، هل من يشتري مني بعض هذا العتب؟! من يدلني على تجارة أو على سياسة غير العمالة؟! من يبيعني ببلاغ رقمه "صفر" أو ببضع "شيكلات" وطني المسلوب خلف جدران السفارات؟! من يقرأ دفتري المصلوب من أخره ير صفحة وطن السواد.. من..؟! من..؟! من..؟! وأسال في مهب الله من يأخذ من وطني، إلى الأبد، الحثالة والصديقين والشياطين وشهود الزور، والبوليس الذي يسكر في جزمته إلى يوم الدين.. هل من سامع او مجيب؟! لن أنحني للعاصفة، لن!!!

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com