مجرد رأي
علي ماضي
alimadhy67@yahoo.com
مجرد رأي محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين سفّاح ودكتاتور القرن المنصرم ، أصبحت الشغل الشاغل لوسائل ألأعلام العراقية والعربية والغربية،وحديث الساعة للشارع العراقي ،فمنهم من يؤيد إعدامه ،ومنهم من يرى إن المحكمة غير شرعية،وآخر يشكك في كفاءة القضاة،وثالث يسخر من سيناريو ألإخراج ،ورداءة تقنيات الصوتية ....الخ.
بعيدا عن كل ما قيل ،بعيدا عن التعقيدات العلمية ومفرداتها الصعبة،والغوص في التحليلات اعتمادا على ألإحصاء وألإستطلاع وألإستبيان ،وما إلى ذلك ،تعالوا جميعا ومن باب المثل العراقي القائل( نحسبها حساب عرب) أي بالطرق البسيطة.
لنتصور إننا نملك مصنعا ينتج الزجاجيات ،ثم أتضح فيما بعد إن أنتاج مصنعنا سيئا للغاية لا يطابق مواصفات القياس والسيطرة النوعية لأكثر الدول تخلفا ،فما الفائدة المرجوة من سحب المنتوج من السوق وتدميره؟!( على الرغم من أنها خطوة مهمة وبديهية) إذا كانت خطوط ألإنتاج ما زالت عاملة !.
إن التغير الحقيقي والذي سينقذ المصنع من كارثة الخسارة هو تغير خطوط ألإنتاج إضافة إلى سحب وتدمير المنتوج السيئ.
إن ألأسرة والشارع والمدرسة والمجتمع بعادته وتقاليده ومورثه الديني تمثل خطوط إنتاج الشخصية في كل المجتمعات .
وبما إن مصنع الشخصية العراقي كان في معظمه سيئا جدا ،بل إنه كان مخزيا في بعض رموزه كأمثال الطاغية المعتوه وأعوانه،فإنه لا يكفي سحب وإتلاف المنتوج ،بل ألأهم من ذلك هو أن نخطوا خطوات مهمة على طريق تغير مجتمعنا تغيرا جذريا، وقبل إن نسوق صدام إلى حبل المشنقة علينا إن نسوق معه عادتنا البالية و مورثنا الديني الخاطئ ونظامنا القبلي ونظامنا التعليمي وكل المحاور التي أسهمت في صياغة نمط الشخصية التي نستعرّ منها ألآن.
إن مشكلة صدام الحقيقية كانت في كونه تحت المجهر ،وإلا فانا اقسم إن المجتمع العراقي يحوي أصنافا لو وليت لكان صدام مبتدئا بالقياس إليهم.