|
لتتوحد أهدافنا في ذكرى شهادة الأمام علي(ع) في هذه الايام والليالي الرمضانية المباركة , نشهد ذكرى جرح واستشهاد الأمام علي (ع) , لتتفجر ينابيع الحزن في قولبنا وعيوننا لعمق المأساة التي دلت على وحشية الأنسان عندما يمسخ من قيمته ليتحول الى وحش كاسر , لينفذ تلك الجريمة ضد من عاش حياته كلها مع اللة تعالى , لا بصوفيةتخزن المشاعر , وانما أنفتاح على عباد اللة في العيش وتحسس آلامهم ومشاكلهم , ليبدع الأمام (ع) لنا من خلال وحي اللة , عن طريق رسول اللة(ص) في فكرنا فكرا وفي عقلنا عقلا . ان مناسبات وقوفنا مع الأئمة المعصومين(ع) في أحزانهم , تدعونا لمراجعة الكثير من مشاكلنا في الأجتماع والسياسة وكل نواحي الحياة الأخرى . فأمير المؤمنين(ع) لم يكن شخصية تاريخية تتأطر في الزمن الذي عاش فيه , بل هو الأسلام المتحرك المتتد أمتداد الزمن . ليأخذ كل جيل منه وهج وضوء الرسالة . فهو وليينا وباب مدينة علم رسول اللة (ص) : " أنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤئون الزكاة وهم راكعون " . هو تجسيد للشجاعة بشهادة القرآن الكريم في قوله تعالى "ومن الناس من يشري نفسه أبتغاء مرضاة اللة واللة رؤوف بالعباد " . كم نحتاج الى فكر الأمام هذه الأيام حيث تتقاذفنا الفتن والأهواء والتدافعات السياسية التي تنذر بفرقتنا وذهاب وحدة صف المنتمين لمدرسة أهل البيت (ع).
بينما الأعداء يهيأون كل الأمكانيات
ويحشدون مختلف الطاقات من أجل أعادة ماكنة الطحن للأجساد الشيعية والمستضعفة أو
أبقاءهافي دائرة العبودية والسخرة للطغاة القدماء الجدد . وكم نحن بحاجة الى
وصاياه وحكمه لتنير لنا طريق الوحدة , وتبعدنا عن التشرذم . ففي البدء يضع لنا
الأمام علي (ع) المنهج الأسلامي الصحيح في حركتنا السياسية وهو وضعها " أي
السياسة " في موضعها الصحيح وهو ان تتحرك من أجل ان تعمق لنا قضايانا المصيرية
والكبرى , لا أن تقودنا الى أن نجعل من السياسة لعبة لتحقيق مصلحة الذات
الشخصية أو الحزبية بعيدا عن الهدف العام وبالتالي تزوير ذوق وروح الناس , وجعل
ثقتهم مهتزه ببعض الرموز المتصدية في الساحة التي تكون مصداقا لما هو أناني
يهدف الى تحقيق مآرب الذات القميئة بعيدا عن الدائرة الأوسع المتمثلة بالمذهب
أو الوطن وخدمة الضعفاء قبل الأقوياء واصحاب الجاه. ويقوم الأمام بترسيخ وتعميق
هذا المبدأ في أذهان الناس , بضربه لمثل تاريخي , وهوتفضيله لنعله كونها تحمي
قدمه من برد الشتاء وحرارة الصيف , على أمرة لا تقيم الحق ولا تدفع الباطل
لأنها ستثقل صاحبها في تلك الحالة . أمير المؤمنين (ع) هو المسلم الوحيد الذي
عاش الأسلام كله وعرف الأسلام كله وانفتح على روحانيتة كلها وعاش مع النبي (ص)
الذي لم يستطيع بفعل الحروب والأوضاع والمشاكل أن يكمل مشروعه في تركيز القيم
الأسلامية في نفوس الناس , يعطينا بجواهر كلماته وجمله ما ينور به أيامنا هذه
لينذرنا من الفرقة " حين وقعت الفرقة " ليذكرنتا بقوله تعالى " ولا تنازعوا
فتفشلوا وتذهب ريحكم " لأنها تفقد قوتهاحينئذ , " وتشتت الألفة" فيصيركل واحد
منا يعمل لوحده لتختلف عندها الأهداف " وأختلفت الكلمة والأفئدة " والقلوب
ليصبح لكل واحد مطالبه وشعاراته بعيدا عن روح العمل الجماعي داخل دائرة الولاية
. لتصبح صعوبة أندماج جماعة مع أخرى على أهداف الوطن والدين والمذهب .فالكل
تهمه الزعامة أولا لتتعدد الزعامات ليخلع تعالى لباس العزة " قد خلع اللة عنهم
لباس كرامته" لأبتعادهم عن المسؤولية الكبرى والهم الأكبر وهو نصرة المستضعفين
عندها يسلب اللة منا ما توفرنا عليه ولو لشهور من عمر الحكومة المنتخبة .
يريدنا الأمام (ع) أن نخضع لمبادئنا لا الى أهوائنا ومطامعنا وحزازياتنا التي
أستصحبناها معنا من الماضي القريب ,لأن كل ذلك بداية لسقوط مشروعنا الحضاري
وهنا يشير الى ذلك بقوله (ع) " انما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع" . عندها نقع من
جديد فرائس لوحوش البعث الصدامي التي لذتها القتل وراحتها أنتهاك الأعراض الذين
جبلوا على الخسه ورضعوا من ثدي الخيانه .ولهذا أستمروا في جرائمهم بالتحالف مع
الوهابية القادمين الى العراق أو المتوهبين خلال حملة صدام "الأيمانية وقبلها"
كونها مذهب يكفر الأغلبية العراقية الشيعية , والشيعة بوجه عام . عندها تقفل
أمام الشيعة من جديد أبواب جامعةعمرو موسى الهرمة المتطفلة , وتنام ضمائهم في
كهوف النسيان كما كانت دوما , عند سماع أخبار سفك الدماء ومجازر بحق شيعة
العراق وكورده .حينها يعودون لترديد تلك الأسطوانة المشروخة التي أسمعوها لنا ,
وأقصد بها أن هذا شأن داخلي لا يعنينا كجامعة حيث اننا لا نتدخل بشؤون دول
وحكومات , وهل ننسى صمتهم عن كل ما كان يرتكبه البعثيون الصداميون من جرائم
مريعة ورهيبة ؟.هنا علينا أن نجعل قول الأمام علي (ع) برنامج عمل الجميع وهو "
لا عقل كالتدبير" ليحتكم كل الموالين لما يبتعد بهم من السقوط والهلاك بتقديمهم
مصلحة النوع وابعاد الضرر عنه عن كل ما هو دون ذلك .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |