في الفترة الأخيرة نشط أشباه الرجال والنساء من المخنثين لأخذ دور ريادي في الحياة السياسية والاجتماعية في لبنان، ومع طرد الجيش السوري المحتل لم يتسن بعد تكنيس قاذروراتهم المخابراتية والأمنية تماما، بل ينتشر عفنهم وقيحهم بما فيه الأخلاقي مهددا البقية الباقية من ماء الوجه وبشكل أو آخر بقايا التسامح الذي لم يتأت لهم تدنسه نهائيا في البلد. ومن هذه البكتريا عميل سوري لا دين له ولا قومية ولا حتى جنس. هو عنصر مخابرات تم تجنيده ليتجسس على المثقفين ورجال الدين تحديدا ويبدو أن اختياره تم بإحكام من قبل المخابرات السورية. فلنتعرف على المرض بغية تجنبه.
لقد تكدست لدينا معلومات خطيرة عن هذا الشخص وآخرين معه، ولمعالجة هذه الظاهرة السلبية وتوضيحها لابد من العودة لو سطها وجذورها السورية، فأضافت لي مصادر مطلعة ما يخجل ويخيف بىن واحد، ولئلا أكون متحاملا عليه "ومن أفواههم أدينوهم". وهذا المقال سيكون بمثابة مقدمة لما سيلي إن استمر متدخلا بالشأن الذي لا يعنيه، ولن نقحم خصوصياته إن لم يقحمها هو نفسه بما لا يعنيه، خصوصا الصور الخليعة التي لا يقبل بها مسيحي أو يهودي ولا حتى خليع.
لم أرَ ولم أسمع في حياتي كاتب يدعى أنه من قلائل المثقفين مثل نبيل فياض. فيقول أنه لا يوجد في سورية مثقفين إلا هو وأربعة آخرين من ليبراليي آخر زمان، فهو بالتأكيد حاقد وغير منصف وجاهل. فصار يسخر منه العالم والجاهل على حد سواء ، بل ويتبرأ من ترهاته السياسيون ويشيحون بوجوههم صامتين، وربما الأمنيون لأنها ستضر بسمعتهم وتكشف حقيقتهم بمن فيهم بهجت سليمان(اللواء العظيم المظلوم) كما وصفه فياض.
عبر فياض عن حقده وكراهيته للدين الإسلامي، وهذا شأنه، بينما عبر عن إعجابه بالمسيحية، ثم عاد ونكث كلامه وكذب نفسه عندما عبر عن إعجابه بطوائف إسلامية مقابل الإسلام السني المنغلق. هذا التخبط إن دل على شيء إنما عن عدم اتزان وغياب السوية في فكره ومعارفه، ولا يمكن أن يؤخذ ما يكتب أو يقول على محمل المسؤولية، فهو يتحلل منها دوريا.
في الوقت الذي لا يفرح أحد بزيارة أجهزة الأمن فقد عبر عن ارتياحه لفترة اعتقاله وتملق ضباط الأمن له حتى أن أحدهم أبدى استعداده لإحضار لبن العصفور لو طلبه، فلماذا إذا يعتقلون نبيل فياض ويحتفظون به عندهم لمدة أسابيع في منتجع سبع نجوم ؟ وما هو موضوع التحقيق معه والتهمة الموجهة له إذاً ؟
وما زعمه بأنه المثقف الخامس من يتامى سوريا الليبراليين سوى إهانة للشعب السوري من أدناه إلى أقصاه وبكل قيمه وأديانه وأقوامه، فالشعب الشامي عريق من أقدم الأزمنة، وقبل مجيء الأديان، ورث تركة الأراميين وحضارة السريان التي امتزجت بما اسهم به الكرديين في حضارة المنطقة وأعطى الأبجدية إلى العالم، وهو الذي أهدى الفلاسفة الأماجد للبشرية ، ومنه انطلقت حملات تحرير البشرية من أوهام الجهل والاستبداد، اما حاضر هذا الشعب الكئيب في سوريا الصغرى يحتاج لبعض الحرية والتحرر من نير ضباط الأمن الذين يمجدهم فياض بعقله المريض حتى ينهض من جديد بكل قطاعاته الشعبية وفرقه المجتمعية.
يثني على ضابط أمن له ماض مشهور ومعروف لا يشك في تفاهة ثقافته اثنان، ولا يختلف عن غيره من سماسرة الثقافة والعلم والشهادات، سخروا غيرهم من العلماء المغمورين من المثقفين السوريين لكتابة رسائلهم الجامعية التي بفضلها نالوا (درجة د. والتي تشير بحق أمثالهم إلى لقب دب لا دكتور) كمثل الحمار يحمل أسفارا. ضابط الأمن الذي عظمه فياض ما زالت يده تقطر دماً من مئات الضحايا التي صفاها بيده ضابط سرايا الدفاع وضابط المخابرات العسكرية. وعموما خط بيمناه خروجه على كل مقدسات الأرض والسمتء، كغيره من الذين تربوا في زوايا فروع الأمن والمخابرات. ولا يمكن أن يعض الكلب صاحبه ويحمي الغريب، فهو عض أهله وقومه ودينه، وتنقل بين الأديان والأقوام لينبحهم واحدا تلو الآخر.
يقول الجهبذ نبيل فياض "لم أفكّر يوماً بالاقتراب من الفكرالعربي؛ لكنّي مرّة، وكنت أعدّ دراسة لجريدة لبنانيّة عملت بها فترة غير قصيرة عن الفلسفة في أميركا اللاتينيّة، ذكرت أمام أحد أقاربي، اسم الخليفة الإسلامي الثاني بأنه عمر بن شدّاد؛ فلامني للغاية على هذه القطيعة المعرفيّة مع الثقافة العربيّة؛ وصمّمت بعدها على الاقتراب من هذه الثقافة! وهكذا، بدأت العمل على تقوية ذاتي باللغة العربيّة! الآن أشعر بالندم على الوقت الذي أضعته في التعاطي مع ما عند العرب من معارف، لأن صفحة واحدة من هايدغر تساوي كل ما كُتب باللغة العربيّة منذ أن اخترعوا حروفها حتى اليوم! ...لكن سبق السيف العذل! ". ويتابع المفكر الكبير ولنرى بماذا يفكر المفكر حين يواصل: "يهمني فقط ثلاثة أشياء: صديقي عدنان الذي أكتب عنه دائماً، والذي ساعدني للغاية في كسر العزلة التي أدمنتها منذ كنت في الدير". ,اقحم الدير من حيث لا يحتسب.. وهو الجاهل بتسامح المسيحية وغايتها الإنسان، وكان تردد على أمكنة لا تليق بنصف مثقف بحثا عن إشباع غريزته الحيوانية. لا يحسب بين الرجال رجلا ولا بين النساء أنثى. وتظل/يظل نبيل(ة) فياض عار على الرجال والنساء وشر على الأخلاق والأديان اللادينيين معا وعلى على انفراد.
غير فياض توجهاته السياسية أكثر مما يغير ملابسه الداخلية، حاول أن يوهم المهتمين بالسياسة أنه معارض ودخل السجن طوعا بالاتفاق مع ضابط مخابرات سوري معروف، ثم خرج ليقول أن السجون السورية فنادق خمس نجوم، وانفضت عروة الحزب الليبرالي الذي تأسس بمعرفة الضابط نفسه. وبعد ذلك بدأ باتصالات مع كافة من له سمعة حسنة في سوريا ولبنان. حاول أن يخلق لنفسه سمعه بين ذوي السمعة، فصرفه معظمهم على عجل فور معرفة حقيقته، عاد ليشهر نفسه أكثر فأكثر وزعم أنه السياسي الإصلاحي الكبير الخطير، لكن لم يعتقله أحد بينما في سوريا يعتقل الإنسان لمجرد لفظ كلمة حقوق إنسان. ألتصق بسجين سياسي سابق وتسلبط على نتاج عمره وثروته الوحيدة التي صاغها بآلامه ودموعه وأحزانه لينشرها على أنها محاولة لتجربة ليبرالية وسرق اسم التنظيم الذي فكر فيه السجين اللبواني.
الأمر الأشد غرابة حين يحدثنا نبيل ناعتا كل من لفظه بأنه عميل لهذه الجهة أو تلك ويكرر ما تذيعه مخارات سوريا، العتب ليس على من يمنح مؤخرته لمن يمتطيها بل على الذي رافق هكذا مؤخرة هذا العيي المناضل بخلفيته. والكل يعتقد أنه عندما ينتقدني من هو أحسن مني أتشرف، أما وأني محط تهكم مبغى المجتمع فهذا ما لا يقبل. وسابق في النضال بمؤخرته حتى بنت الوزير السوري هالة الفيصل التي خرجت عن مألوف بلدها مدافعة عن بعث الصمود المصدي بعري مؤخرتها، وكما يرى سيغموند فرويد يفسر كل شيء من خلال خلفيته وما يرشح من ثقوبه وليس فكرا بقدر ما هو قيح.
من أين رضع فياض أصول الشجاعة والرجولة المزعوة؟ يجيب هو نفسه: المفكّران الصديقان صادق العظم ومحمّد شحرور. الأوّل علماني لا ديني، والثاني علماني مسلم. وهذان الرجلان كنت ألتقيهما باستمرار في أحد الأفرع التابعة للأمن العسكري، عند صديق هو لواء ودكتور في الفلسفة الغربيّة في آن. وهناك كانت حواراتنا، التي كان يحضرها إضافة إلى السابقين، الباحث المهندس زكريّا أوزون والدكتور عاصم العظم وأحياناً الدكتور أحمد برقاوي. وكان الحوار في ذاك الفرع الأمني أكثر من صريح ويتجاوز الجرأة بما لا يقارن. ومن تلك الحوارات تعلّمت شخصيّاً رفض الخوف.. دون تعصّب أو إزعاج أو خجل. بل كثيراً ما كنت أنسى أني في فرع أمني، لعمق ديمقراطيّة الحديث، ثم أعود إلى ذاتي لأسأل بصوت عال: هل أنا في الكسليك أم في فرع مخابرات سوري؟ هذا اللواء الدكتور، الذي انتهت علاقتي به بعد اعتقالي، يستحق من المثقفين الفعليين، وسوريّة تشهد هذا الحراك الثقافي الديمقراطي غير المسبوق، أن تذكر أفضاله علينا بأنه أوّل من رعى خليّة ثقافيّة علمانيّة ديمقراطيّة فعليّة في سوريّة. ... علينا التحدّث إلى المجتمع الذي نسعى لتطويره بصراحة، فنحكي عن هذا المسئول الاستخباراتي الذي نتلمّس فيه عنصراً غاية في الفعاليّة لإشعار الناس أن رجال الأمن مثل باقي قطاعات .. وبالتالي لا داعي للخوف من التعاطي معه بوضع الجميع في سلّة واحدة، وبالمقابل يفهم الناس أن المعارض يمكنه أن يلتقي مع رجل السلطة دون أن تكون علاقتهما تابع-متبوع.. سوريّة تتغيّر: ومن واجب المثقفين الفعليين أن ينصفوا هذا الرجل العظيم "المظلوم"، الذي كانت أفكاره ومواقفه النبيلة حجر الأساس الذي أقمنا عليه بناءنا المعرفي الذي نسعى لأن نعلي أبراجه.
ما سبق لا يحتاج لتعليق من أحد في لبنان أو سوريا ولا حتى من المريخ. لأن هذا اللواء الفيلسوف والرجل العظيم حسب وصف نبيل فياض له هو بهجت سليمان: ضابط القتل في سرايا الدفاع أيام رفعت أسد وضابط الاستخبارات العسكرية التي صفت آلاف السوريين الأبرياء من العلماء والمثقفين الذين تتجاوز ثقافتهم آلاف المرات ثقافة المدعو نبيل فياض. ، الذي اوكل إليه إثارة النزعات والفرقة بين السوريين بعد أن ضاع في بحر المثقفين اللبنانيين ولم يعبروه بشيء. وقد خصص له حماية شخصية لمدة خمس سنوات ليسب ويشتم ويكفّر ويسفه ويبث الحقد والكراهية ويحارب التسامح، واستله الأمن ليرد لهم الجميل. وقال محمد حاج صالح وهو أحد المثقفين السوريين الذي يراهم فياض عالة عليه محققا مدققا: "سيادة اللواء في الأمن العسكري يؤسس خلية المثقفين الحقيقيين". وقال: يكتب نبيل فياض مقالاً، يفاجئ القارئ السوري الذي طوّر حواسّاً لا يمكن إدهاشها ومفاجأتها إلا بصعوبة تقترب من الاستحالة. ويقول عن بضاعة نبيل في رحلة العذاب والإدانة هذه تذكرنا بالمرحلة الثانوية في الرقة، عندما كنا نحن اليساريين نستعرض قراءاتنا ومصطلحاتنا لنقهر الناصريين والبعثيين والأخوان. آنذاك كثيراً ما كنا نفاجئ محاورنا، هكذا: هل قرأت كتاب فلان، وفلان أجنبي طبعاً. نحن أكيدون أنه لم يقرأه، وجملتنا التالية جاهزة: إيييي رحْ اقرأه ثم تعالْ ناقشْ. وربما زدناها باختراع أسماء غريبة لنضمن محاصرة المحاور، إذْ كان البعض منهم يغامر ويقول: أي نعم قرأته. أحد الذين اخترعناهم كان يابانياً، باعتبار أن التقدم الياباني آنذاك كان محوراً للنقاشات، وكان هذا الياباني يسمّى " ياماناكوياما ".
لقد لفظ المجتمع القاذورات ومنها فياض الذي تم طرده وحذف كتاباته من موقع الناقد الذي يديره رجل مسيحي علماني بعد أن كشف حقيقته، وابتعد عنه اللبواني بعد ان سرق منه وثائق التجمع الذي عمل على تأسيسه في سجنه غير المريح، كما تم طرده من حزب سوري أمريكي بعد انكشاف حقيقته، وتم طرده من المثقفين السوريين الذين يتجسس عليهم. تم طرده من كل الفعاليات الاجتماعية السورية ويبحث له اليوم عن عودة موفقة على أرض لبنان الذي تنفس الصعداء بعد طرد الجيش ويستمر بكنس المخابرات ولن يكون نبيل سوى أرذلهم. ولا يتورع من البوح ملمحا عن بداياته وعلاقاته المثلية ويقول: "في مرحلتي التكوينيّة في القاهرة بشخص عشت معه ثلاث سنوات تقريباً، لا علاقة له بالإسلام ولا بالعروبة، اسمه فيليب". ويشير أحد أصيب بمرض الإيدز- نقص المناعة المكتسبة، أن عاد عن الكفر بالإيمان ليقضي ما تبقى من العمر بجوار الله، ولم يخف غضبه أن نبيلة فياض كانت السبب. وهذا ما سيكون محور من المحاور التالية وليس تجنيا على الإطلاق.
أما عن نبيلة فياض المتشبهة بملكة الإغراء الجميلة (فير بالمر) المعروفة باسمها الفني جين مانسفيلد، ولقيت مصرعها عندما اصطدمت سيارتها بتراكتور حيث انتشلت جثتها وقد انقسمت الى شطرين، على أنها مثله الأعلى ويتشبه بها، ونتف كل شعرة بجسمه ويعرض نفسه للقاصي والداني، فهذا ما سنتعرض له أيضا في المقالة التالية.
السيدة فياضة، أنصحك بألا تفكر بالسياسة والثقافة العربية أو التقرب من الدين المسيحي فهو عصي على الدنس، فلك ما لك ولنا ما لنا وثق تماما أننا لن نقترب من تخصصك في الهومو ومازو والترافستيت. وإن سولت لك نفسك أن تبحث عن ركاب من بين التخصصات التي لا تفهمها فلن نوفر ما لدينا من فضائح وبالصور وننثرها بوجه من يظن فيك ذرة من الاحترام للذات وليس احترام الغير. ونعدك ألا نقترب مما أنت فيه.
وإن لم يقف عند حده ومستواه فسوف ننشر متجاوزين الأعراف التي لا يعترف بها فياض أصلا. فإلى الحلقة التالية وبالأسماء والصور والتواريخ.