لتتوحد
أهدافنا في ذكرى شهادة الأمام علي(ع) (2)
في الجزء الأول توقفنا عند حكمة الأمام
علي(ع ) " لا عقل كالتدبير " , لنقول كل ماصدر عنه (ع) كان وصفا علاجيا للحياة
انطلاقا من الفكرة لا بتجريدها وانما بتحريكها في عقل الأنسان , لينفتح على
الآفاق الواسعة التي تنمي تلك الفكرة .
لا يكتفي الأمام (ع) بهذا وانما يدفع
بالفكرة الىالمشاعر كي تتحسسها في اطار العاطفة الموجهة , والى الروح كي تسمو
بها . كان علي(ع) الفكروالحق والرسالة يريد لعلاقتة مع الناس ان تكون من خلال
علاقتهم باللة سبحانة وتعالى , ومن ضمن هذه العلاقة خدمة الأنسانية وهذا لايكون
الا بالسير في الطريق الرسالي ومصاديق هذا الطريق هو ان يكون هذا الأنسان
اسلاما يتحرك ليثقف الناس في كل نواحي الحياة الأدارية والعلمية والأخلاقية .
كان يريد للأنسان ان يعيش هاجس ان يرتفع بنفسةوالمجتمع الى مستوى المسؤولية كي
لا يبقى من الأسلام الا اسمه ولا
من القرآن الا رسمه . كأني به (ع) يستشرف على مساجد مفخخي كل ما يمت لحياة
أهلنا بصلة , فكان يوصفها بأنها مأوى للفتنة ومصاديقها من تخطيط لكل ما هوسلبي
وضار بالمجتمع رغم عمرانها بالبناء في زمن الطاغوت صدام المجرم.
وفي سنن الأجتماع كان (ع) ناقدا ببصيرة ثافبة لحال الناس والىضرورة التآلف كي
يمنعوا الآخرين من الأستقواء عليهم بدون حق وكان دائما يصف الأحوال " الأحول
مضطربة " يشير الى عدم استقرار الأوضاع الأمنية والأقتصادية " الأيدي مختلفة"
ليحذرنا من خطورة ان يتحرك كل منا بأتجاه يختلف عن الأخر ليضعفه وبضعف نفسة .
وكان (ع) يمقت الكثرة ان افترقت حينها
لاتكون كثرة فاعلة " الكثرة متفرقة" لأنها أي الكثرة تشكل قوة عندما تنضم جهود
الأفراد إلى بعضها البعض، أما أذا كان كل عدد يتحرك وحده, فإنه لايمثل قوه
تذكر. كان يحث شيعته على دراسة الظروف وتحليل عناصرها ومن يحرك هذه العناصر ,
لتكون لنا الذهنية التي نستطيع بها ان نميز بين الأشياء في حقائقها , دون ان
نتوقف عند دوائرنا الضيقة بل ننظر في عواقب الأمور وغاياتها النهائية .
ماهي مصاديق الفتن التي تنتظر شيعة علي (ع) :
أ- تحشيد الدكتور أياد علاوي بمباركة من أطراف أقليمية طائفية لتكتل يهدف به
تسويق البعث بحلة جديدة وتحضيره للأنتخابات القادمة عن طريق شراء الذمم القابلة
للبيع على حساب المبادئ , بتحشيد سياسيين تهمهم المصلحة الشخصية على حساب الشعب
المغلوب على أمره , دون
ان يذكر ويدين العمليات الأرهابية والذبح والتفخيخ اليومي لقتل المزيد ثم
المزيد من شيعة المعصومين (ع) . لا سيما وضوح الدعم الأميركي له , لما يتوفر
عليه من تناغم مع أهدافها السياسية والأمنية والأقتصادية , ومصالح عملائها
الأقزام في المنطقة . وهذا مؤشر واضح لعدم جديتها في تجذير الديمقراطية في دول
المنطقة وما تفرزه من حكم أكثرية ظلت تتوجس منها , ومما زاد من توجسها المخاوف
المنقولة لها من السعودية ومصر والأردن .
ب- شرط الضاري بالأعتراف بمايسميه المقاومة واعادة الجيش الصدامي السابق وحل
"المليشيات " ويقصد منها الشيعية . متغافلا عن حقيقة تحول الجيش الصدامي الى
مليشيات موت بأعتراف أكثر من جهة أميركية .ذلك الجيش الذي فر أمام دبابتين
أمريكيتين على جسر الجمهورية في قلب بغداد , وحل نفسه , وهو المسؤول عن تنفيذ
عمليات الأنفال سيئة الصيت , وقمع انتفاضة المظلومين الشعبانية " رفعهم شعار
لاشيعة بعد اليوم على الدبابات " . هناك عشرات الألوف من هؤلاء الذين تلقوا
تدريبا عاليا ولهم خبرة طويلة في أعمال القتل والحروب بانواعها المختلفة ,
والأبادة الجماعية وشتى الممارسات الوحشية الأخرى , وكان بأستطاعة الأمريكان
قلعهم بأنفسهم أو فسح المجال للقوى المناهظة للبعثية منذ ايام مجلس الحكم وحتى
الآن بتمكينها استخباراتيا وتسليحيا وسياسيا , لكنها فعلت النقيض من ذلك
بالسماح للبعثيين في تولي الملف الأمني وبقية تداعيات المشهدالمأساوي اصبحت
معروفة , واعتقد ان السبب وراء ذلك الأحتفاظ بالورقة الصدامية والتلويح بها
لكبح جماحالتطلعات المشروعة للأغلبية المضطهدة والحفاظ على توازن معين يخدم
مجمل ستراتيجيتها في المنطقة ,الشهواني قدر عددهم بمئتي ألف " ربما كان في ذلك
مبالغة كبيرة قصد الشهواني منها ارجاف الشيعة بالخصوص " انهم قتلة محترفون
جاءوا من زمن المجازر والمقابر الجماعية , أدمنوا القيام بعمليات الأختيالات
السياسية كوسيلة للقفز الى السلطة وذلك منذ السنين الأولى لظهور فايروسهم
المعدي داخل الجسد العراقي . يضاف لذلك تحالفهم مع السلفية الوهابية القائم على
قاعدة التماثل بالوحشية والأرهاب , وتنسيقهم عملية تدفق أرهابيي بعض دول
التماثل الطائفية في المنطقة وتقديم أنواع الدعم اللوجستي لهم من اخفاء وحركة
وتحديد الأحداثيات المكانية والزمانية لأهداف عملياتهم الأرهابية .
ج- من خلال ماذكرناه أعلاه فأن الجانب الأمريكي يريد أحياء مشروعه الأنتخابي
السابق في ايجاد معادلة انتخابية معينة هم ذكروها قبل الأنتخابات وهي ان تكون
القوى التي شكلت الأئتلاف العراقي الموحد معارضة برلمانية قوية بعد ان تتوافق
بقية القوى وتتحد بعد الأنتخابات لتكوين كتلة اغلبية تستطيع تشكيل الحكومة وأن
يكون لها تأثيرا كبيرا في كتابة الدستور الدائم , الا ان هذا لم يحصل لعدة
اسباب منها حصول قوائم معينة على مقاعد قليلة او معدومه كقائمة الياور والقوائم
اليسارية واللبرالية والملكية من جهه ومقاطعة أغلب سكان المنطقة الغربية
للأنتخابات .
" لا عقل كالتدبير " ماذا نستفيد من هذه الحكة العلوية ؟ وذكره (ع) " الكثرة
متفرقة"
الجواب بسيط تغليب مصلحة الأغلبية الشيعية المستضعفة على حزبياتنا وحزازياتنا
تجاه أخواننا في الولاية وأعادة تشكيل الأئتلاف العراقي الموحد وتوسيعة
بالأنفتاح على كل المستضعفين من شيعة العراق . عندها نكون مجسدين عمليا لمعنى
الولاية كما أخبرنا القرآن الكريم عنها بالنسبة للمؤمنين المخلصين من أصحاب
الرسول (ص) الذين أخلصوا له وجاهدوا معه وعاشوا الأيمان في مستوى الانفتاح على
الأسلام كله, فقد واجهوا الحدث عندما أدركوا أن الناس كلهم في الموقع
المضاد(الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُم )
ْ(عمران-173) .
|