|
(لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه) ولم َ التهجم على أبو هاشم الجلبي ؟! وداد فاخر / النمسا
تناول الأخ الكاتب محمد حسن الموسوي في مقاله المنشور في صوت العراق بتاريخ 26. 10. 2005 كلمة (المعيدي) التي كانت ضمن سياق مقاله الأنف الذكر المعنون بـ (المعدان قادمون). وجاء في مقاله (أما المعيدي فلم أقف على تفسير دقيق علمي على أصل هذه المفردة. من أين وكيف أتت ؟!!). وللإجابة عن معنى كلمة (’معيدي) فقد جاء في لسان العرب تفسيرا للمثل الذي يقول (لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه)، فقد كان الكسائي يرى التشديد في الدال، فيقول: بالـ (المعيدي)، ويقول إنما هو تصغير رجل منسوب إلى معد يضرب مثلا لمن خبره’ خير من مرآته ِ. وقال ابن السكيت هو تصغير معدي. لذلك قال الشاعر: خلتْ حلومهم ’ عنهم وغَرهم ’........... سن المعيدي في رعي ٍ وتغريب ِ ويضرب للرجل الذي له صيت وذكر فإذا رايته ازدريت مرآته. وقيل: التمعدد التشظف، وفي حديث عمر (اخشوشنوا وتمعددوا) " من خشونة العيش ". ومعدي ومعدان اسمان ومعد يكرب اسم مركب من العرب. أما الخليل بن احمد الفراهيدي فيقول في " كتاب العين ": والمعيدي رجل من كنانه صغير الجنة عظيم الهيبة، قال له النعمان: أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، فذهب مثلا. ويقول الميداني في " مجمع الأمثال ": المعيدي هو نعت أطلقه النعمان بن المنذر بن ماء السماء اللخمي اليمني أمير المناذرة في الحيرة على (ضمرة بن أبي ضمرة) وكان ضمرة قصير القامة ضئيل الوجه لكنه كان مهابا في قومه، ولما رآه النعمان بعد أن ذاع صيته ضحك من المفاجأة، وقال (تسمع بالمعيدي خير من أن تراه)، فذهبت مثلا بين العرب. وفي رأيي المتواضع أن سكنة الاهوار ممن يطلق عليهم بـ (المعدان) جاء اسمهم من قسوة الحياة في الأهوار، وشظف العيش، ويماثل الاسم حديث عمر السالف الذكر. وتقال عدة روايات عن اصل المعدان وترجح رواية كونهم من بقايا السومريين بسبب من عمر الاهوار الضارب في القدم. لكن مما أثار عجبي أن ينبري المهندس بهاء صبيح الفيلي وينشر ردا لا علاقة له بموضوع المعدان، وإنما جاء الحديث عن الألقاب والكنى العراقية في سياق مقال محمد حسن الموسوي، وبعنوان (إلى محمد حسن الموسوي ممثل الجلبي) وفي نفس يوم نشر المقال السابق، ليتناول الأخ بهاء الفيلي سيرة سياسي عراقي له مكانته ومركزه المرموق، وتعرض لهجمات كل أعداء العراقيين من الداخل والخارج، وخاصة العروبيين الذين يريدون بالعراق وأهله سوءا، وهو أبو هاشم الدكتور احمد الجلبي ووصمه بالتركي. وما اعتراضي إلا لاستخدام نفس نغمة البعث الزائل، وعبارات العروبيين التي عفي عليها الزمن بعد سقوط نظام الغدر والجريمة في 9 نيسان 2003، عندما كان النظام يصنف العراقيين حسب أهوائه والقرب من أفكاره ومؤيديه. فهذا فارسي مجوسي، وذاك كوردي حاقد، وهذا أصله إيراني يجب أن يلقى على الحدود هو وعياله كما حدث مع مكون مهم وكبير من مكونات الشعب العراقي، وأنت واحد منهم وهم الكورد الفيلية. وقد نسي الأخ بهاء الفيلي قوله تعالى (يا أيها الذين امنوا إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم)، بينما قال شاعرنا نزيل معرة النعمان " أبو العلاء المعري ": الناس للناس من بدو ٍ ومن حضر ٍ............... كل لكل وان لم يعرفوا خدم ’ ونحن كعراقيين نطمح جميعا لتأسيس جديد لمفاهيم تنضوي ضمن مفهوم الأمة العراقية الواحدة التي تجمع كل العراقيين على مختلف أطيافهم دون النظر لقوميتهم ودينهم ومذهبهم ن وغنما بمقدار ما يقدمه كل منهم للآمة العراقية، وبما يساهم بصورة فعلية في تطوير وطن يجمع العراقيين ولهم فيه كل الحق في توزيع السلطة والثروة والحقوق بصورة متساوية، ودون تمييز. آخر المطاف: أتمنى أن نتخلص من كل العنعنات القومية، والتمذهب الديني والسياسي المتشدد المبني على الجهل، وان نغرس في أذهان أجيالنا القادمة ومن الآن كره المصطلحات الفاشية والعنصرية وفكر البعث، وخاصة ما غرسه البعث الساقط في أذهان البعض من مصطلحات عنصرية مقيتة وتصنيف ظالم لمكونات الشعب العراقي.
* شروكي من حفدة ثورة الزنج وبقايا القرامطة
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |