رسالة وداد فاخر في الاتجاه الخاطيء

المهندس بهاء صبيح الفيلي
baha_amoriza@hotmail.com

  لقد قرأت مقالتك بصورة جيدة واما اعتراضك على مقالتي فأود ان اوضح بعض الامور ويجب ان نكون جميعاً على بينة لقد كتب الاخ الموسوي المقالة عن المعدان وكلنا نعرف حجم الظلم الذي عانى منه هذا الجزء من الشعب العراقي ولكن مقالتة مبطنة من الداخل بتصنيف العراقيين الى اصناف وسمى البعض منهم بالعراقيين الاصلاء واخرين غير اصلاء وهذا جزء مهم من مقال الموسوي(وخلاصة القول فيهم انهم عراقيون حقا والاخرون اما مستعرقون او ابناء جاليات وهنا تبدأ قصة العراق الحديث حيث ثلاثية الصراع).

ويكمل الموسوي( وقبل الخوض في بيان حقيقة هذا الصراع لابد لنا من التوقف عند مصطلحي المستعرقون وابناء الجاليات. فنقول ان الامة العراقية الحالية هي حصيلة لتلاقي وتمازج امم عدة واعراق متنوعة واصول مختلفة واقوام شتى ولكن يمكننا القول انها _اي الامة العراقية_ تتألف من ثلاث اصناف من البشر الاول هم العراقيون سكان العراق الاصليين وهؤلاء خليط من الكلدان والاشوريين والعرب والكرد والتركمان .

 استوطنوا العراق منذ سالف الازمان.  فالكرد يرقى وجودهم الى زمن الدولة الميدية وعاصمتها اربل والاشوريين الى عهد الامبراطورية الاشورية وعاصمتها نينوى والعرب الى عصر دولة المناذرة وملكها النعمان بن ماء السماء وعاصمتها الحيرة وربما اكثر من ذلك والتركمان منذ الفتوحات الاسلامية الاولى.

 ومن العراقيين ايضا النبط وهم قوم ابراهيم ابو الانبياء عليه السلام ومن بقايا هؤلاء الهاشميون حيث يقول علي بن ابي طالب عليه السلام وهو اول هاشمي يولد لام وأب هاشميين يقول عن اصل الهاشميين (نحن نبط أستعربنا) ومعروف ان ابراهيم عليه السلام كان يعيش في جنوب العراق ومن هناك انطلقت رسالته الحنفية.

 اما المستعرقون فهم بقايا الترك والديلم والمغول والانكشارييين والكولومنديين والصفويين والبويهيين والسلاجقة والترك العثمانيين وبقية الاقوام التي مرت على العراق او احتلته ثم مكثوا فيه واستعربوا ثم استعرقوا.

 واما ابناء الجاليات فجلهم من الايرانيين والباكستانيين والهنود والافغان الذين قدموا العراق في نهاية الدولة العثمانية او قبلها بقليل.

 وما يجمع بين هؤلاء والمستعرقيين انهم جميعا وافدون اي انهم مهاجرون اما جاءوا لأحتلال العراق ثم استقروا فيه او جاءوا طلبا للرزق او الدراسة او للعيش قرب العتبات المقدسة اي انهم ليسوا من سكان العراق الاصليين.

 وما يجمع بينهم ايضا هو انتسابهم الى المدن او الحرف كالباججي والجادرجي والدملوجي والقبنجي او كالبياع والصراف والعطار والكاتب والدباغ والصائغ والحكيم على عكس العراقيين الذين ينتسبون في العادة الى العشيرة او البيوتات كالبرزاني والطالباني والميزوري والزيباري والقرداغي والبياتي والساعدي والكعبي والشمري والزاملي والاعرجي والموسوي وهكذا من بقية العشائر والاسر العراقية المعروفة.

 غير ان الفرق بين المستعرقين وابناء الجاليات هو في الاستعراب.

 اذ المستعرقين تركوا لغاتهم وتقاليدهم وعاداتهم واستبدلوها باللغة والتقاليد والاعراف العربية كليا على عكس ابناء الجاليات الذين ظلوا يستخدمون لغاتهم الى جنب اللغة العربية ويتمسكون بعاداتهم ولعل السبب في ذلك يعود الى قرب قدومهم واستقرارهم في العراق مقارنة بالمستعرقين الذين مضى على وجودهم في العراق عدة قرون.

 هذا هو باختصار حال الامة العراقية والتي تبدو للناظر كحديقة متنوعة الازهار تسر الناظرين يفوح من كل زهرة عطر خلاب ويقدح منها لون جذاب اوكفسيفساء جميلة يكمل بعضها البعض.

 لكن مع ذلك فالصورة العراقية لاتبدو مثالية حيث الصراع الغير معلن بين هذه المكونات يعكر صفو العلاقات وضحية هذا الصراع هم (المعدان) الذين شاءت الاقدار ان يعيشوا مسلوبي الارادة منتقصي الكرامة ومهضومي الحقوق من قبل الاخرين لا سيما من المستعرقين وابناء الجاليات فماهي ملامح هذا الصراع؟ وماذا يُهدف من ورائه؟ وكيف يستطيع المعدان التخلص من هذا الواقع المرير؟ انتظروا الاجابة اذ للحديث تتمة) ان حقيقة كتابته هي الادعاء بأنه هناك عراقيين وهناك اناس غير عراقيين او كما سماهم مستعرقين على وزن مستعربين وفي مقالته كثير من الاخطاء التاريخية واخطاء اخرى, وفي مقالته هذه يحاول ان يسلط الضوء على ان اسماء العوائل كالباججي والجادرجي والدملوجي والقبنجي او كالبياع والصراف والعطار والكاتب والدباغ والصائغ والحكيم غير عراقية وان العراقيين هم الذين يلقبون بأسم العشيرة او البيوتات كالبرزاني والطالباني والميزوري والزيباري والقرداغي والبياتي والساعدي والكعبي والشمري والزاملي والاعرجي والموسوي وهذا ماكتبه بالضبط فأنه يحاول ان يميز بين العراقيين ويصنفهم الى اصناف كما كان النظام المقبور يقوم به , وبذلك انا كنت على حق في ردي عليه .

 واما ان تتهمني انا بذلك فأنك لست على حق ولم تقرء مقالة الموسوي للنهاية , وكاتبنا الموسوي يثير بتسائله الصريح والداعي للشقاق والخلاف ( يعيشوا مسلوبي الارادة منتقصي الكرامة ومهضومي الحقوق من قبل الاخرين لا سيما من المستعرقين وابناء الجاليات فماهي ملامح هذا الصراع؟ وماذا يُهدف من ورائه؟ وكيف يستطيع المعدان التخلص من هذا الواقع المرير؟) اليست دعوة صريحة للخلاف وادعاء باطل للاختلاف؟ فكان الاجدر به ان لايتهم الاخرين بعراقيتهم لكي لايعرض نفسه للتشكيك وكما يقول المثل اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة , وبما انه ممثل للجلبي وبالتالي هو مسؤول عن كلامه , وكلامه يمثل الجلبي وانا حاولت ان ارد اتهاماته لعوائل عراقية معروفة في الوسط العلمي والديني بوصفي عراقي مستقل ولا امثل الا نفسي, هل له الحق ان يتهم الاخرين ولا نرد عليه اتهاماته؟ اخي وداد فاخر اطلع على مقالة الموسوي جيداً ولنهايته..

 وبحس سياسي واقرء اتهاماته المكشوفة منها والمبطنة وسترى اني كنت محقاً في ردي عليه وكلامك جميل جداً وياحبذا تردده على الموسوي لانه هو الذي يريد ان يفرق بين العراقيين ويصنفهم الى درجات في العراقية. والسلام.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com