كي لا تتكرر الأفرازات السلبية للأنتخابات السابقة

المهندس صارم الفيلي

ماجستير هندسة توليد طاقة
 sarimrs@hotmail.com

sarimrs@tele2.com

أظهرت المفوضية العليا للأنتخابات في العراق الأئتلافات المتعددة والكيانات الحزبية والفردية , فقد لوحظت أختلافات ليست بالصغيرة داخل البنى للأئتلافات المختلفة . هذه لا يمكن ان نضعها في الأطار السلبي المحض . وأريد هنا أن أركز في مقالتي هذه على قائمة الأئتلاف العراقي الموحد التي شهدت أنسحابات كثيرة وكذلك تغييب للعديد من القوى السياسية الفاعلة في الساحة ولشرائح وشخصيات مؤثرة لا أريد أن أذكرها بالأسم لسبب أن المرحلة القادمة ستشهد دعايات أنتخابية لكل الأطراف , ونأمل أن لا تتخذ الجانب التسقيطي , بل تراعي البرامج الأنتخابية , وهنا لا أشير الى ماسيسطر في الأوراق ,وما ينطق به من شاشات القضائيات بمعزل عن واقع تجربة الأنسان العراقي البسيط الذي خبر معظم القوى السياسية وهي في الحكم أو كانت في الحكم بعد سقوط الجرذ ومقدار تطابق ما قدموه من خدمات ومن أيثار بعيدا عن الحالة الحزبية والفئوية المنغلقة وعن الفساد الأداريوالمالي ومقدار تفريطهم بثروات الشعب والوطن , وهل تماهت هذه الأحزاب لتنفتح على المواطنين الذين شكلوا جسر عبور لممثليهم في الأنتخابات السابقة الى البرلمان ؟ أم العكس هو الصحيح بأنهم , وهنا أتجنب التعميم لأنه يتعارض مع العقلانية ويبعدنا بالتالي عن العدالة النسبية في التشخيص , أختزلوا الوطن والمواطن في حزبياتهم وفئوياتهم وبدرجات متفاوته بين ما هو في دائرة المقبولية وفق المقاييس الديمقراطية والأنسانية وبين ما يخرج من هذه الدائرة ليبتعد بدرجات متفاوته عنها .
علينا كعراقيين أن نشخص وبدقة من تعصب لحزبه وجماعته ليحبس نفسه داخلهما مانعا من نقطة ضوء تنطلق الى عقلة وقلبه لينظر بها الى حال الأنسان البسيط الذي عانى الأمرين , مضغوطا بين أرهاب القتلة ونقص الخدمات وضيق العيش .حتى ولاءاتنا المختلفة , وهي حالة صحية, حولت عند الكثيرين منا الى تعصب ليس لتك الولاءات بل تعدتها لتصل الى التعصب للأشخاص , لتطل علينا الوثنية بثوبها الثقافي والقيمي , لنعطي هذا الشخص أو ذلك نقاط قوة لا يمتلكها , حتى صار الأنتفاخ الشخصي يتحرك في كل مواقفنا السياسية والأجتماعية . أن المرحلة التي نعيشها تفرض علينا أستنفارا ليس أمنيا وسياسيا فحسب , وانما ثقافيا أيضا . كي نؤصل فكرنا وسياستنا وأمننا بكل أبعاده .
كل هذا يأتي من خلال تعميق ملكة التمييز بين الأختلافات على مستوى الخط والخطة والأسلوب والهدف , وان نفسح المجال لكل التنوعات كي تتحرك لتغني الصيغ الفكرية والعملية لتجسد صور بديلة , لا بمعنى الغاء الجيد مما بني , بل بأن تتجه لتؤدي الى تكامل المجتمع ليأخذ كل دوره في هذا الجانب أو ذاك من الصوره . لأن البديل هو الفوضى المستمرة لاسامح اللة.
عندها يتحرك فريق في جانب اليمين, لأن ثقافته الذاتية أو مصالحه الفئوية تؤكد له صلاح ذلك, ويتحرك فريق آخر في الجانب الآخر لأنه يرى في ذلك الخير لذاته الفئوية وربما للمجتمع .
علينا أن نحذر من السلبيات التي أفرزت "بضم الهمزة " عن الأنتخابات السابقة لتؤدي لوصول البعض الذي تنقصه الكفاءة وربما الأهلية للبرلمان . كي لا يصبح حال العراقيين ,مثل بائع الجمل والقطة معاً, على أن يكون سعر الجمل عشرة دراهم وفاءا بنذره, وسعر القطة بألف درهم رعاية لسعر الجمل .
 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com