بالعراقي الفصيح : تحالف الشيوعيين مع وفاق البعث الأمريكي ....لماذا؟!

سمير سالم داود

alhkeka@hotmail.com

 

العبد لله, وكما صار معروفا للجميع, محكوم سلفا وبجريرة الفكر بجهنم وبئس المصير, وبالتالي رب العباد لا يأخذ وللأسف الشديد, الصادق من دعواتي على محمل الجد, هذا على الرغم من داعيكم, نادر ما يعمد إلى سلوك هذا الدرب, درب الرجاء لتحقيق هذه الأمنية أو تلك, بما في ذلك, حتى تلك الدعوات العنجوكّية,  التي لا تخرج عن مناشدة الرب, أن يأمر عزرائيل ويقصف عمري ساعة كّبل, رغم أن الداعي لكم بطول البقاء, لا يزال كما تعرفون, في ريعان الصبا والشباب هههههههههههه  

و........صدقوني, ومنذ أن تزايد الحديث, خلال ما مضى من الأسابيع, عن احتمال تحالف الحزب الشيوعي العراقي, انتخابيا مع وفاق البعث الأمريكي بقيادة علاوي, وداعيكم متفرغ تماما, يعني ما عنده شغل وعمل, غير دعوة الرب, أو في الواقع, التوسل بالرب, أن يفعل كل ما بمقدوره, لمنع الرفاق, من ارتكاب هذا الغلط, وبحيث يفكرون بدل المرة مليون, حول شكل مشاركتهم في الاستحقاق الانتخابي, دون التفريط, ومن أجل المستقبل, بكل وهج ماضيهم النضالي وتضحياتهم الجسيمة, وإصرارهم على الدوام, العمل من موقع الدفاع,عن مصالح وتطلعات الكادحين, على طريق قيام عراق ديمقراطي ...الخ ما يتصل بتاريخهم المجيد, رغم جميع النواقص والخطايا, التي رافقت مسيرة ونضال حزب الشيوعيين العراقيين, وطوال ما يزيد على السبعة عقود من الزمن! 

و........لكن....ما يجري على أرض الواقع المتحرك, وخاصة ما يتعلق بالعملية السياسية, البالغة التعقيد ومو شلون ما جان, في عراق ما بعد صدام, لا يخضع لمنطق التمنيات, ولا الجميل من الدعوات, وإنما تقرره وتحدد مساراته دائما, السائد من موازين القوى على أرض الواقع, وراهنا وعلى المدى المنظور, في ظل الدور الحاسم, الذي تمارسه سطوة الاحتلال, في التأثير على مسار الأحداث, وبشكل يخدم أولا وأخيرا, أهداف ومصالح المجمع الصناعي العسكري الحاكم في الولايات المتحدة, على صعيد العراق وعموم منطقة الشرق الأوسط, للقادم من عقود الزمن. 

وبعيدا عن سالفة التمنيات, والدعوات غير المستجابة سلفا, باعتبار داعيكم شيوعي متقاعد, دعونا نجفت كّبل للموضوع من خلال السؤال: لماذا قرر الحزب الشيوعي العراقي, الدخول في تحالف انتخابي, مع وفاق البعث الأمريكي بقيادة علاوي؟!

أولا وقبل كل شيء, أدري أن التحالف مع علاوي البعث, في إطار الاستحقاق الانتخابي, لا يعني, أو هكذا يفترض على أقل تقدير, اعتماد الشيوعيين, لذات المواقف التي سوف تحددها, كتلة وفاق البعث الأمريكي, في إطار القادم من الجمعية الوطنية, وشخصيا لا يساورني الشك, في أن الشيوعيين الذين سيصلون عمليا إلى الجمعية الوطنية, سوف لا يعمدون عند المناقشات أو التصويت على القرارات, إلى اتخاذ ما يتعارض, مع المعروف عن مواقف الشيوعيين, إزاء مختلف القضايا العقدية, التي كانت ولاتزال وستظل موضع النقاش والصراع بين مختلف الأطراف المشاركة في العملية السياسية في عراق ما بعد صدام, ومع ذلك يظل السؤال : تحالف الشيوعيين مع وفاق البعث الأمريكي بقيادة علاوي ...لماذا؟!

هناك من يعتقد, أن الحزب الشيوعي العراقي, وفي ظل خارطة توزع القوى السياسية راهنا, وفي ظل ما تقدم ذكره, حول موازين القوى وسطوة الاحتلال, لا يملك في الواقع من الخيارات الكثير, خاصة وأن القوى الكوردستانية, وفي إطار الانقسام الحاد قوميا وطائفيا في العراق, اختارت راهنا ومن أجل المستقبل, نهج الاعتماد على الذات كوردستانيا, وتحالف الشيوعيين مع قوى الإسلام السياسي, وسط شيعة علي, حتى على افتراض سعي الشيوعيين, نحو مثل التحالف انتخابيا, يعد وضمن الوضع الراهن, في مناطق الفرات والجنوب, ضربا من المستحيل, لا يختلف, على مستوى الاستحالة, عن التفكير بالتحالف مع قوى العشائر السياسية في قلاع العفالقة التقليدية, و...........بالتالي ووفقا لما تقدم من الاعتقاد, وفي الظاهر من الصورة, المتاح عمليا أمام الشيوعيين, لم يكن يتعدى حدود: إما خوض الانتخابات اعتمادا على الذات, واحتمال حتى خسارة ما تحقق بطلعان الروح , في الماضي من الانتخابات, أو التحالف مع وفاق البعث الأمريكي بقيادة علاوي, لضمان نصيب الشيوعيين من المقاعد, أو حتى إمكانية الحصول على ما يزيد قليلا من المقاعد الإضافية, وهو الأمر الذي لا يمكن ضمانه, في حال اعتماد خيار التحالف مع قائمة الجلبي, هذا في حال قبول الجلبي التحالف مع الشيوعيين أساسا, وهو الذي بات وبعد الانشقاق عن قائمة الائتلاف العراقي, يسعى جاهدا, لتأكيد وجوده انتخابيا, وبشكل خاص وسط شيعة علي, لضمان استمرار دوره الفاعل راهنا, وبذات الزخم, على صعيد العملية السياسية, في مرحلة ما بعد الانتخابات.

و........قبل الدخول في معمعة النقاش, حول ما تقدم من الاعتقاد, عن مبرر تحالف الشيوعيين انتخابيا مع بعث ماما أمريكا بقيادة علاوي, والذي يطبع وللأسف الشديد, مواقف الكثير من الأصدقاء والمعارف من الشيوعيين, ممن داعيكم يتحاور معهم باستمرار, دعونا نحاكم ما تقدم من التبرير أولا, ومن ذات المنطلق, منطلق تحديد المواقف السياسية, وفق عقلية التجارة سياسيا, أو ما يعرف بسالفة البرغماتية, والتي باتت تلعب دورا متزايدا ومو شلون ما جان, في تحديد العديد من مواقف وتحركات, القوى المشاركة في العملية السياسية في عراق ما بعد صدام, يعني بالعراقي الفصيح: دعونا نتوقف عند حساب الربح والخسارة, من قرار الشيوعيين التحالف انتخابيا مع علاوي البعث!

على مستوى الربح, لا أعتقد أن هناك من يساوره الشك, في أن بعث ماما أمريكا بقيادة علاوي, سوف يربح من التحالف مع الشيوعيين,الكثير سياسيا وفكريا, وحتى المزيد من الأصوات, وتحديدا بين صفوف من لا يرتبطون بالعمل الحزبي, و لا تحكم أصواتهم الانتخابية, مشاعر الولاء للطائفة أو العشيرة....الخ, وبشكل خاص بين صفوف من كانوا يتعاطفون مع الشيوعيين في يوم من الأيام, بكل الثقل المعروف تاريخيا للشيوعيين , وخاصة في مناطق الفرات والجنوب, في حين أن تحالف الشيوعيين مع بعث ماما أمريكا بقيادة علاوي سوف يجعلهم ومن وجهة نظري, يخسرون, الكثير سياسيا وفكريا, مقابل مجرد حصولهم فقط لا غير, على جم مقعد في البرلمان؟!

السؤال : لماذا وليش؟!

والجواب وبتكثيف شديد للغاية, أن يتحالف الشيوعيين مع بعث ماما أمريكا بقيادة علاوي, ذلك يمنح لمن لا يجدون حرجا, من التباهي بماضيهم العفلقي, وتمجيد فكر قائدهم المؤسس للشر عفلق, تزكية سياسية, يحتاجونها ومو شلون ما جان, في ظل مشاعر الحقد والكراهية ضد كل ما يتصل بهذه الجيفة التي تسمى ( بعث) مهما ارتدى العفالقة من اللبوس والقناع, ومهما عملت ماكنة العفالقة الإعلامية بقيادة بزازهم, وبدعم خرافي من إمبراطوريات بني القعقاع الإعلامية على الترويج لوفاق بعثهم الأمريكي في العراق ! 

والاسوء من ذلك عندي, أن هذا التحالف مع بعث ماما أمريكا بقيادة علاوي, يضع عمليا, على الأقل في القادم من الأسابيع الحاسمة قبل حلول موعد التصويت, شريط لاصق وثخين كلش, على أفواه الشيوعيين, لمواصلة نضالهم الفكري, والمحدود أساسا للغاية, من أجل تنظيف الوعي العام. وتحرير النفوس والعقول, بين صفوف جميع من كانوا, في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة الأنجاس,من وساخات المتراكم من ثقافة البعث الفاشية والشوفينية والطائفية!*

سؤال أخر وفي ذات الإطار, إطار النقاش وفق منطق التجارة سياسيا, أو ما يعرف بسالفة البرغماتية, هل أن وفاق البعث الأمريكي بقيادة علاوي, هو الطرف المناسب والجدير حقا, بقيادة التيار العلماني أو الليبرالي, على صعيد خارطة توزع القوى السياسية, في عراق ما بعد صدام؟! 

والجواب وبتكثيف شديد للغاية, قطعا لا, ليس بجريرة ماضي علاوي ومن يشاطره الموقع عفلقيا, وإنما لان علاوي ووفاق البعث الأمريكي, في الحاضر, عمل وعملوا كل ما في وسعهم, من أجل إعادة الألوف من الكوادر العفلقية, والتي ظلت تعمل لحساب نظام السفاح ولغاية يوم سقوطه, إلى مواقعهم في وزارة الداخلية والشرطة والأمن والسلك الدبلوماسي...الخ أجهزة الدولة الأخرى, بكل ما نجم عن ذلك, ولا يزال من المصايب, على صعيد عدم عودة الأمن والاستقرار, نتيجة تعاون الكثير من هذه الكوادر, طوعا أو بالإكراه, مع بقايا حثالات النظام والقوى الإرهابية, التي يتركز وجودها في قلاع العفالقة التقليدية, في محافظات صدام البيض!

و....أتمنى على من لا يشاطرني الرأي, بصواب ما تقدم  من الاعتقاد, أن يستعرض ما هو أكثر من هذا  المنجز الطايح حظه, الذي جرى تنفيذه في ظل حكومة علاوي, بضوء أخضر أمريكي, تحول وعلنا لاحقا, إلى فيتو أمريكي وعشية مباشرة حكومة الجعفري لمهامها, وبشكل حال ولا يزال, دون تنظيف الشرطة والأمن والسلك الدبلوماسي, من كوادر العفالقة الأنجاس, الذين أعادهم علاوي لمواقعهم بعد أن منحهم صكوك الغفران, مقابل الولاء والاستعداد المطلق, لتنفيذ اللاحق من صفحات المشروع الأمريكي في العراق!

هل هناك حقا من يجهل أو لا يعرف, حجم وطبيعة, الدور القذر للكثير من هذه الكوادر, في استمرار الانفلات الأمني في العراق ولغاية يومنا هذا؟!

يكفي بتقديري أن أشير على سبيل المثال فقط لاغير, للدور القذر ومو شلون ما جان, للمجرم جعدان, والذي كان ولغاية سقوط السفاح صدام, المسؤول الحزبي عن جهاز الشرطة, وعضو مكتب الأمن لفرع الرمادي, في تسهيل تأمين تسلل المئات من المطايا المجاهرين, بالقتل وتحديدا من سوريا والأردن  إلى الرمادي, وخصوصا إلى مدينة الفلوجة, بكل ما تبع ذلك من الجرائم والبشاعات, التي لا تزال تتواصل ولغاية اليوم, وهذا المجرم لم يتم إبعاده عمليا عن موقعه, إلا بعد أن طوخها فدنوب, يوم ترك لحثالات صدام ومطاياهم من الإرهابيين, فرض سيطرتهم بالكامل على مدينة الفلوجة, فيما عرف بيوم الأحد الدامي, قبل ما يقرب العامين من الزمن!**   

و......مع ذلك, دعونا نفترض, مجرد افتراض, أن علاوي البعث, صار فعلا وحقا لوبرالي وأن كان على الطريقة السعودية, مثل سائر فروخ ماما أمريكا هههههه هل ترى أن الألوف من كوادر العفالقة الأنجاس, ممن واصلوا عملهم في تنفيذ بشاعات وجرائم السفاح, ولغاية يوم سقوطه, يمكن تصديق زعم تحولهم إلى لوبراليون, وبحيث يحضون اليوم, بشرف تمثيل وقيادة التيار الليبرالي والعلماني في العراق؟!    

و........قبل هذا وذاك, هل يجهل الشيوعيين حقا, طبيعة الهدف الأساس لوفاق البعث الأمريكي بقيادة علاوي؟!

ذلك ما يستعدي التوقف عنده بالمناقشة, ولكن بالعراقي الفصيح, يعني بعيدا عن منطق التجارة في ميدان العمل السياسي ! 

سمير سالم داود الثالث من تشرين الثاني 2005

www.alhakeka.org

* سوف أتوقف لاحقا عند هذه الموضوعة بما تستحق من التفصيل!  

** لواء الشرطة المجرم جعدان كان ولغاية سقوط السفاح صدام, مسؤولا ً حزبيا ً لشرطة محافظة الرمادي, ومسؤولا ً لمكتب الأمن في فرع الرمادي, وجرى تعينه لاحقا, مديرا لشرطة المحافظة, يعني مو فقط واصل عمله المعتاد أيام زمان, وإنما أنيطت بسيادته هههههه مسؤولية ضمان مواجهة تدفق المطايا المجاهرين بالقتل من سوريا والأردن, وذلك على أساس أن هذا المجرم  كان يتعاون مع وفاق البعث الأمريكي من جوه القنادر, أقصد من جوه العبايه, قبل أن يتم الكشف لاحقا, عن دوره القذر, في تأمين دخول المئات من الإرهابيين إلى الفلوجة, وتأمين كل ما يحتاجونه من المساعدات للمباشرة, بقتل العراقيين انتقاما لسقوط سيده وتاج راسه الزفر صدام و....كل ذلك طبعا بعد أن تعطلت فجعأة وعلى غفلة, جميع أجهزة المراقبة الفضائية لقوات الاحتلال, والتي بمقدورها وكفيلكم الله وعباده, رصد حتى تحرك النمل على الحدود هههههه !! و....... أقول جرى إبعاد هذا المجرم, عن موقعه افتراضا, يعني دون أن أستطيع الجزم بالطبع, ما إذا كان قد جرى بالفعل, طرده من وفاق البعث الأمريكي, ومن يدري, ربما سيكون, في عداد من جرى ترشيحهم, على قائمة التحالف التي يقودها علاوي البعث, لتمثيل العلمانيين واللوبراين في الفلوجة, حتى الناس تشبع كباب ههههههههه, بعد أن فشل ناعب الموصل مشعان المهرول الجبوري, في تلبية احتياجات الجماهير الكادحة للكبة, نتيجة تبعات ما حدث لشيخهم أبو تبارك في الجامع ههههههههه 

هامش : أعتذر صدقا, عند هذا التكثيف الشديد في عرض وجهة نظري وإزاء موضوعة أعتقدها بالغة الأهمية حقا, وذلك نتيجة المصاعب الجدية, التي لا تزال تحول دون قدرتي على مواصلة فعل الكتابة بالشكل الذي أتمنى, على الأقل في غضون هذه الأسابيع الحاسمة عشية الاستحقاق الانتخابي!  و..........جزيل الشكر والامتنان لجميع الزملاء والأصدقاء الأعزاء, الذين بعثوا بتمنياتهم الجميلة بمناسبة حلول العيد, متمنيا للجميع الصحة أولا وقبل كل شيء, من أجل ضمان قدرتهم على مواصلة فعل الكتابة, وخاصة في هذه الفترة الحاسمة من تاريخ عراق ما بعد صدام!

 

العودة الى الصفحة الرئيسية 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com