بغداد والأربعون حرامي؟

عماد الكاصد

iraqmedia@yahoo.com


بعد أن هجرت حبيبتي .. منذ خمس عشر عاماً وأنا أشتاق اليها وأراها في عيون كل صبية عربية حملت جمال الشرق معها الى الغربة .. بغداد عشيقتي البابلية، كل يوم تُقدم أطفال العراق قرباناً إليكِ كي ترضي بسنة الحياة وقدرُها. لكن مغتصبي التاريخ لن يقبلوا هذا القربان، ودستور اليوم لن يرضيهم حتى تغتصب أرض أخرى، أرض سومر وأور ونينوى. أهكذا يكتب التاريخ بدماء الأبرياء؟ تستقون سكرة شهرتكم العارية! فمن منحكم حق الرفض؟ ومن عينكم مسؤولين عن سجن حرية بلدي؟ أهم حكام الجاهلية أم تراثكم العريق المسمى بعار القبلية.
بغداد والأربعون حرامي! أسطورة بغداد القديمة التي أصبحت من أروع القصص العالمية وترجمت الى جميع لغات العالم لكن هذه الأسطورة أو القصة التاريخية أصبحت حقيقية في أيامنا هذه أو أن التاريخ يعيد نفسة كما يقال.لأن علي بابا \"حاميها حراميها\" الذي هو قائد لعصابة اللصوص وعصابات قطاع الطرق. \"وقد ترجمت في مؤسسة هوليودية أميركية\" علي بابا قائد اللصوص\" فهل علي بابا فعلاً هو قائد الحرامية في بغداد الآن؟ إن لصوص اليوم يفتخرون بهذه المهنة، فبعد أن كانوا منبوذين وغير مرغوب فيهم بين فئات المجتمع، أصبحوا من الطبقة \"السراقـــسياسين- الأرستقراطية\" ولهم نضال عريق في سلالة الأحزاب المناضلة في السياسية الشريفة، والنضال الطويل في نزاهة العدالة، وأكثر من ذلك هم الآن وزراء وتباع وزاراتهم وتشترى بعقود خيالية ووهمية وأكثرها مع الدول العربية، ويُنصب على هذه الوزارات مَن تخرج من كلية الزراعة وزيراً للشباب \"مثال مستر أدم\" ومَن تخرج من كلية التربية وزيراً للصحة \" والأمثله كثيرة على ذلك\"، خاصة وأنه من يتبع حزب الدعوة الحاكم اليوم ليس من حزب الدعوة سابقاً، وتاريخ هذا الحزب معروف وقائده الشهيد محمد باقر الصدر، الملقب بالحسين الثاني، معروف للشعب العراقي لكن شتان ما بين هذا وذاك! خيبة أمل كبيرة أصابت أبناء الشعب العراقي الذي أعطى الكثير و قدم دمه في كف، والكف الآخر إنتخب فيه برلمان وحكومة، واليوم يصوت للدستور. ليس مهماً أن يمرر الدستور أو لا، بل المهم أن \"إبن العراق\" هو من يصنع القرار اليوم، وليس سياسيو العراق الذين خانوا الشعب وخانوا ما وعدوا به شعبهم قبل بضعة شهور. يوم عن يوم تضح الأمور، ويخيب أمل الشعب العراق بمن إئتمنهم على مصيره، فتطالعه الصحف بسرقات من هنا، وتنازلات من هناك. وقد يقول البعض أن الدستور هو الأهم! نعم، إن الدستورهو الأهم، ولكن الأكثر أهمية هو أن يصوت له الشعب، لا أن يدعوا اليه بـ لا أو نعم، من قبل هيئة علماء، أو من قبل مرجعيات ضاع صوتها في أزقة الشوارع العتيقة. ومن المفروض أن تقتنع الأغلبية العامة بهذا الدستور وإذا لم يكن مئة في مئة فأكثر من النصف. وبعد كل هذا العراك والصياح في الفضائيات الخجولة، فقد تم التوافق على تشكيل لجنة من أجل التغيير في الفقرات الغير متفق عليها بعد إجراء الإنتخابات القادمة. إذن، لماذا هذا الضجيج؟ ومن جهة أخرى نجد أن علماء المسلمين يرفضون، فيما يوافق آية الله علي السستاني، أما التركمان فهم محايدون وهناك من يهدد ويتوعد! وللأسف كأننا أمام \"فيلم هندي\" لا نعرف كيف بدأ وكيف سينتهي؟ كل هذا \"وعلي بابا وعصابته\" تنهب وتسرق في وسط بغداد وعلى مرأى من الجميع، والتاريخ ذاته الذي مجد \"علي بابا\" في السابق، جعل منه اليوم قائداً للحرامية في بغداد. يا ترى كم \"علي بابا\" يحتوي العراق؟ وكم \"علي بابا\" يتنقل في بغداد بزي وزير أو رئيس إدارة أو رئيس...! وكم من حرامي هرب؟ وكم من رجال الأنتربول نحتاج بعد أن جمعنا أكثر من 33دولة للإمساك بحرامي واحد؟ واليوم أصبح لدينا أكثر من أربعين حرامي في بغداد، والله \" حاميها حراميها\"!
 

العودة الى الصفحة الرئيسية 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com