|
كوردستان تشهد لكم بالجراة و البطولة يا وضاح!
شه مال عادل سليم في 13 تشرين الثاني 2004، استشهد القائد( ﺍﻠﭙﻴﺸﻤﻪرﮔﻪ) وضاح حسن عبد الامير ( سعدون )*، و معه اثنان من رفاقه ( نوزاد توفيق و حسيب مصطفى ) اثناء عودتهم من بغداد الى كوردستان، بيد القتلة المجرمين من حثالات صدام .... لقد عرفته مناهضا ثابتا للظلم, مناضلا عنيدا، صادقا، قائدا انصاريا شجاعا، تشهد كوردستان له و لرفاقه العرب الذين انخرطوا في حركة الانصار وقدموا كل غال و نفيس في سبيل الحرية والخلاص من الدكتاتورية البيغيضة .... لذالك اكتسبوا حب و تقدير ابناء كوردستان و احترامهم .... كان( هاورئ سعدون)** من نشطاء الكوادر في مجال العمل الانصاري و الجماهيري، وبسبب نشاطه الثوري كان محط حقد العناصر البعثية من اجهزته القمعية، التي ظلت تتعقبه بدقة بهدف النيل منه .... لقد كان سعدون من الوجوه القيادية الانصارية البارزة و المحبوبة في كوردستان بشكل عام و مدينة ( شقلاوه)***( عرين الاسود ) بشكل خاص .... كان سعدون محبوبا لدى الاوساط المحيطة به، ساهم بشكل فعال في العمليات العسكرية و سرعان ما برز قائدا انصاريا ومقاتلا باسلا و لازالت معارك الدفاع عن الوطن و الشعب، واقتحام الربايا اضافة الى عمليات عسكرية كثيرة اخرى طرية في ذاكرتنا ففي تلك المعارك كان سعدون رمزا للبطولة، للتضحية و الصمود ....كان احد المدافعين الابطال عن قرية ( كورى )**** حيث دارت المعركة الشهيرة التي واجهت فيها قوات الانصار الالة العسكرية المدمرة للنظام الصدامي و مرتزقته من الجحوش الماجورين بصحبة السمتيات، تحت القصف المدفعي المكثف. وبعد مقاومة بطولية لقوات ﭙﻴﺸﻤﻪرﮔﻪ الحزب الشيوعي العراقي و الحزب الديمقراطي الكوردستاني, تم دحر القوات الصدامية رغم عدم التكافؤ في ميزان القوى، ومازال حطام الدبابات والمدرعات يشهد لجراة و بسالة ودفاع ﺍﻠﭙﻴﺸﻤﻪرﮔﻪ الابطال عن المنطقة .... نعم ان كل هذا الجبروت انهار خلال ساعات، اما عناصر النظام و جحوش حزبه البائد, لقد فرّ من استطاع الافلات منهم كالجرذان المذعورة و مسح من القى القبض عليه منهم بدموعه احذية الانصار الابطال ......... كما لعب هاورئ سعدون دورا فعالا في المشاركة و في قيادة معارك انتفاضة 1991 المجيدة في تحرير مدن كوردستان من ازلام البعث المنهار .... لقد نذر هاورئ سعدون حياته في سبيل الشعب و الوطن،وقدم كل قدراته و طاقاته في سبيل الحرية و العدالة الاجتماعية ........ لقد فقدنا باستشهاده ...اخا، رفيقا، صديقا وفيا، قائدا، يصعب تعويضه .... نعم خسارة جسيمة من المستحيل تعويضها .......... اخيرا انحني اجلالا و اكبارا امام الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الخالد هاورئ سعدون واخرين من الانصار العرب، رفاقا ورفيقات و اصدقاء، الذين سقطوا شهداءاً في كوردستان، التي اعطت للحركة الانصارية معان في القيم و البطولة و التضحية و التاخي ..... ... نعم تشهد لهؤلاء الابطال .... وديان كوردستان و جبالها بالجراة و البسالة و التضحية في سبييل الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية ......... اشاطرك ايها العزيز كفاح مشاعر الحزن ...واذ اقدر في الوقت نفسه حجم المصاب الجلل بفقدان الرفيق سعدون و رفاقه الاخرون، فاننا نثق بقدرة الشعب و كل قواه الخيرة على تجاوز هذه المصاعب، والخروج موحدين مواصلين النضال دون كلل من اجل تحقيق تلك الاهداف النبيلة التي كرس الشهداء جل حياتهم من اجل تحقيقها ..........كما ادين القتلة الارهابيين وايتام صدام سافحي الدماء الزكية ، دماء المناضلين و المواطنين الابرياء .... واقول لزوجته البطلة و ابنه( كفاح) ... سعدون كان بطلا، جرئيا, محببوبا، كانت الابتسامة لا تفارقه في احرج الظروف، لم يبخل بشئ . جند امكانياته العسكرية و الفكرية في خدمة العراق، من اجل المبادئ السامية وقضية الشعب العراقي بعربه، اكراده, وقومياته المتاخيه التي ضحى من اجلها .... كان الرحيل الابدي والمبكر ل( سعدون) مفجعا وقاسيا و حزينا لنا ايضا..... بخشوع ومهابة وبمناسبة الذكرى السنوية الاولى، نستذكر سمات الرفيق الخالد الذي احتل مكانة مرموقة واحتراما خاصا متميزا في قلوبنا وقلوب كل محبيه واللذين عرفوه لما كان يتمتع من سجايا حميدة و خصال كريمة و اخلاق رفيعة .... له الذكر الطيب و لكم ولمحبيه الكثيرين جميل العزاء ......... اخيرا اقترح على الحكومة الكوردستانبة، البرلمان الكوردستاني، ان تكرم الرفيقات, الرفاق العرب التي جسدوا بتضحياتهم، بدمائهم الزكية معنى الاخوة الحقيقية بين العرب و الاكراد .... و ان يكرموا عوائلهم ماديا و معنويا، وان تطلق اسمائهم على الشوارع، وعلى مدارس، حدائق، ساحات, مدن و اقضية و نواحي كوردستان الحبيبة و ان يقام لهم نصبا تذكاريا باعتبارهم محاربيين و فدائيين عرب قدموا ارواحهم دفاعا عن الحرية و اليمقراطية و لعبو دورا ثوريا نادرا في مقارعة النظام البائد، وشاركوا في الثورات و الانتفاضات الكوردستانية . لقد انضم الحزب الشيوعي العراقي الى ثورة ايلول بعد انقلاب الثامن من شباط 1963 المشؤوم و احرز انتصارات عظيمة في معارك ( سه رى به ردى، سه رى حسن ﺒگ، و ملحمة هه ندرين الخالدة ) حيث الحق ﭙﻴﺸﻤﻪرﮔﻪ الحزب الشيوعي العراقي خلال ساعات قليلة هزيمة نكراء باللواء الرابع فتعقبوا فلوله المنهزمة داخل معسكر رواندوز، جدير بالذكر انه كان للرفاق العرب دورا قياديا بارزا في هذه الملاحم امثال الخالد( احمد الجبوري والقائد وملازم خضر) و اخرون كثيرون صاروا جنوداً مجهولين.......، اكراما و عرفانا لهم و لعوائلهم ولتضحياتهم الجسام ولمواقفهم الرائعة، التي ظلت وستظل ملازمة لذاكرة الكوردستانيين في سبيل حياة مضيئة للشعوب و للقوميات المتاخية .......
ـــــــــــــــــــــــ * وضاح حسن عبد الامير المعروف ﺒ( سعدون ) عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، عضو المجلس الوطني العراقي المؤقت . ** تعني (رفيق سعدون) . *** شقلاوة، قضاء سياحي تابع لمحافظة اربيل اشتهر ببساتينه واشجاره الكثيرة يقع على سفح جبل سفين . **** كورى، ( قرية تقع بين مصيف صلاح الدين وبين مدينة شقلاوة السياح ) وقعت فيها معركة بطولية للانصار في عام 1991، تصدوا لقوات النظام البائد، وتم ايقاف الزحف الهمجي الصدامي على المنطقة،مما اجبرواعلى الانسحاب و ترك المنطقة من دون رجعة والذي ترك اثرا ايجابيا على مجمل الوضع و على نضال الحركة الانصارية .... اما حطام الدبابات فباقية لحد يومنا هذا على مفترق الطرق لتذكر الناس بالمعركة البطولية الاخيرة مع قوات صدام المجرم .......
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |