محرمات أنتخابية - الفساد الأعلامي

المهندس صارم الفيلي

ماجستير هندسة توليد طاقة
 sarimrs@hotmail.com

sarimrs@tele2.com

ألنقد عموما هو ظاهرة أيجابية وصحية لأن علاج أي مرض يبدأ بتشخيصة أولا، دون  الوقوف عند التشخيص والأكتفاء به،  بل الأنتقال الى العلاج.

 في السابق أيام الطاغية الجرذ كان النقد غير  مسموحا به لأنك عند ذلك كنت تصبح في موقع من يريد الأنقلاب على النظام، لأن  الكلمة الهادفة كانت بالنسبة له بمثابة الأطلاقة التي تقذف به الى الهلاك،  كونه لم يكن يمتلك من المسوغات التي تمكنه من الدفاع عن مقارباته المنحرفه  وقراراته المرتجلة.

 سقط النظام بالطريقة المعروفة، وظهرت من الصحف العشرات بل  المئات بالأضافة للصحافة الألكترونية، حيث وجدت العشرات منها، رغم المقروءة  في العراق منها لا تتجاوز أصابع اليدين ولا أريد ان أشخص فالأمر معروف ومتروك  لكل عراقي أن يقول رأيه فيها.

 مع كل ذلك يمكن القول  أننا توفرنا على مايمكن  أن نطلق عليه بديمقراطية الكلام، دون الأنتقال غالبا الى الفعل، لأن العديد  من الأخطاء والظواهر السلبية التي تمت الأشارة أليها في الصحف العراقية ومواقع  الأنترنت الرصينة والقليلة كما أشرنا لذلك، تم تجاهلها والتعامي عنها بكل  رحابة صدر.

الأمر الذي جعل المواطن يقترب من الأعتقاد أننا في كثير من المواقع  الحكومية لا نجد رغبة فعلية  للأصلاح تتعدى الكلام الأستهلاكي، لأن هناك من  القوى المعيقة التي لها مصلحة في فرملة المواضيع، وأحيانا أغلاق النوافذ  الأعلامية الرسمية أمام من يعتبرونه منافسا جادا لطروحاتهم, لأنهم خبروه طويلا ، لذلك تغلق وبتعمد عليهم نوافذ الدولة الأعلامية والتي كان من المفروض منها ان تكون حيادية، بعد ألغاء وزارة  الأعلام سيئة السمعة.

  ان الديمقراطية لا تكون بتعددية ظاهرية، بل بتعددية تكون وعاءا للآراء  المختلفة والمعايير المتصادمة، كما هي ركيزة الآراء المتوافقة قي بعض عناصرها  أو المتجهمة في عنادها وتخالفها.

 وهذا يتطلب أن تكون وسائل الأعلام الرسمية  ليست محتكرة، بفتح الكاف, من قبل من هم في السلطة، وخاصة في الأسابيع التي  تسبق الأنتخابات، لأن ذلك يعتبر خرقا لحياديتها.

 بل أن تكون مفتوحة أمام كل  المتنافسين بنفس المقدار، وان يقلص المسؤولون ظهورهم فيها الى أقصى الحدود،  في أطار الضرورة.

 كي لا يستغل موقعه في الحكومة للدعاية ولو بشكل غير مباشر،  هنا يثبت المسؤولون أكثر لمصداقية أيمانهم بالديمقراطية وبالعمق.

 لقد حان  الأوان لتجاوز سلبيات الماضي في هذا المجال، نتجاوز السياسة المطبوخة والأعلام  غير الحيادي، كي لا نعود بعض الناس على النفاق والا سيفقد موقعه ووظيفته أن لم  يرائي أو يصفق ويتملق.

 علينا أن ننطلق في المعركة الأنتخابية من البرامج  التثقيفية، لا من أثارة الغرائز أو أتباع المناهح التسقيطية، وأحتكار السلطة  لغرض كسب الأصوات لأننا عندها نبتعد عن ثقافة الديمقراطية لنسقط في ثقافة الوحل السياسي. واكتفي الآن بهذا.

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com