بالعراقي الفصيح: ما هو الهدف الأساس لوفاق البعث الأمريكي ؟!

سمير سالم داود

alhkeka@hotmail.com

 

في ختام ما مضى من التعليق عن تحالف الشيوعيين انتخابيا مع وفاق البعث الأمريكي بقيادة علاوي, تساءل العبد لله, عما إذا كان الشيوعيون يجهلون طبيعة الهدف الأساس لوفاق البعث الأمريكي بقيادة علاوي؟!*

والجواب وبعيدا كلش, عن أفلام العولمانية واللوبرالية وسوالف المجتمع المدني ....الخ ما يردده فرسان وفاق البعث الأمريكي بقيادة علاويهم الديمخراطي, أو في الواقع ما يردده جميع فروخ ماما أمريكا, وعبر منابرهم الكثيرة كلش, والجبيرة مو شلون ما جان, للدعاية والترويج, والمدعومة وبقوة من حملة مشعل الحرية والتنوير الحضاري في العربية السعودية ههههههههه

أقول بعيدا عن ما تقدم, من قرف الازدواجية الكريهة, التي يمارسها وبمنتهى العهر, فروخ ماما أمريكا, أن الهدف الأساس لوفاق البعث الأمريكي, كان ولا يزال, تأمين التغطية المطلوبة سياسيا وإعلاميا, وبمختلف الوسائل الأخرى, لعودة العفالقة الأنجاس, إلى المتقدم من المواقع, على صعيد أجهزة الدولة وفي المجتمع, بما في ذلك خصوصا, ما يجري راهنا على صعيد دعوات (المصالحة الوطنية) أو ضرورة ( تجميع قوى التيار الديمقراطي) تحت قيادة علاوي البعث اللي على أساس ( غير شكل أو أحسن من غيره) .....الخ ما يضمن في الواقع, ما تريده ماما أمريكا بالتحديد, ومنذ البداية, باعتبار أن العفالقة حشه كّدركم, وليس سواهم, من يمكن الاعتماد عليهم, ومو شلون ما جان, لتحقيق ذات الأهداف, التي كان ينجزها العفالقة, في ظل نظام السفاح صدام, ولكن بوسائل جديدة ومختلفة, تصب وعلنا هذه المرة, في تعزيز النفوذ الأمريكي في العراق وعموم هذا الجزء الحيوي من العالم!

هذا بالطبع, إلا إذا كان هناك من يعتقد, ولفرط الغباء بالتأكيد, أن صدام وحزب العفالقة الأنجاس, كانوا يعملون استراتيجيا وطوال عار تأريخهم, بالضد مما تريده ماما أمريكا, أو أن المجمع الصناعي العسكري في الولايات المتحدة الأمريكية, لم يحصد من المكاسب الاقتصادية والسياسية, في الشرق الأوسط, وبشكل يفوق حدود التصور,بالاعتماد أساسا, على حروب وسياسات نظام العفالقة الأنجاس في العراق, ومن يعتقد خلاف ذلك لا أملك مرغما, سوى أن  أقول لهم وبالعراقي الفصيح: هاتوا العكس من الدليل يا ولد الطراكّ!

إذن مهمة وفاق البعث الأمريكي, كانت بتقديري, ولا تزال وستظل: إعادة العفالقة إلى مواقع القرار في الجيش والشرطة والأمن والعديد من المواقع الأخرى في مؤسسات الدولة, إعادة تسويقهم سياسيا, على قاعدة الولاء المطلق للولايات المتحدة الأمريكية, إعادة تسويقهم إعلاميا تحت واجهة الليبرالية والمجتمع المدني….الخ حلو الشعار, بالاعتماد أساسا على الفرع العراقي, من إمبراطورية السعودية الإعلامية, بقيادة سعد البزاز, وسواه من  كوادر فيلق صدام للدعاية, ومن أنتقل لصفوفهم من أهل اليسار, وخصوصا أصحاب الماضي المعطوب عفلقيا, وجميع من يعملون على تجميع الصفوف, وبشكل خاص واستثنائي, في قلاع العفالقة التقليدية, بشكل يساعد على تغيير موازين القوى في عراق ما بعد صدام, والذي أختل درماتيكيا, لصالح الأكثرية وتحديدا, من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة الأنجاس, وسط شيعة علي والكورد!

وللغشمه الذين يمكن أن يتساءلون وبمنتهى الغباء : لماذا؟!

الجواب لان هذا الطرف بالذات (عفالقة ماما أمريكا وعفالقة بابا صدام) هو الطرف الوحيد في العراق, الذي يشكل عمليا, عماد المجمع الصناعي العسكري النفطي في الولايات المتحدة الأمريكية, وحصانه الجامح, على طريق إنجاز مشروع قيام الشرق الأوسط الأمريكي, هذا المشروع الذي سيضمن بالتأكيد ومو شلون ما جان, لجميع الشعوب في هذا الجزء الحيوي من العالم, كل احتياجاتهم الضرورية من الكوكولا والهمبرغر واللوبرالية, بما في ذلك السماح حتى النسوان في قيادة السيارات في قلعة الحضارة والتقدم السعودية .......الخ المكاسب والإنجازات التي سوف تكفل حق الجميع التمتع, بممارسة التصويت ديمخراطيا, وحتى ممارسة حرية والتعبير والصراخ بعالي الصوت :  الله يخللي بوش أو : لك هلو بوبي!   

و..........صدقوني على صعيد ضمان المصالح الاستراتيجية البعيدة المدى, للدول التي تمارس دور الوحوش في الغابة, وراهنا الولايات المتحدة الأمريكية, باعتبارها الأقوى والأكثر فتكا في العالم, ماكو شيء أسمه صدفة أو ضربة حظ أو العكس, وما يجري بكل بلاهة, وسمه بنظرية المؤامرة, هو في الواقع, عملية إعداد وتخطيط لمراكز بحوث متقدمة ومو شلون ما جان, تضم علماء في مختلف الاختصاصات, إلى جانب الأكثر ذكاء من السياسيين في ميدان التخطيط والتوقع, مراكز بحوث يجري في إطارها استخدام,أخر المنجزات العلمية, في تحليل المعطيات واتجاهات الرأي العام ومصادر الخطر ....الخ المفيد من المعطيات والحقائق, لتحديد المطلوب من الخطوات والإجراءات, قبل اتخاذ القرارات الحاسمة على الصعيد الاقتصادي والسياسي, وبشكل خاص واستثنائي, تلك القرارات والخطط  التي تتعلق بمفاصل العمل في الميدان الخارجي!

دعوني أتساءل ومن جديد : هل كان خطأ التقدير حقا, هو الذي حال دون أن تبادر ماما أمريكا إلى إسقاط صدام, وتخليص العراقيين من عذاباتهم, يوم كان الطريق مفتوحا على مصراعيه صوب بغداد على حد تعبير قائد القوات الأمريكية التي ساهمت بتحرير الكويت؟!

وهل حقا  أن جم واحد, مخربط رفع صورة الخميني, كما يردد فروخ أمريكا, جعل بوش لا يتخلى فقط عن إسقاط صدام, وإنما ترك لاحقا للعفالقة الأنجاس بقيادة صدام, ارتكاب واحدة من أبشع مجازر العصر ,ضد شيعة علي والكورد, بعد فشل الانتفاضة الشعبية عام 1991؟!

وهل حقا أن معاقبة العراقيين, طوال سنوات عذاب الحصار, بكل ما نجم عن ذلك من الخسائر البشرية, وتشويه مقومات النسيج الاجتماعي العراقي, بفعل حصار, قمع النظام وتجويع ماما أمريكا للملايين من البشر, كان الشكل الأمثل حقا, لمساعدة العراقيين على مواجهة الضيم والظلم العفلقي؟!

أو هل ترى أن ماما أمريكا, وسائر الدول الكبرى الأخرى, بكل ما تملكه من أجهزة المخابرات والتجسس, كانت تجهل حقا وصدقا, ما يجري في إطار كابونات العار النفطية, هذه الكوبونات التي جعلت عمليا, من الحصار الاقتصادي, سبيلا لمعاقبة العراقيين وبمنتهى الوحشية, دون المساس بقدرات العفالقة الأنجاس بقيادة السفاح صدام, على تأمين المطلوب من المال للصرف على ماكنة القمع وشراء الذمم, وبدون حساب!  

كل ما تقدم وغيره, صدقوني كان يستهدف تحضير قاعدة سياسية واجتماعية عريضة,تملك القدرة على أن تكون البديل لحكم طغمة صدام التكريتية, وعلى استعداد مطلق, للعمل وفق ما تريده ماما أمريكا وبالحرف الواحد وبدون نقاش , وكل ذلك كان غير متوفر عام 1991 ...يوم كان الطريق أمام القوات الأمريكية, في شباط, مفتوحا على مصراعيه صوب بغداد, أو على الأقل يوم نجح العراقيون في آذار  من تحرير العراق, باستثناء محافظات صدام البيض عفلقيا,  وكانوا لا يحتاجون ما هو أكثر من القليل من الدعم لضمان التخلص والى الأبد من عار حكم العفالقة الأنجاس !**

و.........لماذا التعب والنقاش عن الماضي, طالما هناك حشه كّدركم , من يهربون من مناقشة الماضي, وحتى الحاضر, لان من السهل عليهم, دائما ترديد الجميل من الأماني والحلو من العبارة للحديث عن الموستقبل الذي لا يزال في علم الغيب, للضحك على ذقون, من عندهم الاستعداد, لشراء السمج وهو لا يزال يلبط بنص الشط هههههه عوضا عن ذلك, دعونا نتوقف عند مصايب ما جرى, يوم قررت ماما أمريكا حل الجيش والشرطة...الخ وتعطيل جميع ما تملك من المتطور ومو شلون ما جان من أجهزة المراقبة وعبر الأقمار الصناعية,مع فتح الحدود العراقية على مصراعيها أمام تسلل المطايا المجاهرين بالقتل, تنفيذا للمباشرة بخوض المعركة المصيرية ضد الإرهاب ووفقا لنظرية الداهية العجوز كيسنجر, نظرية السمجة, نظرية جذب السمج ( الإرهابيين) جماعيا إلى المصيدة ( العراق) وبشكل يسهل التخلص من أكبر عدد ممكن من الإرهابيين, بعد تحقيق المطلوب سياسيا, ليس فقط تحويل استمرار بقاء قوات الاحتلال إلى ضرورة لحماية الأمن ...الخ , وإنما الأهم من ذلك, ترتيب وضع الساحة العراقية, بشكل يكفل تأمين قاعدة اجتماعية لوفاق البعث الأمريكي, وبالاعتماد أساسا على وراثة كوادر حزب العفالقة الأنجاس, بما يضمن تحويل العراق, سواء ظل موحدا أو تعرض للانقسام, إلى القاعدة الأساس, لتنفيذ القادم من صفحات المشروع الاستراتيجي الامريكي في هذا الجزء الحيوي من العالم!  

على ضوء ما تقدم من الفهم, يمكن إدراك خطورة الدور الذي أنيط تنفيذه بوفاق البعث الامريكي بقيادة علاوي, الذي عمل وبالتنسيق الكامل مع ماما أمريكا, على إعادة كوادر العفالقة وبالتحديد للدفاع والداخلية والأمن, يعني عمليا, لجميع المواقع التي يمكن أن تضمن وضع حد سريع للإرهاب, أو ....أو تعطيل هذا الجهد, بمعنى الإبطاء قدر المستطاع, لتحقيق المطلوب من الهدف السياسي, تطويع قلاع العفالقة الأساسية في المناطق الغربية من العراق, منطلقا لتجميع الصفوف خلف من هم طوع بنان أمريكا, وتحديدا خلف عفالقة ماما أمريكا بقيادة علاوي راهنا, أقول راهنا, لان المستقبل قد يقود للواجهة, من يملك القدرة, على أن يحتل موقع المرجعية السياسية في المناطق الغربية من العراق, إلا إذا كان هناك من يتصور لفرط الغباء, أن سكان هذه المناطق, يمكن أن يواصلون الوقوف, وهم بعض سادة بني القعقاع ههههههههه, العروبجية فكريا, والسلفيين مذهبيا, خلف واحد مثل علاوي, الذي مهما عمل, على كسب ولائهم وتقديم الدليل, على أن جناب حضرته واحد عولماني, ولا تحكم مواقفه سوالف الدين والمذهب ….الخ يظل في النهاية صدقوني, مجرد واحد  (رافضي وأكيد من الفرس المجوس ) هههههه وسيكون بالفعل, ذو حظ كبير ,أن ظل بعد أن ينجز مهامه, على قيد الحياة!  

هل ما تقدم من مشروع عمل وفاق البعث الامريكي بقيادة علاوي, يتطابق ومشروع عمل وأهداف الشيوعيين على صعيد العمل في عراق ما بعد صدام؟!

إذا كان الجواب بالنفي, وهو كذلك بالتأكيد, ترى لماذا إذن بحق السموات والأرض, يجري منح التزكية سياسيا من قبل الشيوعيين, لوفاق البعث الامريكي بقيادة علاوي, وفي هذه المرحلة الحاسمة من تأريخ العراق؟!

و........هل حقا أن قرار الحزب الشيوعي التحالف انتخابيا مع وفاق البعث الأمريكي بقيادة علاوي, حتى على افتراض, أن القرار كان يعبر, عن رأي الأكثرية في قاعدة الحزب, كان هو الخيار الأفضل, بالمقارنة مع( القوى والأطراف السلفية في المناطق الغربية من العراق والوثيقة الصلة بالقوى الإرهابية العروبجية, والأطراف الطائفية في مناطق الوسط والفرات والجنوب والوثيقة الصلة بالمخابرات الإيرانية) ....الخ هذه المقارنات العنجوكّية لتبرير الغلط وحتى الخطايا, والتي تغلب على مواقف الكثير ممن يزعمون الأيمان بالفكر الليبرالي, وكتابات العديد ممن يكتبون بلغة  أهل اليسار ؟!

سؤال أخر يحتاج للتوقف عنده بالمناقشة وبالعراقي الفصيح!

سمير سالم داود 5  تشرين ثاني 2005

www.alhakeka.org

* راجع نص الماضي من التعليق في العنوان التالي: www.alhakeka.org/432.html

** للعلم والاطلاع, ما يسمى حشه كّدركم الدول العظمى, لا يجري تقرير مواقفها وخططها الاستراتيجية أو حتى التكتيكية, بالاستناد على سالفة : لخاطر الله ...أو دخيلكم ..الخ ما يسود عند طلب العون على صعيد الأحياء الشعبية في مدن الفقراء, الذين يهبون عمياوي لمساعدة المحتاج من الجيران أو المعارف والأصدقاء!   

*** صدقوني ما ردده مؤخرا ممثل الرابح الأكبر, من العشائر السياسية, في الصراع على النفوذ في قلاع العفالقة التقليدية ( الدليم خصوصا) سيكون ربما ساعة الصفر,للمباشرة ليس فقط لمطاردة وقتل, جميع من تسلل للعراق من المطايا المجاهرين بالقتل, وإنما حتى من يواصل الإصرار على مساعدتهم أو إيوائهم وباستخدام جميع أشكال القوة, حتى لا أقول بضرب القنادر, ويجري منع نشر هذا التعليق في بعض المواقع, بذريعة استخدام الحاد من العبارة ههههههههه  

هامش: سوف أتوقف لاحقا, وبنعال الكلمات عند كتابات بعض المتخلفين عقليا ومبدئيا, وسط شيعة علي, ممن يوظفون اليوم قرار الحزب الشيوعي, الغلط بتقديري, في التحالف انتخابيا مع وفاق البعث الأمريكي, للتعريض بالشيوعيين وبمنتهى الضراوة, ومن ذات المنطلقات الطايح حظها, و باستخدام حتى نفس المفردات, التي كان يجري اعتمادها من قبل أجهزة الدعاية في نظام العفالقة الهمج, وفي الواقع سائر الأنظمة الدكتاتورية, ضد الشيوعيين , وتحديدا ضد أهدافهم النبيلة, وفي المقدمة من ذلك, قيام عراق ديمقراطي, هذا الهدف الذي بات اليوم, في الطريق, أن يغدوا واقعا, بعد أن كان حلما شيوعيا منذ سبعة عقود من الزمن! و.....من يعترض مبدئيا على قرار الشيوعيين, بالتحالف انتخابيا مع وفاق البعث الأمريكي, يفترض أن ينتقد هذا القرار, ليس من خلال شتم الشيوعيين, وإنما من خلال تقديم, ما يفيد من الدليل, على خطأ هذا القرار, وتحديدا عبر الكشف, عن حقيقة المرامي والأهداف الشريرة, لوفاق البعث الأمريكي, أو الشيطان على حد الصائب من تعبير الزميل العزيز رضا الصالح!

 العودة الى الصفحة الرئيسية 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com