بنت الرافدين

أحتلال العراق …والبعد الصليبي!

ياسر سعد / كندا

كثر الكلام وتعددت التعليقات حول البعد الديني لحروب جورج بوش العبثية والتدميرية والتي شملت ساحاتها وميادنها دول اسلامية, وكان أولها واقواها تصريح الرئيس الامريكي نفسه حول عزمه على شن حرب صليبية, كما تناقلت وكالات الانباء تصريحات للمسؤول الفلسطيني نبيل شعث حول لقاء جمع الوفد الفلسطيني بالرئيس جورج بوش في البيت الابيض أسر فيه الرئيس الامريكي خلاله بأن الله طلب منه شن تلك الحروب. وعلى الرغم من التكذيب والتشكيك المتواصل بكل ما قيل وطرح من اراء وافكار متعددة في هذا الاتجاه يقوي بعضها بعض حتي تصل الى ما يقرب التواتر واليقين. وإذا كان المثل الشهير يقول أن صورة تعادل الف كلمة فلقد شد انتباهي صورة نشرها موقع الاذاعة البريطانية باللغة العربية تحت ملف تحقيقات مصورة كان عنوان ذلك الملف "الحياة في سجن ابوغريب", ذلك السجن الذي تسربت وخرجت منه الصور المؤلمة والمهينة والتي أماطت اللثام عن أخلاقيات وضيعة تحكم وتتحكم بالكثير من العسكريين الامريكيين. تحت الصورة كتب الموقع الاخباري التعليق التالي:"جنديان من الشرطة العسكرية الأمريكية يستعدان لبدء ورديتهما في سجن أبوغريب بضواحي العاصمة العراقية بغداد". الصورة تُظهر خلفيتها وبجلاء صورة مفترضة ومزعومة للسيد المسيح وقد حفته الملائكة وهو فاتحا يديه مباركا جنود الغزو الامريكي المحيطين به ومن كل جانب. ومن هذا المكان وحسب الموقع الاخباري تبدأ الوردية ويكون الانطلاق. السيد المسيح رسول السلام عليه السلام يستخدمه الامريكيون زورا وبهتانا كرمز حربي لتبرير جرائمهم وشحن جنودهم ولتستمر آلة القتل الامريكية في حصد أطفال العراق ونسائه وشيوخه.

لو كانت تلك الصورة معلقة في غرفة خاصة او مكان النوم لقلنا انها قد تخص جندي او مجموعة من الجنود والتي قد لا تعكس بالضرورة سياسة عامة او نمط من التفكير محدد. غير أن مكان الصورة وحجمها يشير بوضوح إلى ان إدارة المعسكر هي –على الارجح- المسؤولة عن وضع الصورة والتي تشير الى الخلفية العقائدية لحروب بوش الصليبية. اود أن اهدي هذه الصورة وبمناسبة عيد الفطر السعيد للسادة السيستاني والجعفري والحكيم ولقيادة الحزب الاسلامي ولكل الواهمين والحالمين بالسراب الامريكي.

العودة الى الصفحة الرئيسية