|
الفلوس اجيب العروس محمد حسن الموسوي كان من المفروض ان يكون عنوان هذه المقالة هو (ورطة صديقي بمهر الزهرة) ولكن عارض جعلني اغير العنوان الى (الفلوس اجيب العروس) ومما شجعني على ذلك ان مضمون العنوانين متقاربين. فتعالوا معي لأطلعكم على ورطة صديقي المسكين. والورطة تعني بالعراقي الفصيح والعامي المليح (مشكلة) ولكن ليست اي مشكلة بل هي المشكلة التي تسببها حسن النوايا والثقة المفرطة بالاخرين ودعوني اوضح ذلك بمثل من ايام حكم صدام الهدام. عابر سبيل يسئلك عن عنوان ما فتبادر بأعتبارك (نشمي او اخو اخيتك) لتدله وترشده الى ضالته وبأعتبارك عراقي اصيل ,طيب القلب وحسن النية وجذورك من جنوب العراق تقرر ان توصله الى حيث يريد وما هي الا لحظات واذا بك محاصر من رجال الامن والرفاق البعثيين ويتم اعتقالك بعد ان تشبع ضربا مبرحا (جلالايق او راجديات) مع الشتائم والاهانات وعلىالطريقة العراقية في الشتيمة , بعدها يُلقى بك في زنزانة لا يعرف فيها الليل من النهار وتبدأ بتلقي وجبات التعذيب واولها (الفلقة) مرورا بقلع الاظافر وختاما ً بأجلاسك على (البُطل (Bottle اي قنينة زجاجية طبعا ستكون سعيد الحظ (اوأمك داعيتلك) اذا كان (البُطل) من نوع (كراش) او (تراوبي) اذ ستكون فوهته صغيرة وضيقة وعنقه قصير مما سيسهل الامر عليك, وستكون في غاية التعاسة اذا ماتم اجلاسك على (بُطل) الحليب الطازج انتاج شركة الالبان العراقية اذ يمتاز بفوهته العريضة وعنقه الطويل وعندها لن تنفعك كل مراهيم الدنيا بما فيها (النيفيا (Niveaالاصلية, ولا ينقذك الا رحمة الباري جل جلاله والا فان مخرجك سائف لا محال. كل هذا وانت لاتعلم ما القضية ولماذا انت معتقل وما هي تهمتك ؟ ويأتيك الفرج بعد ستة أشهر من (الدك) و (البسط) وتقف وجها لوجه امام قاضي (محكمة الثورة) حيث عواد البندر بأنتظارك تقف امامه وحيدا ً فريدا. لا من محام يدافع عنك ولا فضائيات تنقل وقائع المحكمة على الهواء مباشرة, ولا وجود لمنظمات حقوق الانسان ولا أثر لمراقبين دوليين ولاوجود لرئيس دولة يرفض توقيع حكم اعدامك او يدعو الى اخراجك من الحبس للعلاج. وتبدأ المهزلة بسؤال القاضي لك عن اسمك فتتلعثم في الاجابة لأن ذاكرتك امست ضعيفة من هول ما اصابك وبعد معاناة تتذكر اسمك فتجيبه بخوف : سيدي اسمي (عبد الحسن عبد الزهرة البصري). ماهي علاقتك بالمجرم العميل الخائن ( عبد علي عبد الحسين الناصري) ؟ يا عبد علي يا عبد الحسين ياناصري ؟ هذا هو جوابك . عندها ينهرك القاضي بألفاظ سوقية تعجز كل معاجم اللغة ان تجد لها شبيه وسوف لن يناديك بـ (سيد عبد الحسن) ثم يصدر حكمه عليك كالتالي: حكمت (محكمة الثورة) وفقا للمادة 169 من قانون العقوبات لسنة 1968 والمعدل سنة 1980 على المدعو ( عبد الحسن عبد الزهرة البصري) بالسجن المؤبد مع الاشغال الشاقة لتعاونه وتستره على العميل الخائن ( عبد علي عبد الحسين الناصري) والمتعاون مع الخائن والعميل ( عبد الرضا عبد الكاظم العمارتلي الشروكي) في تشكيل تنظيم سري يعمل لصالح دولة اجنبية مجاورة ضد مصلحة الحزب والقائد والثورة. تنتهي المحاكمة خلال عشر دقائق ويلقى بك في غياهب السجن في (نقرة السلمان) وفي ( ابو غريب) حيث تقضي زهرة شبابك هناك ولا يخفف عنك هول ما حل بك سوى زيارة امك المسنة (العلوية ام كريم) والتي كانت تتنقل من سجن الى سجن بحثا عنك يرافقها أبن عمك الصغير(محمد حسن الديواني) ذو السنوات العشر. وبعد اللتيا والتي وبعد خمسة عشر عاما من الظلم والقهر يفرج عنك بمكرمة من (القائد الضرورة) بمناسبة ذكرى عيد ميلاده التعيس بعد ان شاب شعرك وهرم بدنك وقلة حيلتك كل ذلك لأنك ارشدت عابر سبيل اتضح انه مراقب من قبل جلاوزة النظام على اعتبار انه معارض فأوقعت نفسك في مشكلة عويصة سببها حسن نيتك وطيبة قلبك النابعة من طيبة اهلك المعدان كما يسمونهم والتي سيدفعون ثمنها في الانتخابات القادمة حينما يترشح بأسمهم الى البرلمان من لاينتسب اليهم وليس منهم ولا يمثلهم من قريب او بعيد من القادمين من (حسينية معيري) في (دولت أباد) او من اصحاب المقرات في( ميدان فردوسي) من التجار والمقاولين وابناء الاقطاعيات الدينية الذين يستغلون طيبة اهلنا في الجنوب ويتسلقون عليهم وهذا هو المراد بـ ( الورطة). نعود الى اصل الموضوع لنتحدث عن (ورطة) صديقي بمهر الزهرة ولكن ما هو مهر الزهرة؟ مهر الزهرة هو المهر الذي دفعه علي عليه السلام لفاطمة الزهراء عليها صلوات الله وسلامه عندما تزوجها وكان مهرا ً زهيدا للغاية وفي قصة مهرها تقول الرواية انه ):لما بلغت فاطمة)ع) التاسعة من العمر وبدا عليها كل ملامح النضوج الفكري والرشد العقلي أخذ سادات المهاجرين والأنصار يتقدمون لخطبتها طمعاً بمصاهرة النبي (ص) ولكنه كان يردهم بلطف معتذراً بأن أمرها الى ربها .وخطبها علي (ع) فوافق النبي (ص) ووافقت وتمّ الزواج على مهر قدره خمسمائة درهم، فباع علي درعه لتأمين هذا المهر ولتأثيث البيت الذي سيضمهما فكان أن بسط أرض الحجرة بالرمل ونصب عوداً لتُعلق به القربة واشترى جرةً وكوزاً، وبسط فوق الرمل جلد كبش ومخدة من ليف). هذه هي بأختصار قصة مهر الزهرة ومنذ ذلك الحين وليومنا هذا تحول المهر الى ُسنة اجتماعية عند المتشرعين والمتديين من اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام . والسعيد من ساقه حظه الرائع للزواج من اسرة متدينة تديناً حقيقيا ً لا ظاهريا وتطبق السنة النبوية تطبيقا فعلياً عندها سيتزوج بأزهد الاثمان وايسرها . غير ان مهر الزهرة تحول الى ورطة مع صديقي الذي يبدو لي انه (انضرب دبه)من قبل والد زوجته المتدين جداً والحريص على تطبيق سنة النبي بتزويج كريمته بمهر الزهراء! ومما زاد من الطين بلة هو (البوري) الذي ضُرب به صديقي من قبل أم زوجته المتشرعة هي الاخرى جدا ً جدا ً جدا. وللأمانة أقول ان (البوري) الذي تلقاه صاحبنا كان ( بوري ابو الطواطة) يعني (مال اخو لأخو) ومن حين عقده لقرآنه ولحد كتابة هذه الاسطر وصاحبي في غيبوبة معنوية من شدة( البوري ) الذي تلقاه بأسم مهر الزهرة. ومن حسن الصدف انني كنت احدُ الشاهدين على عقد قرآنه وعشت معه القصة من الفها الى ياءها وساتلوها عليكم لتكون عبرة لمن اعتبر غير ان صاحبي مافتئ يردد عندما يفيق من (بوري) عمته مقولة ( الفلوس اجيب العروس) . واما تفاصيل قصة (البوري ابو الطواطة) او مهر الزهرة ( والفلوس الي اجيب العروس) فسأتلوها عليكم قريبا فأنتظروا اذ للحديث تتمة.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |