|
متى يستفيد العراق من كوادر وطاقات عراقيـي المهجر؟؟
شوقي العيسى
للحضارة القديمة التي يمتلكها بلاد وادي الرافدين بلاد مابين النهرين جذور متأصلة أمتدت منذ الألف السابع قبل الميلاد والى يومنا الحاضر يشهد العراق حضارة يعمقها وتستنبطها العقول الجبارة من العراقيـين الذين رسخوا أصالة حضارة وادي الرافدين بعمق التحضر والتمدن والفكر في كافة مجالات الحياة. فقد أبدع العراقيون بكل ماهو علم أبداعي وما أن أستحوذت زمر البغي والضلال على التمركز والتسلط على العراق منذ مجيء البعث الإرهابي عام 1963 الى السلطة في العراق حتى تم البدء بتصفية هذه العقول المفكرة والمبدعة في العراق التي كانت تنتج وتبدع وتفكر وتتألق ومن هذا المنطلق الذي أزعج جراذم البعث من هذه العقول فقد قرر التخلص منها لأنها ستكون الهاجس الذي يؤرق عصابات البعث وتقف حائل بينهم وبين الشعب العراقي وحتى لا تكون هناك عقلية علمية بحتة يخلدها الشعب العراقي وتقف موازية لطواغيت العصر والزمان وحتى لا تكون هناك مقارنة بين وبين فأستحالت العصابات الحاكمة في العراق تواجد مثل هكذا طاقات وهكذا كوادر تخدم البلد وتعمق الروابط الحقيقية بين الحضارة السومرية والبابلية والأكدية وغيرها من الحضارات وحتى يقمع الشعب العراقي بدائرة من التخلف الفكري والعقلي الذي يصيب الأمة فقد مارست العصابات البعثية الحاكمة في العراق أشد أنواع القمع والإضطهاد الجسدي والنفسي والإجتماعي والسياسي ..... ونلاحظ مسيرة العراق ومسيرة الفطاحل من العلماء والمفكرين الذين أبدعوا في العراق فقد كان تألقهم ونبوغهم قبل تسلط عصابات الإجرام والإرهاب البعثي فمنذ تسلط هؤولاء على العراق كان مفكري العراق وعلمائه في متوسط العمر للإنسان وهذا دليل على أن هؤولاء كان أبداعهم قبل مجيء عصابات البعث للسلطة مما أدى ألى تصفيتهم وهروب القسم الآخر في دول المهجر حفاضاً على أرواحهم وحفاضاً على العلمية والعقلية التي يمتلكونها لخدمة أي مجتمع يقطنون فية وكلما زادت الفترة الزمنية لتسلط البعث في العراق كلما زادت هجرة وقمع كوادر العراق الى خارج العراق حتى أثبتت الدراسات والإستطلاعات أن التعليم في العراق منذ تولي صدام وأعوانه على السلطة أنخفض أنخفاضاً ملحوظاً في المستويات بعد أن كان الهيكل السلمي للمستويات سجل أعلى أرتفاع عاد و أنخفض الى الصفر. وما إن حصلت هجرة العقول المفكرة والطاقات العلمية المبدعة الى خارج العراق والتي قد تم أستقطابهم من قبل دول الخارج ووفرت لهم مالم يوفره لهم بلدهم حتى نشأت وتطورت القدرات العقلية الهائلة وأصبحت منهل للعطاء وأصبحت يشار اليها بالبنان من بين مفكري وعباقرة العالم حتى فاقت العقول العالمية المبدعة في دول الخارج بالإضافة الى ذلك عاشوا في ظل دول تحترم الطاقات والكوادر وتحت أنظمة وقوانين محترمة فقد بنيت كوادر عراقيـي الخارج أنفسها بناء نفسي وعقلي وفكري وناضلت من أجل حرية العراق من مقامها ومن بقاعها وعملت على أسقاط عصابات البعث التي تسلطت على العراق واستباحت كوادر ومفكري العراق وبذلك حققت حلم الشعب العراقي بإستعادة التراث والحضارة بالعلم والتطور الفكري و بالتخلص من طاغوت وكابوس العراق. فكان بالأحرى أن تكون هذه الطاقات التي عانت وأضطهدت أن تخدم العراق الجديد وتعيد للعراق حضارته التي سلبت وحضارته التي طمست على أيدي سراق العلم والفكرلا أن تبقى خارج دائرة الأحداث وخارج نطاق بناء العراق فيجب على الحكومة العراقية أن يكون من أولوياتها أستقطاب كوادر وطاقات عراقيـي المهجر لأول وهلة لا أن نسمع فقط التصريحات المتتالية من الحكومة العراقية ترحب بعودة عراقيـي المهجر لمجرد أملاء صحف الأخبار وكأنما هؤولاء ليس لهم رقم في العملية السياسية والفكرية والديموغرافية . فعلى الحكومة العراقية أن تسعى جادة لأعادة هؤولاء من الخارج وبهم يعاد بناء العراق الجديد وبهم تتفتح أطر ومستقبل العراق الجديد وتوفير كافة المستلزمات الفنية والتكنولوجية والأستراتيجية لعودة عباقرة المستقبل وحمايتهم بالدرجة الأولى من بقايا جراثم البعث من أغتيالهم ولكي لانقمع العلم والمعرفة . فمنذ سنتين ونصف من سقوط طاغية العراق ولم يتسنى للحكومة أو أي جهه معنية بالاتصال مع عراقيـي الخارج والتنسيق معهم حول كيفية أعادتهم وحول الكيفية لأستغلال قدراتهم وعطائهم المثمر، فمتى يستفيد العراق من كوادر وطاقات عراقيـي المهجر ....
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |